Share Button
فى طريق النور ومع السلام مع النفس والكون ” الجزء العاشر “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء العاشر مع السلام مع النفس والكون، فإن الحب هو الشعور الأسمى الذي يجعل الصعب سهلا، ويبني علاقات لا يمكن أن تهدمها المصالح، فيشد المرء على يد الآخر ويسعى في سبيل مصلحته، ويخشى عليه من الضرر المؤدي إلى الموت أو إلى فقدان مقومات الحياة الهانئة، في ذلك المضمار تبدأ ثمرة السلام بالبزوغ بين الناس مُعلنة بشارتها بحقل كامل من الورود ويمكن اعتبار أنواع السلام ضمن مضمارين، النوع الأول يشمل السلام العام بصفته المجتمعية، والتي تتحقق من خلال الحفاظ على حقوق الغير واحترامها بواسطة التفكير الإيجابي تجاه الأفراد الآخرين، والابتعاد عن العنف في تحقيق أي مطلب، لأن العنف هو الحالة غير الطبيعية.
والنوع الثاني يشمل السلام الداخلي للفرد، والذي بدونه لا يمكن للسلام العام أن يتحقق، وهو قدرة الإنسان على العيش بانسجام مع ذاته دون قلق أو اضطهاد، ويواجه العالم مجموعة من المعوقات التي تعرقل عملية حفظ الأمن والسلم في العالم المعاصر، ومن أبرزها الصراعات الناشئة بين أقطاب العالم والتي تملك حق النقض في مجلس الأمن، فهذه الدول تقدم مصالحها على مصالح أمن العالم واستقراره، والتعصب العرقي والديني التي ينتج عنها الكثير من الاضطرابات وأعمال العنف وتولد التطرف والإرهاب، وأطماع الدول الكبرى وصراعها للسيطرة على المصادر الطبيعية والاقتصادية للدول النامية، واختلال النظام الاقتصادي العالمي.
مما ينتج عنه وجود مجتمعات فقيرة جدا بجانب وجود مجتمعات غنية، مما يؤدي إلى حالة من الحقد والتذمر ونقص الموارد المائية وزيادة السكان، فإن ندرة الموارد المائية المتجددة والارتفاع المتزايد لعدد السكان، أدى إلى بحث الدول عن أساليب جديدة في تطوير مصادر المياه التي تمر في حدود دولها دون مراعاة احتياجات الدول المجاورة لها، وإن السلام مما لا شك فيه أن جميع الناس يبحثون عن الأمن والأمان ليستطيعوا العيش دون خوف وفزع حيث يعتبر الخوف من أكثر الأمراض النفسية التي تهلك صاحبها لأنه يمضي حياته في الترقب وانتظار المجهول، وقد عانت دول العالم أجمع من الحروب المدمرة التي تعود على الإنسان بالكثير من الدمار.
وإزهاق الكثير من الأرواح العسكرية والمدنية، كما أنها تستنزف ميزانية الدول وخيرات البلاد، أمثال الحرب العالمية الأولى والثانية التي شملت معظم دول العالم، وخلفت وراءها الكثير من الآثار التي ما زال تأثيرها إلى الآن مثل استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للقنابل النووية على المدن اليابانية هيروشيما وناجازاكي، وقد حث ديننا الحنيف على السلام في جميع الأحوال، واعتبره الحل الأول في أي نزاع، بل إنه فرض تحية الإسلام وهي “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته” حيث يدعو فيها مُلقي التحية للشخص المقابل له بالرحمة ويعطيه الأمان، وقد وردت أهمية تحية الإسلام في كثير من الأحاديث الشريفة والتركيز على استخدامها لجميع الأشخاص.
وحث الإسلام على عدم إجبار أحد على شيء لا يريده، حتى في الغارات الحربية كان يترك المجال أمام الأعداء من أجل حرية الدخول في الدين الإسلامي أو البقاء على دينهم مع خضوعهم لقواعد معينة لتحقيق السلام والأمان في الدولة، ويحتاج السلام إلى التسامح والتجاوز عن الأخطاء، وعدم الحقد والكره وضمور الشر، فالحقد والكره يعملان على عدم تجاوز أية مشاكل أو مسائل عالقة مما يترك مجالا لتحقيق السلام فالسلام يحدث عندما تكون النفوس صافية من جميع الأطراف سواء كان السلام على المستوى الفردي أو الجماعات، فالسلام لا يعني سلام الدول معا، وإنما هناك السلام الذي يقوم بين الجيران والأخوان وغيرها من الأمثلة.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *