Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن الإنسانية هى حالة تصف الجنس البشري عن سواه من المخلوقات، وهى هدف الأخلاق وأساس فكرة الواجب، وكما إن الإنسانية تشكل كائنا جماعيا يتطور مع الزمن، ويرتبط مفهوم الإنسانية بقيم معينة، مثل الإحسان، والإيثار، والاحترام، والتعاطف، والأخوة، وقبول الآخر، والتفاهم، وغيرها، والتي تعتبر مجموعة من الالتزامات الأخلاقية التي ترشد الإنسان إلى كيفية التفاعل مع بني جنسه، وكما تساعد الإنسانية وقيمها البشر على أن يعيشوا بانسجام، كما أنها تعزز القيم الأخلاقية لدى الفرد، مثل العدالة والنزاهة، وهي ضد العنف والجرائم في حق الإنسان، وإن واقع المسلمين اليوم لا يصح أن يكون باعثا على الحُكم على حضارة الإسلام.
فإن مجال الحكم لابد أن يكون على الأصول والثوابت والمبادئ والقيم، والممارسة الواقعية التي آتت أكلها وأينعت ثمارها، حين كان المسلمون يغذون السّير، ويحثون الخطا، ويتبعون الهدى، ويعملون بنهج خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم،أما ذلكم التقهقر والتراجع والتخلف والهوان الذي مُني به المسلمون عقب تلك العصور الخوالي فهذا مما لا يرتاب أولو الأبصار في أن تبعته لا تقع على الإسلام وحضارته، وإنما جريرة ذلك على من فرط وأضاع، واستبدل الذى هو أدنى بالذي هو خير، وأعرض عن ذكر ربه فكانت معيشته ضنكا، وكان أمره فرطا، غقال تعالى فى سورة الكهف ” ولا يظلم ربك أحدا” إن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هو الخاتم الذي ختم به الأنبياء والمرسلين.
والخاتم أحسن الأنبياء خَلقا وخُلقا” فمما يترتب على كون الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين أن كل ما يحتاج إليه البشر، لجلب مصالحهم، ودفع المضار عنهم في دينهم ودنياهم، اشتملت عليه الشريعة الإسلامية، فهي أكرم الشرائع وأفضلها، وأحكمها وأعمّها، وبيّن الله تعالى فيها جميع ما يحتاجه العباد، فعن “طارق بن شهاب، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، أن رجلا من اليهود قال له يا أمير المؤمنين، آية في كتابكم تقرؤونها، لو علينا معشر اليهود نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال أي آية؟ قال الله تعالى فى سورة المائدة ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا” فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قد عرفنا ذلك اليوم، والمكان الذى نزلت فيه على النبى صلى الله عليه وسلم، وهو قائم بعرفه يوم جمعة”
فإن من أعظم نعم الله عز وجل على هذه الأمة “أن أكمل لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرّمه، ولا دين إلا ما شرعه” وقول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه معناه “أنا لم نهمل هذا، ولا خفي علينا زمن نزولها ومكانها، ولا تركنا تعظيم ذلك اليوم والمكان، فإذا اجتمعا زاد التعظيم، فقد اتخذنا ذلك اليوم عيدا، فعظمناه وعظمنا مكان النزول” فنزلت الآية الكريمة في يوم هو أفضل أيام الأسبوع، ووافق يوما هو من أفضل أيام العام، فاجتمع في نزولها عيدان في يوم واحد، عيد الجمعة وعيد يوم عرفة.
ونزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم بعرفة، فشرّف الله عز وجل المكان والزمان، وكفى بذلك شرفا وفضلا، أن أكمل الله سبحانه وتعالى الدين، وأتم علينا النعمة “فلم يبق للدين قاعدة يحتاج إليها في الضروريات والحاجيات أو التكميليات، إلا وقد بُينت غاية البيان، وخلاصة القول في اختصاص الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه خاتم النبيين عليهم جميعا الصلاة والسلام أن مما ينبغي على المسلمين أن يأخذوا دينهم، وإرشادهم، وأخلاقهم، وقيمهم، من كتاب ربهم عز وجل، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم، فقد أرسل إليهم الهدى كاملا، واختصهم عن غيرهم بالفضل عاما شاملا، وأخبرهم الله عز وجل، بأنه أكمل لهم الدين، وأتم عليهم النعمة، ورضي لهم الإسلام دينا.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *