Share Button

إعداد محمـــد الدكـــرورى

يزيد بن معاوية بن أبو سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقد ولد في الثالث والعشرين من رمضان فى عام سته وعشرين للهجرة، وقد ولد في خلافة الصحابي الجليل عثمان بن عفان، في قرية الماطرون وكانت أمه هي ميسون بنت بحدل بن أنيف بن دلجة بن قنافة بن عدي بن زهير بن حارثة بن جناب، من كلب، وقد طلقها والده معاوية بن أبى سفيان فيما بعد، وقد عاش يزيد فترة من حياته في البادية بين أخواله لأمه فترة طفولته عندما طلق والده الصحابي معاوية والدته ميسون بنت بحدل، إلا أن يزيد لم يستمر في العيش هناك.

إذ عاد إلى دمشق بأمر من والده ليحضر مجالسه ويستفيد من سياسته، وعند عودة يزيد أحضر والده له المؤدبين، والعلماء، والنسابين، مثل دغفل بن حنظلة السدوسي الشيباني، مؤدباً ونسابة، وعبيد بن شرية الجرهمي، وهو عارف بأيام العرب وأخبار الماضين، وعلاقة بن كرشم الكلابي النسابة، وهؤلاء النسابون أثروا في يزيد، حيث يعتبر يزيد من النسابين الخبراء في النسب، وهو رأس الطبقة الثانية في طبقات النسابين، وكان الصحابي معاوية يأمر ابنه بالاستماع إلى وفود العرب التي تفد عليه ليأخذ من حكمتهم، وكان علماء اللغة يحضرون مجلسه، وقد تولى يزيد الخلافة بعد وفاة والده معاويه بن أبى سفيان في سنة ستين للهجرة ولم يبق من معارضي فكرة توليته العرش، الأربعة، عند توليه الحكم.

غير الصحابي الحسين بن علي والصحابي عبد الله بن الزبير، وفي سنة واحد وستين للهجرة اتجه الصحابي الحسين بن على، إلى العراق بعد أن أرسل أهلها إليه بالقدوم وأن يصبح أميرهم، ولكنه ما إن وصل هناك حتى تخلوا عن الفكرة ودخل الحسين في حرب مع جيش عبيد الله بن زياد انتهت باستشهاده، وقد مرت سنة اثنين وستين للهجرة بدون أحداث تذكر، ولكن معارضة الصحابي عبد الله بن الزبير في الحجاز وتهامة أخذت في النمو فثار أهل المدينة المنورة في سنة ثلاثه وستين للهجرة على يزيد وخلعوا بيعته وأظهر عبد الله بن الزبير شتم يزيد، وقام يزيد بتجهيز جيش لمحاربة عبد الله بن الزبير، وأهل المدينة إن رفضوا العودة في طاعته، وقد انتهت سنة ثلاثه وستين للهجرة بانهزام أهل المدينة

واستمر حصار ومحاربة معارضي مكة المكرمة حتى وفاة يزيد في سنة أربعه وستين للهجرة، وفى سنة خمسه وأربعين للهجرة أرسل معاوية يزيد بجيش إلى الروم ومعه زوجته أم كلثوم بنت عبد الله بن عامر، فنزل في دير سمعان ووجه الجنود ليقاتلوا وسميت باسم غزوة الطوانة، وهناك أصابهم وباء الجدري فتمثل بيتين في الوباء، فلما سمع معاوية كلامه حلف عليه إلا أن يلحق بالجيش، فكتب إليه يزيد بيتين من الشعر يجيبهم فيها عليه، ويعرف فتح طُّوانة بأنه هو حصار فرضه الجيش الأموي بقيادة الأمير مسلمة بن عبد الملك بن مروان وابن أخيه العباس بن الوليد بن عبد الملك على مدينة طوانة الرومية، وقد صمدت مدينة طوانة في بداية الحصار فطالت فترة الحصار.

فأمضى المسلمون في طوانة فواجهتهم مصاعب جمة وشدة كبيرة بسبب قلة الطعام والبرد والقتال، وبعد ذلك أرسل امبراطور الروم آنذاك جستنيان الثاني إلى أهل طوانة جيش لإغاثتهم ونصرتهم، ولكن الجيش الأموي انتصر عليهم، بعد ذلك اضطر أهل المدينة للاستسلام وبدأوا التفاوض مع المسلمين فوعدهم الجيش الأموي بالأمان، ولكن يقال إن المسلمين سبوا كثير من السكان إلى ديار الخلافة وتُركت المدينة مهجورة، والمتفق عليه أن طوانة دُمرت إلى حد كبير وغنم المسلمين كثير من الغنائم، وفي سنة تسعه وأربعين للهجرة، بدأ معاوية بتجهيز جيش كبير ليغزو القسطنطينية، وجعل هذا الجيش بقيادة ابنه يزيد، وأرسل مع ابنه بسر بن أرطأة، وسفيان بن عوف، وفضالة بن عبيد الأنصاري.

وتم تقسيم الجيش الإسلامي إلى جيش بحري وجيش بري، وعلى عرش الدولة البيزنطية قسطنطين الرابع، والذي استعد لإيقاف الغزوة، واشترك في هذه الغزوة الكثير من الصحابة وأبنائهم مثل: أبو أيوب الأنصاري، عبد الله بن عباس، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر، الحسين بن علي، وأبو ثعلبة الخشني، ويعود السبب في اشتراك الكثير من الصحابة وأبنائهم في هذه المعركة هو حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ” وهذا الحديث رواه البخارى، ويعرف حصار القسطنطينية الأول أو معركة سيلايوم البحرية وهي حملة أرسلها معاوية بن أبي سفيان بقيادة ابنه يزيد لمحاولة فتح القسطنطينية ولكنها بائت بالفشل لمناعة أسوار القسطنطينية .

فانسحب المسلمون وانتصر الروم البيزنطيين، وكان لانتصارهم أهمية كبرى في بقاء دولتهم كما تراجع التهديد الأموي لبعض الوقت، وتم التوقيع على معاهدة سلام بعد فترة وجيزة، وبعدها اندلعت الثورات ضد الدولة الأموية، وقد استخدم اليونانيون النار الاغريقية لأول مرة في معركة سيلايوم البحرية، وقد أرسل معاوية بن أبي سفيان حملة برية فاخترقت آسيا الصغرى وافتتحت حصونًا كثيرة في الأناضول حتى وصلت إلى سواحل بحر مرمرة، ثم بعث معاوية ابنه يزيد بن معاوية مدداً لسفيان بن عوف وجعله أميرًا شرفيًا على الحملة ومعه نفر من أبناء الصحابة مثل عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وأبو أيوب الأنصاري، وقد اشتبك المسلمون مع الروم في القتال .

واستشهد الكثير من الصحابة منهم أبو أيوب الأنصاري الذي دُفن بالقرب من مدينة بورصة، ثم دُفن في أصل حصن القسطنطينية، وقد حال الشتاء القارس وصعوبة الإمدادات البشرية والتموينية، لبعد المسافة وضعف وسائل النقل في ذلك الوقت، ثم نقص الأطعمة والأغذية وتفشي الأمراض بين الجند، ومناعة القسطنطينية فحال ذلك كله دون فتح المدينة، ولقد حاول المسلمون اختراق أسوارها بعد حصارها إلا أنهم فشلوا في ذلك فعادوا دون خسائر كبيرة عام خمسين من الهجره، وقد تنبأ النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بهذه الحملة ووعد أهلها المغفرة، فقال فيما رواه البخاري عن أم حرام بنت ملحان: أول جيش من أمتي يركبون البحر قد أوجبوا ، وأول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم.

وكان الدرس الهام الذي خرج به الخليفه معاوية بن أبى سفيان، من هذه الحملة هو ضرورة تدعيم القوات البرية التي تغزو القسطنطينية بقوات بحرية ضخمة، حيث تحيط المياه بالمدينة من ثلاث جهات، وعكف على تجهيز هذا الأسطول مدة أربع سنوات استطاع خلالها تدريبه عمليًا بإسترداد جزيرة رودس عام اثنين وخمسين من الهجره، وكان الروم قد استردوها أثناء فترة خلافة عثمان بن عفان، ثم جزيرة أرواد عام أربعه وخمسين من الهجره، والتي جعل منها المسلمون بعد ذلك مقرًا لإدارة الحصار الثاني للقسطنطينية، والذي بدأ عام أربعه وخمسين من الهجره.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *