Share Button
فى طريق النور ومع الصبر وإنتظار الفرج “جزء4”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع الصبر وإنتظار الفرج، فإذا صبر الإنسان نفسه على طاعة الله، وثابر عليها صارت غريزة له وطبيعة يفرح بفعلها، ويغنم لفقدها، وإذا صبر نفسه عن المعصية تعودت ترك المعاصي، وصارت المعاصي مكروهة لديه وبغيضة عنده يفرح بفقدها، ويغتم لوجودها حتى يوفق للتوبة منها، وإذا صبر نفسه عن التسخط من أقدار الله صار راضيا مطمئنا بما قدره الله عليه إن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له، وإن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له فالإنسان يصاب بمصيبة في نفسه، ومصيبة في أهله، ومصيبة في ماله، ومصيبة في أصحابه، ومصيبة في نواح أخرى، فإذا قابل هذه المصائب بالصبر وانتظار الفرج من الله صارت المصائب تكفيرا لسيئاته.
ورفعة في درجاته، وقد وردت الآيات، والأحاديث الكثيرة في ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه، إلا حط الله من سيئاته كما تحط الشجرة ورقها، وقال صلى الله عليه وسلم لامرأة من الصحابيات “أبشري فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الحديد والفضة” وقال صلى الله عليه وسلم “ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده حتى يلقى الله تعالى، وما عليه خطيئة” وقال صلى الله عليه وسلم “ما من مسلم يشاك بشوكة فما فوقها، إلا كتب له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة” وقال صلى الله عليه وسلم “صداع المؤمن وشوكة يشاكها، أو شيء يؤذيه يرفعه الله بها يوم القيامة درجة، ويكفر عنه بها ذنوبه”
والصداع وجع الرأس، وقال صلى الله عليه وسلم “إن الله عز وجل قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة” يريد عينيه، وقال صلى الله عليه وسلم “إن الرجل ليكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فما يزال يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها” وقال “ما من مسلم له ثلاثة لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم” وقال للنساء “ما منكن من امرأة تقدم ثلاثة من الولد، إلا كانوا لها حجابا من النار، فقالت امرأة، واثنين فقال صلى الله عليه وسلم واثنين” فهذه الأحاديث، وما ورد بمعناها بشرى للمؤمن يحتسب من أجلها المصائب التي يصيبه الله بها، فيصبر عليها، ويحتسب ثوابها عند الله ويعلم أن ذلك من عند الله تعالى وأن سببه من نفسه.
كما قال تعالى فى سورة الشورى ” وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير” وقال ابن القيم رحمه الله بأن المراقبة هى دوام علم العبد وتيقنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه، فاستدامته لهذا العلم واليقين هي المراقبة، وهي ثمرة علمه بأن الله سبحانه رقيب عليه ناظر إليه سامع لقوله وهو مطلع على عمله كل وقت وكل لحظة وكل نفس وكل طرفة عين، وقيل من راقب الله في خواطره عصمه في حركات جوارحه، وقال ذو النون علامة المراقبة إيثار ما أنزل الله، وتعظيم ما عظم الله، وتصغير ما صغر الله، وأرباب الطريق مجمعون على أن مراقبة الله تعالى في الخواطر سبب لحفظها في حركات الظواهر فمن راقب الله في سره حفظه الله في حركاته في سره وعلانيته.
والمراقبة هي التعبد باسمه الرقيب الحفيظ العليم السميع البصير، فمن عقل هذه الأسماء وتعبد بمقتضاها حصلت له المراقبة والله أعلم، وفي مثل هذا الزمان الذي انتشرت فيه وسائل الإفساد ينبغي للمربي مع حرصه على المتربي ومتابعته له أن يغرس فيه مراقبة الله في السر والعلن، والخوف منه ورجاء ثوابه، وكما يجب علينا تعظيم شأن الصلاة، فإن الصلاة هي عمود الدين كما يدل عليه الحديث الشريف وهي آخر عرى الإسلام نقضا، كما جاء في الحديث عن النبى صلى الله عليه وسلم ” لتنقضن عُرى الإسلام عُروة عُروة، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها، فأولهن نقضا الحُكم، وآخرهن الصلاة” والواقع يشهد بوجود أزمة كبيرة في غياب هذه القيمة.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏وردة‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *