Share Button
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع المواساة فى القرآن الكريم، فأين أنتم يا من بالملذات تفتخرون وتتنعمون ولها تنوعون؟ موائدكم متعددة، وبطونهم متيبسة من خواها، أين نداء الحق سبحانه وتعالى كما جاء فى سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتى يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون” فهل من الرحمة أن تكونوا في رغد من العيش، وسعة من الرزق، ومَن قسى عليهم الزمان في شدة من الضيق، وألم من الإعسار؟ فإن الغنى الذي لا يحس بأن عليه للبؤساء والفقراء حقوقا وواجبات لقاسي القلب، خالى من الشفقة، بعيد من رحمة الله، والله عز وجل يقول ” إن رحمة الله قريب من المحسنين” فإنه بعيدا عن الانانية.
وبعيدا عن الحساسية فإننا نحتاج الى فقه الأولويات، في تكافلنا في اعمالنا الانسانية، فإن هناك اشياء اهم من غيرها وهناك من هو اولى من غيره يا أخي بابه الى بابك وجداره الى جدارك، وشكا زوجته واطفاله تسمعه بأذنك فهو محتاج جائع، وانت تقفز من فوق رأسه اين حق الجوار، واين فقه الاولويات، وأقول لكم لفتة مهمة تخص الاخوة الموظفين، مع انقطاع الرواتب اخي الموظف يا من انقطع راتبك منذ فترة قصيرة اطالبك بنظرة منك سريعة لحال الملايين الذين ليس لهم رواتب ولادخل من ابناء بلدك ووطنك، كيف عاشوا سنوات طويلة إلى يومنا هذا وهم ليس لهم راتب شهري ولا ضمان اجتماعي، غير عطاء من قال.
“ومامن دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين” فأشكر الله عز وجل على ما أعطاك وعلى ماوهبك واسأله من فضله وواسع رزقه، فهو يعلم بحالك ومكانك وشكواك وإسأل المعاش من ربك واطلب الرزق منه جلا جلاله وابذل الأسباب المتاحة والمستطاعة وسترى فضل الله عليك وستره، متجه اليك، وإلى التجار وذوي المال واليسار، قد قال النبى صلى الله عليه وسلم “تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، فقالوا أعملت من الخير شيئا؟ قال لا، قالوا تذكر، قال كنت أداين الناس، فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر، قال، قال الله عز وجل نحن أحق بذلك منه، فتجاوزوا عنه” رواه البخاري ومسلم.
ولتعلم اخي التاجر إن ما تبذله من جاه أو عون أو مساعدة أو قرض لن يضيعه الله تعالى وايضا لن ينسيه الزمان وكل شيء يذهب ولن يبقى سوى المعروف، فاقرضوا المحتاجين ونفسوا عن المعسرين، وتجاوزوا عن الفقراء والمساكين ارحموا تراحموا أفلا يجدر بنا أن نتعاون ونتراحم ونبذل المعروف لبعضنا البعض حتى يرحمنا الله عز وجل، واسألوا عن المحتاجين في بيوتهم، وعن المصابين في أماكنهم، ادخلوا عليهم، وهوّنوا عليهم الشدائد والآلام، وخففوا عنهم ما هم فيه من الأسقام والأحزان، وتصوروا أنكم لو كنتم مثلهم، فماذا كنتم تحبون أن يُصنع بكم؟ واتقوا الله، وأعطوهم من مال الله الذي أعطاكم وجعلكم نوّابا عنه، ووكلاء فيه، يعطكم أجرا عظيما وثوابا جزيلا.
فسبحانه وتعالى القائل ” آمنوا بالله ورسوله وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا وأنفقوا لهم أجر كبير” في الحديث القدسي عن رب العزة، يقول الله تبارك وتعالى ” أنفق يا ابن آدم أنفق عليك” متفق عليه من حديث أبي هريرة، فلنتق الله تعالى في الجوعى والهلكى، ولنواسهم بما يعينهم ويخفف مصابهم، فإنهم في مخمصة شديدة، وكربة عظيمة، وحاجة أكيدة، وإطعام الجائع، وتدفئة البردان، وإيواء المشرد فيه حفظ للنفوس من التلف، ولا ننسى قول الله تعالى فى سورة المائدة ” ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” فأحيوا إخوانكم بفضول أموالكم، وتواصوا بمواساتهم فيما بينكم، فإن المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *