Share Button
فى طريق النور ومع المذهب الحنفي ” جزء 2 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع المذهب الحنفي، وأن مذهب الإمام أبو حنيفة هو المذهب المعتمد فى الزواج، لأن القضاء المصري اعتمده منذ أكثر من قرن من الزمان فمنذ عام الف وتسعمائة وثلاثون للميلاد، استحدث نظام التوثيق بعقود الزواج على هذا المذهب، ومن منطلق ما اتفق عليه من أن مذهب أبو حنيفة نصر المرأة وأعطاها الأهلية الكاملة لإنشاء عقد النكاح وبقية العقود الأخرى، سواء فى التصرف المالي أو غيره من العقود، ومن ثم رأى الإجماع أنه المذهب الأكثر اتساقا مع الشخصية المصرية التي تحترم المرأة تقدر دورها منذ فجر التاريخ، والحنفية أو الأحناف أو المذهب الحنفي أو الفقه الحنفي ينسب هذا المذهب لأبي حنيفة النعمان.
وهو مذهب فقهي من المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة عند أهل السنة والجماعة كالمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الحنبلي، ويعد المذهب الحنفي من أكثر المذاهب التي كتب لها الاستمرار وتلقتها الأمة بالقبول ويسمى مذهب أهل الرأي، وهو المذهب الأكثر انتشارا في العالم، وهو أقدم المذاهب الأربعة، وتتمثل أهمية هذا المذهب في أنه ليس مجرد أقوال الإمام أبي حنيفة وحده، ولكنه أقواله وأقوال أصحابه، ويعتبر مذهب الأحناف من المذاهب التي كان لها فضل كبير على الفقه الإسلامي، من خلال تحرير مسائله، وترتيبها في أبواب، حيث يعد الإمام أبو حنيفة أول من دون علم الشريعة ورتبه أبوابا، ثم تابعه مالك بن أنس في ترتيب الموطأ.
ولم يسبق أبا حنيفة في ذلك أحد، لأن الصحابة والتابعين لم يضعوا في علم الشريعة أبوابا مبوبة، ولا كتبا مرتبة، وإنما كانوا يعتمدون على قوة حفظهم، فلما رأى أبو حنيفة العلم منتشرا، خاف عليه الخلف السوء أن يضيعوه، فدونه وجعله أبوابا مبوبة، وكتبا مرتبة، فبدأ بالطهارة ثم بالصلاة، ثم بسائر العبادات، ثم المعاملات، ثم ختم الكتاب بالمواريث وهو الأمر الذي اعتمده الفقهاء من بعده، وكان أبو حنيفة النعمان رحمه الله رجلا كالناس، يشغله هم حياته ودنياه، مشغولا بتجارته الرائجة الرابحة بين أثرياء القوم وعلية الناس، ولم يكن له في بداية حياته شُغل بالعلم، حتى إنه وُلد سنة ثمانين في حياة صغار الصحابة، ورأى أنس بن مالك لما قَدم عليهم الكوفة.
لكنه لم يثبت له حرف عن أحد منهم، ولا عن أنس رضي الله عنه، ثم إذا به يتحول إلى العلم والفقه، والدراسة والتلقي، فروى عن عطاء بن أبي رباح، وعن الشعبي، لكن قد فاته أصحاب النبي عليه الصلاة والسلام فلم يأخذ عنهم حرفا، ولقد سطر الإمام أبو حنيفة في أيامه الأخيرة حروفا من نور لا يمحوها الزمن فقد اتفق المؤرخون على أن المنصور طلبه للقضاء، فامتنع تطبيقا لمذهبه في عدم القرب من السلطان، وخشية من الوقوع في الظلم بتأثير المجاملات أو النفاق، وحلف المنصور ليفعلن فهو الأجدر بهذا المنصب، فحلف أبو حنيفة ألا يفعل، فأمر بسجنه وضيق عليه، فلم يهتم، فأمر بضربه كل يوم عشرة أسواط، فلم يؤثر عليه ذلك، وما حزن إلا لحزن أمه،
واستمر على موقفه إلى أن صعدت روحه الزكية سنة مائة وخمسون وخرجت المدينة عن بكرة أبيها في جنازته، حتى إنهم أعادوا الصلاة عليه مرارا كثيرة، وكان يسمع ضجيج الناس وبكاؤهم لمسافة أميال، وبكاه العلماء والشعراء، وبقي ذكره في التاريخ شهيد العلماء، وعالم الشهداء رحمه الله، وألحقنا به في الصالحين، والنعمان بن ثابت، جده كان له اسمان، هما النعمان، وزوطي، وقد كان هذا الجد من أهل كابل بأفغانستان، وحين فتحت المدينة أسره بعض رجال تيم، ثم أعتق حين عرف أنه من عظماء المدينة، وبمقتضى هذا العتق صار ولاؤه لتلك القبيلة، فنسب إليها، وصار تيميا بالولاء، فارسيا بالأصل، أما أبوه ثابت فقد كان من تجار الخز الأثرياء في الكوفة.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏جلوس‏، ‏ساعة يد‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *