Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع الهدف من تكوين الأسرة، وإن الإسلام يعتبر النكاح وبناء الأسر وسيلة فعالة لحماية الشباب والمجتمع من الفوضى الجنسية، لذلك اختص الشباب بقسط أوفر من الدعوة إلى النكاح، فعن عبدالله رضي الله عنه قال، قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا معشر الشباب، مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء” رواه مسلم، فعلى الشباب الذين توفرت فيهم القدرة على الزواج الإقدام عليه لما فيه من سلامة الدين، وسكون النفس، وتحصين الفرج، وسلامة المجتمع من الانحراف الخُلقي، وأمن من التفسخ الاجتماعي، وإشباع الميل إلى الجنس الآخر عن طريق الزواج المشروع والاتصال الحلال.
فإن لم يستطع الزواج، فعليه بالصوم لأنه يقمع الشهوة، ويكبح جماح كل نزوة، ولقد اختص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الشباب لأن توفر الشهوة فيهم تجعل حاجتهم إلى الزواج أشد، والضرر من إعراضهم أكبر، سواء بالنسبة لأنفسهم، باحتمال انحرافهم عن الفضيلة والطهر، أو بالنسبة للمجتمع الذي يؤدي فيه الإعراض عن الزواج إلى انتشار الفاحشة، وكثرة المنكرات، وتفشي الأمراض الخبيثة، وكثرة أولاد الزنا، فالزواج حماية لما يحدث من الفوضى في المجتمعات الغربية من حوادث الاغتصاب للأعراض، وزيادة الأطفال الذين وُلدوا سفاحا من فتيات لم يبلغن سن الرشد، والزواج هو أحد أسباب سلامة المجتمع الإسلامي، وإن سلامة الأسرة المسلمة من مفاسد المدنية الغربية.
هي السبب لسلامة المجتمع الإسلامي من الفجور، والإسلام حينما ركز على تكوين الأسرة، إنما يركز على تكوين العلاقات الزوجية التي يحمي به المجتمع من بلاء الزنا واللواط ليبقَى المجتمع طاهرا، تزدهر فيه القيم، وتصان فيه الأعراض والحُرمات، والإسلام يراعي الشباب إذا كانوا في حاجة لمعونة الآباء لتكوين الأسرة المنشودة، واعتبر الإسلام النكاح من حقوق الولد على والده إذا كان في سعة من المال، فعن أبي سعيد الخدرى وابن عباس رضي الله عنهم قالا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَن وُلد له ولد، فليحسن اسمه وأدبه، فإذا بلغ فليزوجه، فإن بلغ ولم يزوجه فأصاب إثما، فإنما إثمه على أبيه” وهكذا فإن الأسرة هي أهل الرجل وعشيرته.
والأسرة هى جماعة يربطها أمر مشترك، وهي رابطة اجتماعية تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما وتشمل الجدود والأحفاد وبعض الأقارب علي أن يكونوا في معيشة واحدة، وأن للأسرة أهداف علية في دين الإسلام وذلك لان الآسرة هي اللبنة الأولى في أساس وإصلاح المجتمع لذا فان للأسرة أهداف وثمار بينها لنا العزيز الغفار والنبي المختار صلى الله عليه وسلم منها هوعبادة الله وحده وإنشاء جيل رباني يعبد الله عز وجل، لذا قال العلماء أن تكوين الأسرة امر تعبدي يتعبد المسلم ربه بإنشاء أسرة قائمة على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني”
“وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم، ومن كان ذا طول فلينكح، ومن لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء ” رواه ابن ماجه، والله سبحانه وتعالى وصف الرسل الذين أرسلهم ومدحهم بأن لهم أزواجا وذرية، وكما مدح عباده الصالحين وأولياءه بالسؤال في الدعاء بأن يهب لهم أزواجا وذرية، تقر بها الأعين، وإن من أهدف الأسرة هو تزكية السلوك والأخلاق والبعد عن الرزيلة والانحلال الخلقي وقد امتدح الله تعالى العفة وحرض عليها وبشر أصحابها بالفلاح، فقال تعالى فى سورة المؤمنون ” والذين هم لفروجهم حافظون” وأرشد سبحانه وتعالى إلى ما يعين على ذلك ويسد الذرائع إلى فاحشة الزنى، فقال تعالى فى سورة النور ” قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون”
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *