Share Button
فى طريق النور ومع الحقوق والقيم الأخلاقية “الجزء الخامس “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع الحقوق والقيم الأخلاقية، فكان سعد بن معاذ صحابيا جليلا مجاهدا في سبيل الله حتى اصيب بجرح خطير في المعركة واستشهد بعد فترة من المعاناة والالم، وقد شهد الرسول صلى الله عليه وسلم في حقه حين عاده في مرضه قائلا “اللهم ان سعدا قد جاهد في سبيلك، وصدق رسولك، وقضى الذي عليه، فتقبل روحه بخير ما تقبلت به روحا” وعند وفاته شارك الرسول صلى الله عليه وسلم في تشييعه ودفنه، ومع هذه المكانة والمنزلة الا أنه اصابته ضمّة أي عصرة في قبره على حد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان في خلقه مع أهله سوء، فإيمان سعد وجهاده وصحبته للرسول صلى الله عليه وسلم وشهادته في سبيل الله.
كل ذلك لم يسقط عنه جزاء سوء اخلاقه مع اهله وعائلته، فلنكن حذرين جدا في تعاملنا مع الآخرين، وحتى عوائلنا وابنائنا، فاننا محاسبون امام الله تعالى عن تصرفاتنا مع الناس، ولن تغني عنا صلاتنا ولا عباداتنا اذا ما قصرنا او تجاوزنا على حقوق الآخرين المادية أو المعنوية، ولقد حفظ الله عز وجل للإنسان حقه في العلم فأوجب عليه أن يتعلم العلم المكتسب الذي لم يكن يعلمه بفطرته فكان أول آيات نزلت من القرآن الكريم أمر الله سبحانه لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم أن يقرأ وبين أن ذلك العلم للإنسان عامة، وأول ما يجب على الإنسان معرفته، هو معرفته لربه وهو الله رب العالمين الذي خلقه ورزقه وأنه إلهه الحق وحده لا شريك له، ومعرفته للنبي الذي أرسله الله إليه.
وإلى جميع الناس وهو محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي عليه الصلاة والسلام، ومعرفة دين الإسلام الذي هو الدين عند الله والذي دانت به جميع الرسل وأمرت أممها بالإيمان به وهو توحيد الله تعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته وطاعة أمره واجتناب نهيه والبعد عن الشرك وجميع أنواع الكفر، وحب الله ورسوله ودينه والمتمسكين به من المسلمين وأن يبغض كل ما يبغضه الله ورسوله، وقال رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم “طلب العلم فريضة على كل مسلم” ومسلم هنا تعني جنس المسلمين ذكورا وإناثا، وهذا العلم الذي ألزم الله به الإنسان هو العلم بربه وبنبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبدينه لكي يعبد الله تعالى على الوجه الصحيح.
أما العلوم المادية فهذه قد فتح الله للإنسان فيها باب اكتسابها عن طريق التجربة والتعلم، ولذا فإن جميع الرسل من أولهم إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم لم يشتغلوا بتعليم الناس أمور دنياهم وإنما أرسلهم الله سبحانه لتعليمهم الأمر العظيم الذي خُلقوا له وهو دينهم الذي هو زادهم إلى الدار الآخرة الخالدة بعد الموت، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم “أنتم أدرى بأمور دنياكم” وإن هناك ممارسات خاطئة، حيث يبالغ بعض المتدينين في ادائهم لبعض الشعائر والاعمال العبادية، بطريقة تسبب ايذاء ومزاحمة للأخرين، ويتصورون انهم بتلك المبالغة ينالون الاجر والثواب من الله تعالى، وفي الحقيقة إنهم يحمّلون انفسهم الوزر والاثم من حيث يشعرون أو لا يشعرون.
فمثلا ما يحدث في الحج من محاولة بعض الحجيج الاقتراب من الكعبة في الطواف او استلام الحجر الاسود، بطريقة المغالبة والمزاحمة، مما يؤدي الى الاضرار بالنفس وبالآخرين، وايذاء الغير حرام بينما تقبيل الحجر الاسود مستحب وكذلك الاقتراب من الكعبة، وهل يصح اداء المستحب بارتكاب المحّرم؟ وقد نجد بعض الناس يحرصون على ان يكونوا في الصفوف الاولى لصلاة الجماعة، وذلك مستحب بلا ريب، وفيه اجر كبير لكنه اذا استلزم ايذاء الآخرين ومدافعتهم، وجرح مشاعرهم، فانه يتحول الى سبب للاثم والوزر، وضمن هذا السياق ما تعارف عليه البعض من رفع صوت المكبرات والسّماعات وهى الميكرفونات اثناء تلاوة القرآن، أو قراءة الادعية.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *