Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع الهدف من تكوين الأسرة، وعن علقمة قال كنت أمشي مع عبد الله بمنى فلقيه عثمان فقام معه يحدثه فقال له عثمان يا أبا عبد الرحمن ألا أزوجك جارية شابة لعلها تذكرك بعض ما مضى من زمانك قال فقال عبد الله لئن قلت ذاك لقد قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” رواه البخاري، كما حذر الله عز وجل حفظا للمجتمع وصيانة للأعراض من إشاعة الفاحشة بالقول أوالفعل أوسوء الظن، فقال تعالى ” إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة فى الذين آمنوا لهم عذاب أليم فى الدنيا والآخرة” والناظر إلى العالم الغربي.
يرى كيف انحدر الشباب في هوة الرزيلة والشهوة حتى عاشروا الكلاب والحيوانات انحطت أخلاقهم وضاعت أنسابهم وقلت أمانتهم، وكذلك فإن الهدف الاجتماعي من تكوين الأسرة هوتوثيق عرى المحبة والألفة بين أبناء المجتمع وهذا من نعم الله تعالى على المسلمين، حيث قال الله تعالى مبينا ذلك فى سورة الحجرات ” يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير” فتقوى روابط المحبة بالمصاهرة وتزداد بالإنجاب والتكاثر، والأسرة تقوم بتربية أولادها على الفضائل الاجتماعية، ويتطبع بها الأفراد كبارا وصغارا على أساس المبدأ القرآني، حيث قال الله تعالى فى سورة المائدة.
“وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب” وخير قدوة في تحقيق هذا الهدف الاجتماعي من تكوين الأسرة هوالرسول صلى الله عليه وسلم فقد تزوج بالسيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وتزوج بالسيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وبهذا ارتبط بصاحبيه الكبيرينِ برابط المصاهرة، فعزز الأخوة الإسلامية لهما في الله بالمصاهرة، وكما أنه يمكن من خلال تحقيق الهدف الاجتماعي تكثير الأمة حتى تواجه الخطوب بسواعد قوية، وقوى عاملة تستثمر خيرات الأرض بكثرة قاهرة، وعقول جبارة، والوقوف بجانب بعضهم البعض، وأيضا من أهداف تكوين الأسرة هوحماية المجتمع من الأمراض.
الناتجة عن الاتصال المحرم فالأسرة تعمل على تقنين العلاقة بين الرجل وبين المرأة، فالزواج هوالوسيلة المشروعة التي شرعها العليم الحكيم للاتصال بين الرجل والمرأة فاذا حاد الإنسان عن فطرة الله التي فطر الناس عليها انتشرت الأمراض وظهرت الأوجاع التي لا يجد الطب لها دواء، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ” يا معشر المهاجرين، خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم.
ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم، فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيّروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم” رواه ابن ماجه، وأن الأبناء أمانة من أخطر وأعظم الأمانات التي حملها الله تعالى للآباء والأمهات والله تعالى أمرنا في غير آية من كتابه بحفظ الأمانة وحذرنا من تضييعها فقال الله تعالى فى سورة النساء ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها” وأنت أيها الوالد مطالب أن تقي نفسك وزوجتك وأبنائك نار حر ها شديد وقعرها بعيد ومقامعها من حديد فيقول الله تعالى فى سورة التحريم ” يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *