Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثانى مع اللبنة الأولى فى بناء المجتمع، وقال السيوطي رحمه الله “تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، فينشؤون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال” وقال ابن خلدون رحمه الله “تعليم الولدان للقرآن، شعار من شعائر الدين، أخذ به أهالي الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم، لما يسبق إلى القلوب من رسوخ الإيمان وعقائده، بسبب آيات القرآن، ومتون الأحاديث، وصار القرآن أصل التعليم الذي بُني عليه ما يحصل بعد من الملكات” ولذلك قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما “من قرأ القرآن قبل أن يحتلم، فهو ممن أوتي الحُكم صبيّا” وهذا فضلا عن تربية الولد صاحب القرآن.
الذي سيكون خلفا بارا صالحا، يذكر والديه بالدعاء الصالح بعد وفاتهما بل قد يكون سببا في دخولهما الجنة، ولقد كان الإنسان دائم التنقل والترحال بين البلدان، إلى أن توصل الإنسان المصري القديم إلى الزراعة وبناء عليه بدأ الإنسان في معرفة الاستقرار وتكوين الأسرة، ومن بعدها شرع في تكوين العائلة التي نتج عنها فيما بعد تكون القبائل، ومنها أتت نشأت المجتمع، فلولا تَكون الأسر وترابطها واستقرارها، وتعد الأسرة هي الملجأ لكل إنسان، حتى وإن كان يحتل شخص أعلى مكانة في المجتمع فالأسرة هي المسكن الأول والأخير له، ففي منزله يجد الراحة والأمن والأمان والاستقرار، وهناك فرق كبير بين لفظ الأسرة ولفظ العائلة التي من المحتمل ألا يعرفه الكثيرين.
وهو أن حجم الأسرة أصغر من حجم العائلة وفي الريف ينتشر لفظ العائلة أكثر من الأسرة، وأما في المدن الحضرية يسودها لفظ الأسرة، وأن الأسرة هي تلك الهيئة التي تميز الحياة الإنسانية والتي لا يمكن تفسير أية هيئة أخرى بدون الرجوع إليها لكونها تمثل نواة المجتمع، وهي تتكون من مجموعتين من الأفراد يتقاسمون الأدوار فيما بينهم، والأسرة هي المكون الأول للمجتمع فللأسرة عدة أهميات للمجتمع ومنها تكون الأسر هو الأساس الذي بنى عليه المجتمع فبدون الأسر لما كانت المجتمعات نشأت من الأصل، وتظهر القيم الأخلاقية للمجتمع من قيم الأسر، فالأسرة هي المكون الأول للمجتمع فإذا صلح حال الأسرة وأبنائها وتم تربية الأفراد بطريقة سليمة صلح حال المجتمع ككل.
والأسرة هي الإطار العام الذي يؤثر في مدى صلاح أبنائه، فالأفراد هم المؤثرون الأول في حياة المجتمع، حيث يتكون المجتمع من عدد من الأسر مخالفة في سلوكياتها ولكنها تجتمع في حبها للمجتمع ومحاولة تقدمه دائما وإن لكل أسرة الخصائص الاجتماعية وأساليب التنشئة الخاصة بها، فلابد أن تحتفظ كل أسرة بتلك الأساليب وتترك غيرها من الأسر وعدم انتقادها لكي يتقدم المجتمع، يجب أن نقول إن الأسرة هي عماد المجتمع والدولة، ويجب أن يتوافر مجموعة من الشروط لكي تتحقق الأسرة ومنها وجود رابطة زواج بين فردين على الأقل منها، ويجب أن يشترك أفراد الأسرة في المسكن بالإضافة إلى وجود مجموعة من الأسس والقواعد التي تحدد الحياة داخل الأسرة.
وتنقسم الأسرة إلى إلى قسمين، وهما الأسرة النواة أو الأسرة المصغرة، حيث تتكون من زوج وزوجة والأولاد، وكذلك الأسرة الممتدة، وهى تتكون من جد وجدة والأولاد والأحفاد، وأما عن الأسرة النواة، وهي الأسرة المكونة من الزوجين وأطفالهم وتتسم بسمات الجماعة الأولية، وهي النمط الشائع في معظم الدول الأجنبية وتقل في أغلب الدول العربية، وتتسم الوحدة الأسرية بقوة العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة بسبب صغر حجمها، كذلك بالاستقلالية في المسكن والدخل عن الأهل، وهي تعتبر وحدة اجتماعية مستمرة لفترة مؤقتة كجماعة اجتماعية، حيث تتكون من جيلين فقط وتنتهى بانفصال الأبناء ووفاة الوالدين، وتتسم بالطابع الفردي في الحياة الاجتماعية.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *