Share Button
إعداد / محمـــد الدكـــــرورى
إن الله سبحانه وتعالى قد خلق آدم عليه السلام من تراب، ثم صيره طينا، ثم قام سبحانه وتعالى بتصوير كل ذلك بيده سبحانه وتعالى، وعن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه، عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال” إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك ” رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال” لما صور الله آدم عليه السلام في الجنة، تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنه خلق خلقا لا يتمالك ” رواه مسلم، وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال” خلق الله آدم وطوله ستون ذراعا ” رواه البخارى، وبعد أن خلق الله سبحانه وتعالى جسد آدم بهذا الشكل.
وسواه ونفخ فيه الروح، وبعد أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السلام خلق منه حواء، وقد جاءت السنة النبوية الشريفه لتبين شيئا من هذا الخلق، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء ” رواه البخاري، وقد أصبح الآن من المعلوم بالضرورة أن صفات الإنسان الجسدية من ناحية الطول والعرض ولون الجلد والشعر وغيرها من تلك الأمور التي تحدد شكل الإنسان، هى محكومة بالمورثات أو ما يعرف بالجينات التي تحكم وتتحكم إلى درجة كبيرة في هذه الأمور، بل وأصبح هناك خريطة لمثل هذه الجينات لدى العلماء عن كل من هذه المورثات وأماكن تواجدها في الجسد، وكيفية التأثير فيها، وبنفس المنطق والدرجة نستطيع أن نقول إن شخصية الإنسان وصفاته النفسية محكومة بمثل ذلك.
بحيث إن كل شخص لديه صفات تميزه عن الآخرين، بمعنى أن لكل إنسان صفات نفسية مثل طريقة الحديث والتعبير عن النفس وشكل المزاج لديه من ناحية، والحدة في المزاج أو الغضب أو الهدوء أو غير ذلك. ونبرة الصوت وطريقة تعامله مع الآخرين، بل ودرجة التركيز والذكاء وغير ذلك من الوظائف المعرفية للإنسان، ودرجة حكمه على الأمور ورغبته للاختلاط بالآخرين، وحبه أو كرهه للأشياء في الحياة بدرجة كبيرة، فكل تلك الأشياء وغيرها الكثير من مظاهر حياة الإنسان النفسية والاجتماعية تقع تحت مفهوم سمات الشخصية، ومازال علماء النفس وعلماء الجينات يبحثون حثيثا حول طرق تكوين هذه السمات، وهل هي صفات تورث من الآباء والأمهات أم إن كل إنسان يولد ولديه قابلية، تزيد أو تقل على حسب تفاعل الإنسان مع بيئته، وهذا هو الرأي الأكثر قبولا وشيوعا حتى وقتنا الحالي، وهذا بالطبع دفع العلماء إلى محاولة وضع البرامج.
العلاجية والسلوكية لمحاولة إحداث تغيرات في بعض السمات الشخصية غير المرغوبة، إلا أن النتائج التي تخرج من معظم هذه الدراسات هي نتائج غير مشجعة، بمعنى أن العلماء وصلوا إلى قناعة تفيد بأن تغيير سمات الشخصية، لدى البشر أمر صعب وعسير، إلا إذا كان لدى الإنسان رغبة قوية وإرادة كبيرة على التغيير، وأما عن علم نفس الشخصية، فهو فرع من أفرع علم النفس التي تدرس مفهوم الشخصية وتنوعها بين الأفراد، ويعتبر هذا الفرع بمثابة دراسة عملية رامية إلى إظهار الاختلافات الفردية الناجمة عن القوى النفسية بين الأشخاص، وتشتمل مجالات اهتمام علم نفس الشخصية على تكوين صورة مترابطة حول الفرد وعملياته النفسية الرئيسية، ودراسة الفروق النفسية الفردية، ودراسة الطبيعة البشرية وأوجه التشابه النفسية بين الأفراد، وتعتبر الشخصية، بمثابة مجموعة ديناميكية منظمة من الخصائص التي يمتلكها الفرد.
والتي تؤثر بشكل فريد على كل من بيئته وإدراكه وعواطفه ودوافعه وسلوكياته في سياق مواقف مختلفة، وتشتق كلمة شخصية من الكلمة اللاتينية بيرسونا والتي تعني القناع، وقد يشير مفهوم الشخصية أيضا إلى نمط الأفكار والمشاعر والتكيفات الاجتماعية والسلوكيات التي تظهر باستمرار، والتي تؤثر على توقعات الفرد ومفاهيمه الذاتية وقيمه ومواقفه إلى حد كبير، وتتنبأ الشخصية بردود الأفعال البشرية تجاه الأشخاص الآخرين، والمشاكل، والتوتر، وقد تحدث جوردون أولبورت، عن نهجين رئيسيين لدراسة الشخصية، وهما التعددي والتفردي، ويلتمس علم النفس التعددي القوانين العامة القابلة للتطبيق على العديد من الأشخاص المختلفين مثل مبدأ تحقيق الذات أو سمة الانبساط، بينما يُعتبر علم النفس التفردي بمثابة محاولة لفهم الجوانب الفريدة لفرد معين، ولطالما تأصلت دراسة الشخصية بتقاليدها النظرية الوفيرة في مجال علم النفس.
فهى تشتمل النظريات الأساسية على المنظور النزوعي وهى السمة، والمنظور الديناميكي النفسي، والمنظور الإنساني، والمنظور البيولوجي، والمنظور السلوكي، والمنظور التطوري، والمنظور الاجتماعي، ولا يقرن العديد من الباحثين وعلماء النفس أنفسهم بمنظور معين علانيةً، بل يتخذون نهجا انتقائيا، يوصف البحث في هذا المجال بأنه مسيّر تجريبيا مثل النماذج البعدية المبنية على إحصائيات متعددة المتغيرات كتحليل العوامل مثلا، أو متمحورا حول تطوير النظرية مثل نظرية الديناميكا النفسية، علاوة على ذلك، هناك تركيز كبير على المجال التطبيقي المتعلق باختبار الشخصية، وتستعرض دراسة طبيعة الشخصية وتطورها النفسي في مجال التعليم والتدريب النفسي باعتبارها شرطا أساسيا للدورات في علم النفس اللاقياسي أو علم النفس السريري، ويعود جذور العديد من الأفكار التي ابتدعها منظرو الشخصية قديما وحديثا إلى الافتراضات.
الفلسفية الأساسية التي يؤمنون بها، ولا تعتبر دراسة الشخصية بمثابة تخصص تجريبي بحت، وذلك لأنها تتطلب عناصرا فنية وعلمية وفلسفية لاستخلاص استنتاجات عامة، وتعد الفئات الخمس التالية بعض من أهم الافتراضات الفلسفية التي يختلف عليها المنظرون، وهى الحرية مقابل الحتمية، وهي مسألة اعتبار البشر قادرين على التحكم في سلوكياتهم وفهم دوافعهم الكامنة أو اعتبار سلوكياتهم هذه مُحددة سببيا بواسطة قوى خارجة عن إرادتهم، وتصنف النظريات السلوك على أنه غير واع ومقترن بالبيئة، أو بأنه بيولوجي، وأيضا الوراثة وهى الطبيعة، مقابل البيئة وهى التنشئة، وتعرّف الشخصية إما عن طريق علم الوراثة وعلم الأحياء، أو من خلال البيئة والتجارب، وتشير الأبحاث المعاصرة إلى استناد معظم سمات الشخصية إلى تأثير مشترك بين علم الوراثة من جهة والبيئة من جهة أخرى، وأيضا التفرد مقابل الكلية.
وهي مسألة تتناول مدى خصوصية كل إنسان وهو التفرد، أو تشابهه وهو الكلية، يؤكد علماء السلوك والمنظرون المعرفيون على أهمية المبادئ الكلية مثل التعزيز والكفاءة الذاتية، وأيضا الفاعلية مقابل التفاعلية، وتتناول هذه المسألة ما إذا البشر مدفوعين بمبادرة فردية أساسا وهو فاعلية، أو مدفوعين بمحفزات خارجية، يعتقد المنظرون السلوكيون التقليديون عادة أنه لا دور للبشر في عملية صقل البيئة لهم، بينما يؤمن المنظرون الإنسانيون والمعرفيون أن للبشر دور فاعل في هذه العملية، يتفق معظم المنظرون المعاصرون على أهمية كلا وجهتي النظر، إذ تحدد السمات السلوك الكلي، بينما تعتبر العوامل الظرفية بمثابة المؤشر الأساسي للسلوك على المدى القصير، وأيضا التفاؤل مقابل التشاؤم، وتختلف نظريات الشخصية فيما بينها من حيث اعتبار البشر جزء لا يتجزأ من التغييرات التي تطرأ على شخصياتهم، وغالبا ما تكون النظريات ذات التوجه التعليمي.
هى أكثر تفاؤلا من غيرهان وفي علم نفس الشخصية، هو نظرية عناصر الشخصية الخمسة، أو سمات الشخصية الخمسة، وهي ما يُعتقد أنها الأبعاد التي تكوّن شخصية الإنسان على المستوى البديهي، وأما عن سمات الشخصية الرئيسية الخمس والمعروفة أيضا باسم نموذج الخمس عوامل فهو تصنيف لسمات الشخصية، حين يُطَبق تحليل العوامل وهى تقنية إحصائية على بيانات اختبار الشخصية، وتستخدم بعض الكلمات لوصف جوانب الشخصية التي غالبا ما تنطبق على الشخص نفسه، وعلى سبيل المثال، الشخص الموصوف بالضمير أكثر ميلا لأن يوصف بالشخص المستعد دائما، بدلا من الشخص الفوضوي، وبالتالي تبنى هذه النظرية على الترابط بين الكلمات، لا التجارب النفسية العصبية، وتستخدم النظرية صفات اللغة الشائعة وتقترح بناء عليها خمسة أبعاد رئيسية تستخدم بشكل شائع لوصف الشخصية البشرية والنفس، وتشمل العوامل الخمسة على الانفتاح.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *