Share Button

فى طريق النور ومع الرسول الكريم فى الشِعب ” الجزء الثالث “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع الرسول الكريم فى الشِعب، فأظلمت أمام المشركين السبل بعد فشلهم في هذه المفاوضات والمساومات والتنازلات، واحتاروا فيما يفعلون، حتى قام أحد شياطينهم‏‏ النضر بن الحارث، فنصحهم قائلا يا معشر قريش، والله لقد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد، قد كان محمد فيكم غلاما حدثا أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب، وجاءكم بما جاءكم به، قلتم‏: ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم‏‏ كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم، وقلتم‏‏ شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه، وقلتم‏‏ مجنون.

لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون، فما هو بخنقه، ولا وسوسته، ولا تخليطه، يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم، فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم‏،‏ وكأنهم لما رأوا صموده صلى الله عليه وسلم في وجه كل التحديات، ورفضه كل المغريات، وصلابته في كل مرحلة مع ما كان يتمتع به من الصدق والعفاف ومكارم الأخلاق، قويت شبهتهم في كونه رسولا حقا، فقرروا أن يتصلوا باليهود حتى يتأكدوا من أمره صلى الله عليه وسلم، فلما نصحهم النضر بن الحارث بما سبق كلفوه مع آخر أو آخرين ليذهب إلى يهود المدينة، فأتاهم فقال أحبارهم‏‏ سلوه عن ثلاث، فإن أخبر فهو نبى مرسل، وإلا فهو متقول، سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول، ما كان أمرهم‏؟‏

فإن لهم حديثا عجبا، وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها، ما كان نبؤه‏؟‏ وسلوه عن الروح، ما هي‏؟‏ فلما قدم مكة قال‏ جئناكم بفصل ما بينكم وبين محمد، وأخبرهم بما قاله اليهود، فسألت قريش رسول صلى الله عليه وسلم عن الأمور الثلاثة، فنزلت بعد أيام سورة الكهف، فيها قصة أولئك الفتية، وهم أصحاب الكهف، وقصة الرجل الطواف، وهو ذو القرنين، ونزل الجواب عن الروح في سورة الإسراء‏، وتبين لقريش أنه صلى الله عليه وسلم على حق وصدق، ولكن أبي الظالمون إلا كفورا، وشِعب أبي طالب أو شِعب بني هاشم، وهو المكان الذي قوطعت وحوصرت فيه بنو هاشم لمدة ثلاثة سنوات ابتداء من السنة السابعة من النبوة بسبب قرار اتخذه سادة قريش.

بداية ظهور الإسلام وذلك للضغط على رسول الله في الإسلام محمد بن عبد الله ولثنيه عن الدعوة للإسلام فتعاهدو على ألا يتعاملوا معهم بأي شكل من المعاملات كالبيع والشراء والزواج، وقد علقوا صحيفة بهذا المضمون في الكعبة، وهو الشعب الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الدار التي تعرف باسم “دار ابن يوسف” وكان لما أجمعت قريش على قتل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، جمع أبو طالب بن عبد المطلب بني هاشم وأخبرهم بمكيدة قريش، فقرروا أن ينحازوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في شعب بمكة يقال له شعب أبي طالب، وانحاز معهم حمية بنو المطلب بن عبد مناف، اجتمع رؤساء قريش في خيف بني كنانة ويسمى اليوم بالمعابدة.

وأجمعوا على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب اقتصاديا واجتماعيا، وكتبوا في ذلك كتابا فيه أن لا يناكحوهم ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم، ولا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحا أبدا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسلموا الرسول صلى الله عليه وسلم لهم للقتل، وعلقت الصحيفة في جوف الكعبة، وكان الذي كتب الصحيفة منصور بن عكرمة العبدري، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم فشلت أصابعه، وقد اجتمع كفار مكة اجتماعا طارئا وعاجلا، بعدما رأوا من اجتماع بني عبد مناف للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجوا منه في نهاية الأمر بقانون جديد.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *