Share Button

فى طريق النور ومع القعقاع بن عمرو ” الجزء التاسع “

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع القائد الشجاع القعقاع بن عمرو، وقد توقفنا عندما أيقن يزدجردعزم المسلمين على المواصلة فأخذ كل مايقدر عليه من الأموال والذرارى والنساء وهرب إلى حلوان وفي اللحظة نفسها كانت جيوش المسلمين تتقدم نحو المدائن، فكان أول من دخلها يعقوب الهذلى ومعه الكتيبة الخرساء كتيبة القعقاع بن عمرو التي تجولت في المدينة فلم تجد مقاومة من أحد فدخل المسلمين إيوان كسرى وهم يكبرون وصلى بهم سعد صلاة الفتح وذلك في شهر صفر فى السنة السادسة عشر من الهجرة، وخرج القعقاع للحاق بمن هرب من الفرس فوجد فارسي معه وعائين فقتله ووجد في الوعاء الأول خمسة أسياف والثاني وجد فيه ستة أسياف ودروع، أما الدروع فهي درع كسرى ودرع هرقل ودرع خاقان ملك الترك ودرع داهر ملك الهند ودرع بهرام ودرع النعمان ملك الحيرة وأما السيوف فسيف كسرى وهرمز وفيروز وخاقان وبهرام والنعمان فذهب بها القعقاع إلى القائد سعد بن أبى وقاص فسر بهذا وقال للقعقاع أختر أيها شئت.
فاختار القعقاع سيف هرقل وأعطاه سعد درع بهرام والبقية وزعها سعد على كتيبة الخرساء مكافئة لهم إلا سيف كسرى والنعمان فقد بعث بهما إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة، وإن الإيمان بأن الله تعالى له صفات الكمال، والجمال، والجلال، وأنه منزه عن صفات النقص والعيب ومماثلة المخلوقات، فهو إله حى، قدير، عليم، حكيم، متكلم، فعال لما يريد فهو تعالى كما جاء فى سورة الشورى ” ليس كمثله شئ وهو السميع البصير” فصفاته ليست كصفات البشر، بل له المثل الأعلى، كما أنه منزه عن أضداد هذه الصفات، مثل الموت، والنوم، والجهل، والعجز، وغير ذلك من صفات النقص والعيب، وحين يؤمن الإنسان بوجود الله وربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، فإنه يحقق الإيمان الصحيح، والتوحيد الخالص، ويتميز عن سائر الوثنيين، والضالين، وأهل العقائد الباطلة الفاسدة، وأما عن القعقاع بن عمرو فى معركة جلولاء فى السنة السادسة عشر من الهجرة، فكان بعد أن هزم الفرس بالمدائن هربوا إلى جلولاء وإجتمعوا هناك.
وجعلوا عليهم مهران رازي وقد بلغ خبر تجمع الفرس إلى سعد بن أبي وقاص فكتب إلى عمر بن الخطاب يستشيره فكتب إليه عمر بن الخطاب أن سرح هاشم بن عتبة إلى جلولاء في أثني عشر ألف وأجعل على مقدمته القعقاع بن عمرو التميمى وعلى الميمنة سعر بن مالك وعلى الميسرة عمرو بن مالك بن عتبة وإجعل على ساقته عمرو بن مرة الجهني وإن هزم الله الفرس فاجعل القعقاع بن عمرو بين السواد والجبل، فخرج هاشم بالمسلمين فى شهر صفر فى السنة السادسة عشر من الهجرة، وقصد جلولاء وحاصر الفرس ثمانين يوما وكان يزدجرد يرسل الأمدادت للفرس وكذلك سعد بن أبي وقاص يرسل الفرسان لهاشم وعندها أيقن الفرس أن مناعة مدينتهم لن تصرف المسلمين عنها وأن المسلمين سوف يحاصرونها حتى ترضخ عندها خرج الفرس إلى القتال وأشتبكوا مع المسلمين واقتتلوا قتالا شديدا، وقد قام القعقاع بن عمرو خطيبا في المسلمين يطلب منهم الصبر ويشد من أزرهم وهو يقول إنا حاملون عليهم ومجاهدوهم وغير كافين.
ولا مقلعين حتى يحكم الله بيننا وبينهم فاحملوا عليهم حملة رجل واحد حتى تخالطوهم، ولا يكذبن أحد منكم” فحمل المسلمين على الفرس حملة قوية صادقة لم يستطع الفرس الصمود أمامها وواصل المسلمين التقدم وهزم الفرس يمنة ويسرة ووقعت خيلهم فاتبعهم المسلمين ووضعوا السيوف على رقابهم ولم يفلت منهم إلا القليل وقتل منهم في وقعة جلولاء مائة ألف نفس وخرج القعقاع في طلب المنهزمين من الفرس فأدرك بعض سبيهم والذي يعرف بسبي جلولاء وتمكن القعقاع خلال مطاردته لفلول الفرس المنهزمة أن يقتل قائدهم مهران رازى، وقد صور القعقاع بن عمرو هذا الأنتصار الإسلامي العظيم بقوله “ونحن قتلنا في جلولا أثابرا ومهران، إذ عزّت عليه المذاهب، ويوم جلولاء الوقيعة أفنيت بنو فارس، لمّا حوتها الكتائب، وإن العزة والرفعة فى الإيمان بالله، فقال ابن القيم رحمه الله فى إغاثة اللهفان “العزة والعلو إنما هما لأهل الإيمان الذى بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه، وهو علم وعمل وحال، وإن النصر من ثمرات الإيمان بالله.
فقال تعالى كما جاء فى سورة الروم ” وكان حقا علينا نصر المؤمنين” وقال الشوكاني رحمه الله “هذا إخبار من الله سبحانه بأن نصره لعباده المؤمنين حق عليه، وهو صادق الوعد لا يخلف الميعاد، وفيه تشريف للمؤمنين، ومزيد تكرمة لعباده الصالحين” أما في الآخرة فجزاء المؤمنين جزيل الأجر والثواب، فعن طارق بن شهاب رضي الله عنه، قال “خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فأتوا على مخاضة، وعمر على ناقة له، فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه، وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة، فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين، أنت تفعل هذا تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك، وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة؟ ما يسرنى أن أهل البلد استشرفوك، فقال عمر أوه، لو يقول ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما نطلب العز بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله” وأما عن القعقاع بن عمرو وفتح حلوان، فكان بعد أن هزم يزدجرد فى المدائن.
هرب إلى حلوان فبلغه هزيمة جنوده في معركة جلولاء ومقتل قائدهم مهران رازي على يد القعقاع بن عمرو أدرك عندها أن جيش المسلمين سيصله حتما إلى حلوان فخرج من حلوان وأتجه إلى الري وأستخلف على حلوان بعض جنده وعليهم قائد من قواده يدعى خسرو شنوم وتقدم القعقاع بن عمرو بمن معه حتى صاروا قرب حلوان فخرج إليهم خسرو شنوم بمن معه وعلى مقدمته الزينبي دهقان فاقتتلوا قتالا شديدا قتل فيه الزينبي وهرب خسرو شنوم فدخل القعقاع بن عمرو ومن معه حلوان فاتحين منتصرين، وأصبح القعقاع بن عمرو واليا على حلوان، فقد مكث القعقاع بن عمرو في حلوان واليا عليها تنفيذا لأمر الخليفة الراشد عمر بن الخطاب شهرين من فتح جلولاء في شهر ذى القعدة من السنة السادسة عشر من الهجرة، حتى خروج سعد بن أبي وقاص بالناس من جلولاء إلى الكوفة فى شهر محرم فى السنة السابعة عشر من الهجرة، وبعد اختطاط الكوفة كتب سعد بن أبى وقاص إلى القعقاع بن عمرو بالقدوم بمن معه من الجند إلى المدائن.
وأن استخلف على الناس بجولاء قباذ وهو من الفرس الذين أسلموا وحسن إسلامهم وأصله من خراسان، وهكذا فإن أول ما أراد الله تعالى أن يعلمه لنبيه صلى الله عليه وسلم من العلوم هو العقيدة، فهي أساس كل علم، والأساس هو الأصل الذي يُبنى عليه غيره، فهى أصل، أصل للعبادة، وأصل للتعامل، وأصل للمآل والعاقبة، ولذلك نجد أن الله تعالى عندما أنزل الكلمات الأول، كانت هذه الكلمات داعية إلى العلم، مع أنها أول الكلمات، ومبدأ العبارات وهى عن القراءة والتعلم، وقد شهد القعقاع معركة اليرموك، فقد كان على كردوس من كراديس أهل العراق يوم اليرموك، وقد ظهرت ملامح شخصيته رضى الله عنه بوضوح شديد في الفتوحات فقد كان رضي الله عنه شجاعا مقداما ثابتا في أرض المعارك وبجوار شجاعته وشدة باسه على أعداء الله كان من شديد الذكاء وذا عبقرية عسكرية في إدارة المعارك ويظهر ذلك في موقعة القادسية، ولقد كان للقعقاع مواقف مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان صلى الله عليه وسلم يخاطب من أمامه بما يحب أو مما يؤثر في نفسه.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏نص‏‏
أعجبني

تعليق

Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *