Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع الملك صدقيا بن يوشيا وقد توقفنا مع يوشيا ملك يهوذا وحسب الكتاب العبري، فإنه ينسب إلى هذا الملك قيامه بعدة إصلاحات في مملكته بخصوص العبادة بعد اكتشافه نصوص من الكتاب العبري في هيكل سليمان، حيث ظهرت هذه النصوص تهدد بسقوط مملكة يهوذا ما لم يرجع شعب يهوذا لعبادة الله الواحد وتركه لعبادة الأصنام، وبعد هذا الاكتشاف قام يوشيا بتحطيم جميع الأوثان في المملكة ما عدا تابوت العهد لكي يجعل شعب يهوذا يعبد الله الواحد، خلف يوشيا الحكم من والده أمون، ويذكر سفر إرميا أن عندما حاول نخاو الثاني ملك مصر عبور أرض يهوذا لمساعدة ملك آشور من البابليين، حاول يوشيا منعه فحذره نخاو الثاني وقال له ما لك ولي يا ملك يهوذا، إلا أن يوشيا لم يقبل بعبور الجيش المصري من يهوذا في أرض مجدو فتقاتل ضد الجيش المصري وقتل هناك وبعد مقتله رثاه إرميا ووضع سفر.

خاص له، وهو سفر مراثي إرميا وتولى الحكم بعده إبنه يهوآحاز، وحسب إنجيل متى يعتبر يوشيا واحد من أجداد يسوع، وقد نصبه الملك البابلي نبوخذ نصر الثاني ملكا على يهوذا بعد أن سبى يهويا كين ابن أخيه الذي قاد عصيان يهوذا الأول على بابل بعد أبيه يهوياقيم، وياهواياكين هو أحد الملوك الذين حكموا اورشليم وهو ليس نبي كما ذكر وقد حكم يهوذا وكان عمره ثمان عشر عام، وكان يهوياكين ابن ثماني عشرة سنة عندما ملك ثلاثة أشهر في اورشليم، وكان اسم امه نحوشتا بنت الناثان من اورشليم، وقد عمل الشر في عيني الرب وهذا دليل على انه ليس نبي من انبياء بني إسرائيل كما ذكر فى الإنجيل والتوراة، وأما عن صدقيا، فقد تولى صدقيا الحكم وعمره واحد وعشرين سنة، وحسب ما يبدو أنه كان قليل الخبرة بأمور الحكم لكونه لم يكن من ورثة العرش اليهوذي من البداية، ومع أن نبوخذنصر هو الذي نصبه ملكا على يهوذا.

إلا أنه قرر العصيان على بابل مرة أخرى بسبب التحريض من شعبه من جهة وتشجيع من مصر من جهة أخرى، وقد هُزم من البابليين في سنة خمسمائة وسبعة وثمانين قبل الميلاد في حصار القدس الثاني، وأما عن الحرب البابلية اليهودية فهي حرب وقعت بين الإمبراطورية البابلية و مملكة يهوذا وقد استمرت خمسة عشر عاما وقد إنتهت الحرب بسقوط أورشليم تحت الاحتلال البابلي ونهاية حكم سلالة داود وسبي سكانها وتدمير الهيكل الأول، وبعد هزيمة مصر في معركة كركميش في سنة ستمائة وستة قبل الميلاد وفى معركة حماة في سنة ستمائة وخمسة قبل الميلاد بدأت تحرض الممالك المجاورة لها ضد بابل بعد أن وصل البابليين الكلدان إلى الحدود المصرية، وبعد 3 سنوات من الولاء لبابل قرر يهوياقيم العصيان ضد بابل ورفض دفع الجزية لها، وقد مشى يهويا كين إبنه بنفس منوال أبيه، في حكم يهوذا ليقرر نبوخذ نصر الثاني.

حصار يهوذا فسقطت في تلك السنة وأخذ ملكها يهوياكين ومجموعة من سكان يهوذا قد بلغوا سبعة عشر ألف شخص إلى بابل، وثم قام بتنصيب عمه صدقيا الذي تعهد بالولاء لبابل، وبعد عشرة سنوات من حصار يهوذا الأول قرر الملك صدقيا والذي نصبه نبوخذنصر ملك ليهوذا العصيان على بابل مرة أخرى بتحريض من اليهوذيين، وقام صدقيا بطلب دعم مصر لمواجهة البابليين، بعد أن علم البابليين بذلك قاموا بمهاجمة القوات المصرية التي أتت لدعم يهوذا في البداية بشكل لم يتوقعوه وهزم البابليون القوات المصرية، وثم حاصروا أورشليم لمدة سنة كاملة إلى أن تمكنوا من اجتياز الأسوار ودخول أورشليم، ليقوم البابليون هذه المرة بسبي شبه كامل لسكانها إلى بابل وتدمير هيكل سليمان وأخذ مقتنياته إلى بابل، في حين تمكنوا البابليون من القبض على ملك يهوذا صدقيا بينما كان بطريقه إلى أريحا وأخذوه إلى بابل، ثم قام نبوخذنصر

بتعيين جدليا حاكم على الذين بقوا في يهوذا وبهذه كانت نهاية حكم سلالة داود، وبقية سكان يهوذا قاموا بقتل جدليا وهربوا إلى مصر في سنة خمسمائة واثنين وثمانين قبل الميلاد، وكان في السنة ستمائة وواحد قبل الميلاد وهى السنة الرابعة من حكم نبوخذنصر ملك بابل حاول احتلال مصر وفشل وتكبد خسائر جسيمة مما أدى لثورة عدة دول في بلاد الشام كانت خاضعة له منها مملكة يهودا التي توقف ملكها يهوياقيم عن دفع الجزية لنبوخذ نصر، وحسب سجل الأخبار البابلية حاصر نبوخذ نصر القدس وسقطت في الثاني من السادس عشر من شهر مارس في خمسمائة وسبعة وثمانين قبل الميلاد، وقد أخرج نبوخذنصر ممتلكات القدس وجميع خزائن الهيكل ونفى الملك الجديد وحاشيته والأعيان مع قسم كبير من سكان المملكة يصل عددهم عشرة آلاف إلى بابل منهم حزقيال ودانيل، وحسب الكتاب المقدس لم يبق أحد إلا فقراء الأرض.

وهذا السبي البابلي موصوف في العهد القديموتم سبي معظم سكان يهوذا إلى بابل وتم تدمير معبد سليمان، ومعبد سليمان أو بيت المعبد الأول أو البيت المقدس أو بيت همقدش، أو بيت المقدس، حسب التسمية اليهودية المعروف باسم بيت همقدش، وفقا للكتاب المقدس، وهو المعبد اليهودي الأول في القدس الذي بناه الملك سليمان، وقد دمره نبوخذ نصر الثاني بعد حصار القدس وهو أحد الاماكن المقدسة لدى اليهود ويعتقدون أن المسيح سيعيد بناء بيت همقدش، ولا يعرف بالضبط أين موقع بيت همقدش، ويظن بعض اليهود أن موقعه مكان مسجد قبة الصخرة أو بجانبه، ومن تحليل المصادر التاريخية والأثرية يُفترض، أن المعبد يقع موقِعُه داخل الحرم القدسي الشريف أو بجواره، أما الحاخامات اليهود فيقبل أكثريتهم هذا الافتراض ويعتبرون الحرم القدسي الشريف محظورا على اليهود لقدسيته، إذ لا يمكن في عصرنا أداء طقوس الطهارة المفروضة على اليهود.

قبل الدخول في مكان الهيكل حسب الشريعة اليهودية، ومع ذلك، يوجد عدد من الحاخامات الذين يسمح لهم بزيارة الحرم القدسي، وكذلك يزوره يهود علمانيون، وفقا للكتاب المقدس العبري، وقد شيد المعبد تحت حكم سليمان، ملك إسرائيل، ومن شأن ذلك أن تاريخ بنائه يعود إلى القرن العاشر قبل الميلاد، وخلال مملكة يهوذا، خصص لمعبد الرب، وإله إسرائيل ويضم تابوت العهد، وقد تم بناء الهيكل الثاني في نفس الموقع في عام خمسائة وستة عشر قبل الميلاد، والذي تم توسيعه بشكل كبير في القرن التاسع عشر قبل الميلاد ودمر في نهاية المطاف من قبل الرومان وبنيت قبة الصخرة على الموقع وبسبب الحساسيات الدينية المعنية بالموضوع، والحالة المُتقلبة سياسيا في القدس الشرقية، وقلة أعمال المسح الأثري للحرم القدسي، لا يوجد إعادة إعمار للمعبد، وهو الآن على ما هو عليه منذ وقت تدميره مِن قبل نبوخذ نصر.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *