Share Button

 

ومازال الحديث موصولا عن السيرة العطرة والسيرة الطيبه من سيرة الأنبياء والرسل الكرام وسوف نتحدث فى هذا المقال عن شخصيه نسائية تاريخيه عظيمة، وهى سيدة ضربت لنا أروع الأمثله فى التضحيه والفداء فمن هى السيده التى قيل عنها أن أبوها نبى وأن أخوها نبى وأن زوجها نبى وأن إبنها نبى؟ فمن تكون هذه السيده وما هى حكايتها ؟ فإنها السيده الكريمه العفيفه الشريفه الطاهره، إليا بنت يعقوب، اخت يوسف، زوجة ايوب، ام ذو الكفل، عليهم جميعا الصلاة والسلام، وعلى نبينا وعليهم وعلى سائر الانبياء الصلاة والسلام، فالسيده إليا ابوها نبي وزوجها نبي واخوها نبي وابنها نبي، وإن سيرة نبي الله أيوب لا تكاد تذكر إلا ويقترن بها اسم السيدة إليا زوجته، وربما يحدث هذا في أغلب سير أنبياء الله تعالى، وزوجاتهم إلا أن نبي الله أيوب عليه السلام وزوجه، ارتبطا بمصير واحد طوال فترة حياتهما.

وإن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم يُبين لنا أن الزواج نعمة عظيمة حقيق بأن تشكر، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” فيلقى العبد ربه، فيقول الله عز وجل” ألم أُكرمك وأُسوّدك وأُزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأَذرك ترأس وتربع؟ فيقول، بلى يا رب، فيقول” أفظننت أنك مُلاقيّ؟ فيقول، لا فيقال “إني أنساك كما نسيتني ” ولكن هذه السعادة مشروطة بما إذا كانت الزوجة صالحة، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” ثلاث من سعادة ابن آدم، المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح ” رواه أحمد والطبراني والحاكم، لأن هذه المرأة الموصوفة بالصلاح تكون عونا على أعظم أمر يهم المسلم ألا وهو الدين، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “من رزَقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتقِ الله في الشطر الثاني” رواه الحاكم والطبراني، وقال صلى الله عليه وسلم “الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة” أخرجه مسلم.

وهكذا السيده ليا وزوجها نبى الله أيوب عليه السلا، فلا تكاد تذكر قصة واحد منهما إلا وتذكر قصة الآخر معه دون قصد أو تعمد فهما وجهان لعملة واحدة وبطلان لقصة واحدة وشريكان لحياة واحدة استمرت لأكثر من تسعين عاما تقاسما فيها حياة الترف والثروة والصحة والهناء ثم كابدا معا حياة من نوع آخر ربما لا يستطيع أحد تحملها أو حتى تخيلها، والسيدة ليا او إليا أو عليا أو رحمة كلها اسماء ذكرت لها حسب نطق كل بلد، وهى بنت النبى يعقوب وزوجة نبى الله أيوب عليهم السلام، وهى تعد واحدة من أفضل نساء العالمين فهي صاحبة منزلة مباركة وعالية في مقام الصدق واتخذت مكانا عليا في منازل الأبرار حيث عاشت مع زوجها في محنته التي امتدت قرابة ثماني عشرة سنة وكانت مثال المرأة البارة ومثال الزوجة الصابرة الراضية بقضاء الله وقدره، ولهذا وصفها الإمام ابن كثير الصابرة والمحتسبة المكابدة، والصديقة البارة، والراشدة رضي الله عنها وارضاها، وإن السيدة ليا.

هي التي أبيها نبي واخيها نبي وزوجها نبي وابنها نبي حيث أن أباها هو نبى الله يعقوب عليه السلام وأخوها هو نبى الله يوسف عليه السلام وزوجها هو نبى الله أيوب عليه السلام وابنها نبى الله ذو الكفل عليه السلام، ولكن هناك إختلاف حيث يقال أن اسمها ليا ابنة آفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق عليهم السلام، وقد سماها ابن عساكر في تاريخه، رحمة الله تعالى على الأرجح، وكانت ذات جمال وحسب ونسب وعِلم، أهّلها لأن تكون الزوجة التقية النقية والقادرة على تحمل الابتلاء والصبر على مرض الزوج وفقد المال والأولاد، فما شكت وما جزعت، فإنها الصابرة العفيفة الخدومة، لذلك لا تذكر قصة السيده ليا، إلا وكانت مقترنة بقصة نبى الله أيوب عليه السلام، ولا تذكر قصة أيوب عليه السلام إلا وذكرت قصة زوجته الصابرة العابدة المخلصة لزوجها ودينها والتي تعطي لكل زوجة درسا في الإخلاص لزوجها والصبر على تحمُل المحن.

ويذكر المفسرون قصة حلف نبى الله أيوب عليه السلام أن يجلد زوجته مائة جلدة في تفسير قول الله عز وجل فى سورة ص (وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب ) غير أنه لم يرد في بيان سبب حلف أيوب عليه السلام هذا اليمين حديث مرفوع صحيح إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ويقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله، بأن هذا له قصة أخرى أشارت إليها الآية إجمالا، ولم يرد في تعيينها أثر صحيح، وإنما ورد ذلك في تفسير بعض التابعين، واختلفوا في ذكر السبب، غير أن أكثرهم قالوا، إن زوجة أيوب طلبت منه عليه السلام أن يتكلم بكلمة كان إبليس عليه لعنة الله قد طلب من أيوب عليه السلام أن يتكلم بها، وهي كلمة غير شرعية، إما فيها تسخط على أقدار الله عز وجل، أو نسبة الشفاء لغير الله، فأبى أيوب عليه السلام، وحلف إن شفاه الله أن يعاقب زوجته التي استجابت لما وسوس به إبليس اللعين.

وقال قتادة رحمه الله، كانت امرأته قد عرضت له بأمر، وأرادها إبليس على شيء، فقال لو تكلمت بكذا وكذا، وإنما حملها عليها الجزع، فحلف نبي الله، لئن الله شفاه ليجلدنها مئة جلدة، قال، فأمر بغصن فيه تسعة وتسعون قضيبا، والأصل تكملة المِئة، فضربها ضربة واحدة، فأبرّ نبي الله، وخفف الله تعالى، عن أمَته، والله غفور رحيم، ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله، فى قوله تعالى : (وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث) وذلك أن أيوب عليه السلام كان قد غضب على زوجته، ووجد عليها في أمر فعلته، وقيل إنها باعت ضفيرتها بخبز، فأطعمته إياه، فلامها على ذلك، وحلف إن شفاه الله ليضربنها مائة جلدة، وقيل أيضا لغير ذلك من الأسباب، فلما شفاه الله تعالى، وعافاه ما كان جزاؤها مع هذه الخدمة التامة والرحمة والشفقة والإحسان أن تقابل بالضرب، فأفتاه الله عز وجل، أن يأخذ ضغثا، وهو الشمراخ، فيه مائة قضيب، فيضربها به ضربة واحدة.

وقد برّت يمينه، وخرج من حنثه، ووفى بنذره، وهذا من الفرج والمخرج لمن اتقى الله تعالى، وأناب إليه، ولهذا قال الله تعالى (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) وقد أثنى الله تعالى عليه ومدحه بأنه (نعم العبد إنه أواب) أي أنه رجّاع منيب، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى فى سورة الطلاق (ومن يتق الله يجعل له مخرجا، ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وقد استدل كثير من الفقهاء بهذه الآية الكريمة على مسائل في الأيمان وغيرها، وأخذوها بمقتضاها، ومنعت طائفة أخرى من الفقهاء من ذلك، وقالوا، لم يثبت أن الكفارة كانت مشروعة في شرع نبى الله أيوب عليه السلام، فلذلك رخص له في ذلك، وقد أغنى الله تعالى، هذه الأمة بالكفارة، وأما عن السيده رحمه أو ليا بنت إفرايم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، وأبوها إفرايم بن يوسف هو الابن الثاني للنبي يوسف عليه السلام، من زوجته أسينات بنت كابوسيس، وله أخ أكبر منه اسمه مانيسا.

وهو جد النبي يوشع بن نون، عليه السلام، والسيده ليا، هى زوجة نبى الله أيوب، وهى امرأة خلدها التاريخ في صبرها، وقد أخلصت لزوجها، ووقفت إلى جواره فى محنته حين نزل به البلاء، واشتد به المرض الذى طال سنين عديدة، ولم تُظهر تأففا أو ضجرا، بل كانت متماسكة طائعة، وواحدة من النساء اللاتي تركن أنصع الآثار في دنيا النساء الفضليات، وقد ارتقت ليا منزلة مباركة وعالية في مقام الصدق، واقتعدت مكانا عليا في منازل الأبرار، حيث عاشت مع زوجها في محنته التي امتدت قرابة ثماني عشرة سنة، وكانت مثال المرأة البارة ومثال الزوجة الصابرة الراضيه بحكم الله وقضاءه، وكان نبى الله أيوب عليه السلام هو أحد أغنياء الأنبياء، حيث بسط الله له فى رزقه، ومدّ له فى ماله، فكانت له ألوف من الغنم والإبل، ومئات من البقر والحمير، وعدد كبير من الثيران، وأرض عريضة، وحقول خصيبة ، وكان له عدد كبير من العبيد يقومون على خدمته، ورعاية أملاكه.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏سماء‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *