Share Button
فى طريق النور ومع الحقوق والقيم الأخلاقية “الجزء الثالث “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع الحقوق والقيم الأخلاقية، لأن الناس سيبعثهم الله أحياء بعد موتهم ويحاسبهم ويدخل المسلمين المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والبعث بعد الموت والحساب والجزاء، فيدخلهم الجنة دار النعيم الخالد، ويدخل الكفار المنكرين للبعث العاصين لله ورسله النار دار العذاب نعوذ بالله منها، وإن من حقوق الإنسان في حرية الدين وحرية الرأي والحرية الشخصية، فأما حرية التدين فقد جعلها الله سبحانه وتعالى في الإسلام لأهل الكتاب وهم اليهود والنصارى بعد دعوتهم إلى الإسلام وإقامة الحجة عليهم ببيان كفرهم بتأليههم لغير الله ونسبة الولد إليه سبحانه وأن الله أمرهم في التوراة والإنجيل بتوحيده وتنزيهه.
عن الشريك والزوجة والولد والوالد، وأمرهم باتباع رسول الله إليهم وإلى جميع الناس محمد صلى الله عليه وسلم والدخول في دين الإسلام، فمن لم يُسلم منهم بعد هذا البيان يتركون على دينهم وعبادتهم في كنائسهم بثلاثة شروط، الشرط الأول أن يكفوا عن أذية المسلمين والاستهزاء بشيء من الإسلام، ومن أسلم منهم لا يمنعونه ولا يؤذونه، والشرط الثاني أن لا يتظاهروا بين المسلمين بشعائر كفرهم بل يختفون بذلك مثل رفع الصليب على كنائسهم أو لبسه أمام المسلمين ولا يشربون الخمر مجاهرة ولا تخرج نساؤهم عارية متبرجة بالزينة بين المسلمين ولا يتظاهرون بمنكر بين المسلمين، الشرط الثالث أن يدفعوا الجزية للدولة الإسلامية التي تحكمهم.
وهي مبلغ يسير يدفعه كل غني مرة في السنة مقابل بقائه على دينه وحمايته، أما الفقير فلا يؤخذ منه شيء بل تقوم الدولة بمساعدة فقرائهم وعلاجهم كالمسلمين، أما غير أهل الكتاب من الكفار فإنهم يدعون إلى الإسلام ويحسن إليهم المسلمون ترغيبا لهم في الإسلام، فإذا أصروا بعد إقامة الحجة عليهم على البقاء على كفرهم ومحاربة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فإن المسلمين بقيادة الحاكم يقاتلونهم بأمر الله تعالى لهم حتى لا تكون فتنة وتحدي لله ولدينه الحق وعباد الله المسلمين، وأما حرية الرأي فإن الله أوجب على المسلم أن يقول كلمة الحق لا يبالي في ذلك بأحد ولو كان الحاكم، لكنه مأمور في الإسلام بحسن الخلق وحسن المناصحة.
فلا يُقبل منه التشهير على المنبر أو في المجالس أو في وسائل الإعلام بالحاكم أو بأي مسلم وإنما يناصحه سرا مشافهة أو بخطاب يكتبه له، أما فيما يتعلق بالأمور العامة والدعوة إلى الخير والنهي عن الشر فإنه مأمور أن يعلن ذلك في كل الأحوال، أما أن يتكلم الإنسان بالباطل المخالف للقرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم أو يدعو إلى منكر فإن الإسلام لا يسمح له بذلك بل يمنعه ويجب على الحاكم معاقبته إذا لم يمتنع لأن ذلك من الفساد في الأرض والله لا يحب الفساد وليس ذلك من حرية الرأي في شيء، وأما الحرية الشخصية، فقد أعطى الإسلام للإنسان رجلا أو امرأة كامل الحرية في التصرف والاختيار بشرط أن لا يتجاوز الحدود الشرعية.
فجعل له حرية البيع والشراء والهبة والصدقة والتملك المشروع، وجعل لكل من الرجل والمرأة حرية اختيار الزوج وحرية استقلال الزوجة في المسكن إلى غير ذلك من الأمور المشروعة، أما الأمور التي حرمها الله سبحانه مثل ارتكاب الفواحش كالزنا واللواط وتعاطي المسكرات والمخدرات ولبس الأزياء العارية أمام الناس والرقص والغناء والتعامل بالربا والقمار والسحر والمكاسب المحرمة فكل ذلك ممنوع لأنه خبيث وفساد في الأرض فيجب منع الإنسان منه حمايةً لدينه وشرفه وجسمه وأسرته وماله وحماية للمجتمع من شره، ولقد حفظ الله عز وجل للإنسان حق الانتفاع بكل شيء طيب نافع، وخلق من أجله كل شيء في الأرض.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *