Share Button

فى طريق النور ومع الوفاء وحفظ الجميل ” الجزء التاسع”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع الوفاء وحفظ الجميل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا دين لمن لا عهد له ” رواه احمد، ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالمحل الأفضل، والمقام الأسمى، فوفاؤه، وصلته لأرحامه كانت مضرب المثل، وحُق له ذلك وهو سيد الأوفياء، وإن الوفاء بين الناس، أول ما تذكر هذه القضية يتبادر إلى الذهن الوفاء بالعقود، وهى عقود البيع والشراء وعقود الشركات، وعقود النكاح ونحوها تلك العقود وغيرها من العقود المباحة يقول فيها الرب سبحانه آمرا ” يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود” ولكن ما هو حال الناس اليوم مع الوفاء بالعقود؟ فإذا أردنا أن نعرف ذلك فلننظر إلى القضايا في المحاكم والجهات التنفيذية كالحقوق المدنية ونحوها.

فنجد أن أغلب القضايا نشأت بسبب عدم الوفاء بالعقود إما من طرف واحد وإما من الطرفين، وهناك فئة من الناس تبيت النية على نقض العقد وعدم الوفاء به وهم في لحظات توقيع العقد، فهناك المستأجر الذي يبيت النية بعدم الوفاء بالعقد للمؤجر، وهناك الزوج الذي يبيت النية بعدم الوفاء لزوجته بشروط العقد وهكذا، ويحذرنا من مثل هذه السلوكيات خير البرية صلوات ربي وسلامه عليه، فهل يعي أولئك الذين لا يوفون بعقودهم أن ذلك خصلة من خصال النفاق ؟ ولكن ليس كل من لم يفى بالعقود يدخل في ذلك، لا، فإن هناك من لم يفى بالعقد لظرف قاهر عجز معه عن الوفاء بالعقد كفقر أو إفلاس فهذا يختلف عمن يتعمد عدم الوفاء بالعقد.

بل حبب الله في إعذاره ومساعدته في مثل تلك الظروف ومثال ذلك قوله تعالى في آية الدين، فقال تعالى ” وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون” ومن صور الوفاء التي بدأ يلمس الفرد ضعف الوفاء بها الوفاء للوالدين الأب والأم اللذان أنفقا حياتهما ومالهما وجهدهما في سبيل إسعاد أولادهم فما النتيجة ؟ يكونان محبوبان ماداما بصحة وعافية يذهبان ويأتيان وينفقان أما إذا كبرا أو افتقرا واحتاجا أو مرضا فيصبحان عبئا ثقيلا يحرص والعياذ بالله كل ولد أن يتنصل من خدمتهم ويدفعهم إلى الآخر،أو قد يكون مصيرهم في النهاية إلى دور الرعاية الاجتماعية، وما علم أولئك الأولاد بأن هذا دين سيسددونه في حياتهم فما فعلوه بآبائهم سيفعله غدا بهم أبناؤهم.

وليس ذلك نهاية المطاف فما ينتظرهم في الآخرة اكبر أما سمعوا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم ” رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف قيل من يا رسول قال من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة” ومن صور الوفاء الوفاء بين الزوجين وهناك مع الأسف من الزوجات من جعلت وفاءها لزوجها مرتبط بقضايا دنيوية بحتة فما دام زوجها قويا غنيا جميلا صحيحا كانت وفية له،أما إذا وجدت والعياذ بالله أو زين لها الشيطان بأن غيره عنده ما هو أفضل تنكرت لزوجها بل وقد تتنكر لبيتها وأولادها، وقدوتها في ذلك بطلات المسلسلات وأفلام القنوات، وينقلب الوفاء غدرا وتطالب بالطلاق بحثا عما تريد هذا إن سلمت والعياذ بالله من الحرام.

ومنهن من تكون و فية لزوجها في حال صحته وشبابه وكثرة ماله فإذا شاب شعره وكبر سنه ورق عظمه قلبت له ظهر المجن وتطاولت عليه بلسانها وآذته بأفعالها بل قد يصل الحال ببعضهن إلى أن تسلط عليه أبناءه وتحرضهم على عدم الوفاء له والبر به فيعود ذلك الأسد الذي كان يملؤ البيت زئيرا قطة مهملة في ركن من أركان البيت، فأسأل هذا الصنف من النساء أين الوفاء للرابطة الزوجية المقدسة أين كن من قول الهادي البشير “لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لغير الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها والذى نفس محمد بيده لا تؤدى المرأه حق ربها حتى تؤدى حق زوجها ولو سألها نفسها وهى على قتب لم تمنعه” وفي المقابل هناك من الرجال من قل وفاؤهم لنسائهم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *