Share Button
فى طريق النور ومع المذهب الحنفي ” جزء 5 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع المذهب الحنفي، ويقع مسجد أبي حنيفة على ضفة نهر دجلة، الآن على بعد ستة كيلومترات تقريبا، من وسط بغداد، وتحديدا في منطقة الأعظمية، ويجذب الزوار إليه من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وتحيط بالمسجد المقبرة القديمة، التي كانت تسمى خلال فترة الدولة العباسية، مقبرة الخيزران، سميت بهذا الاسم على اسم أم الخليفة هارون الرشيد، وهناك العديد من المقابر للخلفاء العباسيين والشخصيات المهمة، على الضفة المقابلة لمسجد أبي حنيفة يقع قبر الإمام موسى الكاظم، أحد علماء المسلمين، وهو الإمام السابع عند الفرقة الشيعة الثانية عشرة وسميت الضفة الغربية لنهر دجلة الكاظمية على اسمه، ومن تلاميذه المشهورين هو عبد الله بن مبارك.
وأبو بكر بن عياش، وحمّاد ابن أبو حنيفة، ومحمد ابن حسن، وجعفر بن عون، وعبد الله بن موسى، ويونس ابن إسحاق، وداود الطائي، وعمرو بن ميمون، وزهير بن معاوية، والقاسم بن معن، وأبو سعيد يحيى بن زكريا، ومحمد بن حسن الشيباني، وكان أبو حنيفة رحمه عميق الرأي سريع البديهة، لذلك قال الإمام مالك للإمام الشافعي ولم يشهد أبا حنيفة إنك لو رأيته وأراد أن ينطق هذه السارية العمود لأنطقه، لقوة رأيه، وقيل مرّ رجل بأبي حنيفة فقال له إني رجل موسر وليس لي من الدنيا إلا ابن كلما زوجته امرأة طلقها وإن اشتريت له جارية أعتقها، فقال له أبو حنيفة اقعد عندي حتى أخرجك من ذلك فقرب إليه ما حضر عنده فتغدى عنده ثم قال له.
ادخل أنت وابنك إلى السوق فأي جارية أعجبته ونالت يدك ثمنها فاشترها لنفسك لا تشترها له ثم زوجها منه فإن طلقها رجعت إليك لأنك سيدها، وإن أعتقها لم يجز عتقه وإن ولدت ثبت نسبه إليك قال وهذا جائز قال نعم هو كما قلت، فمر الرجل بالفقيه ابن أبي ليلى فأخبره فقال هو كما قال لك أبو حنيفة، وروى القاضي أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة، قال دعا المنصور أبا حنيفة فقال الربيع حاجب المنصور وكان يعادي أبا حنيفة يا أمير المؤمنين هذا أبو حنيفة يخالف جدك كان عبد الله بن عباس يقول إذا حلف على اليمين ثم استثنى بعد ذلك بيوم أو يومين جاز الاستثناء، وقال أبو حنيفة لا يجوز الاستثناء إلا متصلا باليمين، فقال أبو حنيفة يا أمير المؤمنين.
إن الربيع يزعم أن ليس لك في رقاب جندك بيعة، قال المنصور وكيف قال يحلفون لك ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون فتبطل أيمانهم فضحك المنصور وقال يا ربيع لا تعرض لأبي حنيفة فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع أردت أن تشيط بدمي قال لا ولكنك أردت أن تشيط بدمي فخلصتك وخلصت نفسي، وكان أبو العباس الطوسي سيء الرأي في أبي حنيفة وكان أبو حنيفة يعرف ذلك فأقبل عليه فقال يا أبا حنيفة إن أمير المؤمنين يدعو الرجل منا فيأمره بضرب عنق الرجل لا يدري ما هو أيسعه أن يضرب عنقه، فقال يا أبا العباس أمير المؤمنين يأمر بالحق أو الباطل قال بالحق قال انفذ الحق حيث كان ولا تسأل عنه، ثم قال أبو حنيفة لمن قرب منه.
إن هذا أراد أن يوثقني فربطته، فهكذا كان الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي، وهو إمام الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الحنفي، كان مجتهدا مرموقا، وشخصا موثوقا، وقادرا بصدق، وممتنعا بحكمة، وورعا، وهو أول من حدد مبادئ الفقه، وسبق الإمام مالك بعشر سنوات، والإمام الشّافعي بجيل، والإمام أحمد بمئة عام، ودرس الإمام أبو حنيفة مع الإمام جعفر الصادق، وكان عظماء العلماء يستفيدون من إرثه عندما يأخذون على عاتقهم مهمة دراسة الفقه، وقد ولد الإمام أبو حنيفة في الكوفة في العراق، عام ثمانين للهجرة، في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، كان والده تاجرا ويبلغ من العمر أربعين سنة عندما ولد له أبو حنيفة.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏جلوس‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *