Share Button

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

ونكل الجزء الثانى مع السيدة جويرية بنت الحارث، وأما عن أبوها فهو الصحابي الجليل وسيد بني المصطلق وكان اسمه هو الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن المصطلق بن سعيد بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن خزاعة، والصحابي الحارث بن أبي ضرار، قد قال ابن إسحاق ” تزوج رسول الله جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، وكانت في سبايا بني المصطلق من خزاعة، فوقعت لثابت بن قيس بن شماس، فذكر الخبر، ثم قال فأقبل أبوها الحارث بن أبي ضرار لنداء ابنته، فلما كان بالعقيق نظر إلى الإبل التي جاء بها للفداء، فرغب في بعيرين منها، فغيبهما في شعب من شعاب العقيق، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا محمد، أخذتم ابنتي وهذا فداؤها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” فأين البعيران اللذان غيبت بالعقيق في شعب كذا وكذا”? فقال الحارث أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، ما اطلع على ذلك إلا الله، وأسلم الحارث، وابنان له، وناس من قومه، وكانت جويرية رضي الله عنها ضمن سبي بني المصطلق الذين غزاهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان قد قتل زوجها في هذه الغزوة، ووقعت في سهم ثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عمه، فكاتبت على نفسها لكونها أبية وسيدة نساء قومها، ولم يكن معها ما كاتبت عليه فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليعينها على ذلك، فرد عليها بما هو أفضل، إذ عرض عليها الزواج منها وقضاء مكاتبتها، فأجابت بالقبول وأسلمت وحسن إسلامها.
ولقد كان لا بد أن يكون للرسول صلى الله عليه وسلم أثر كبير في تربيتها، حتى أعدها لتكون أمّا للمؤمنين، فتأثرت به رضي الله عنها في عبادتها، فكانت تصوم من النوافل الكثير، حتى صامت يوم جمعة منفردا وأمرها الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن تفطر، وكانت تظل تذكر الله تعالى، بعد الفجر حتى الشروق كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، وفى قصة زواجها أنه كان سباها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوم المريسيع وهى غزوة بني المصطلق، وقد حدثت تلك الغزوه سنة خمس من الهجره، وعند بعض العلماء كالطبري وخليفة وابن إسحاق وغيرهم سنة ست من الهجره، كما نقل عنهم ابن حجر في الفتح، وغزوة بني المصطلق.
أو غزوة المريسيع هي غزوة جرت أحداثها في شهر شعبان عند عامة أهل المغازي، وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم، باجتماع قبيلة بني المصطلق استعدادها للإغارة على المدينة، فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن جمع المسلمين وانطلق إليهم لرد شرهم، قبل أن يشكلوا خطرا على المدينة، وكان خروجه من المدينة في الثانى من شعبان، وقد باغتهم صلى الله عليه وسلم، عند منطقة تعرف بماء المريسيع، وعندها حصل قتال غير متكافئ بين المسلمين وبني المصطلق لهول المفاجأة لأن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، قد قام بالإغارة على بني المصطلق وهم غارون وأنعامهم تسقي الماء فقتل مقاتلتهم وسبى نساءهم، وقد غنم المسلمون غنائم غنائم ضخمة وسبوا عددا كبيرا من نساء القبيلة.

وكان من بين السبايا كان منهم جويرية بنت الحارث ابنة زعيم بني المصطلق الحارث بن ضرار، والتي أصبحت ملكة يمين عند النبي صلى الله عليه وسلم، لاحقا، ثم تزوج النبى صلى الله عليه وسلم، من جويرية بنت الحارث بنت زعيم قبيلة بنو المصطلق، وذلك بعد أن أدى عنها كتابها لثابت بن قيس بن شماس، وقد حصلت بعد هذه الغزوة حادثة شهيرة هي حادثة الإفك التي اتهمت فيها السيده عائشة رضى الله عنها، بالزنا وهو كما زعم البعض عليها زورا وبهتانا مع صفوان بن المعطل، وأما عن السيده جويريه فكانت متزوجة بابن عمها مسافع بن صفوان بن أبي الشفر الذي قتل في هذه الغزوة، وعندما قسمت الغنائم وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس فكاتبته على نفسها.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *