Share Button
فى طريق النور ومع جبر الخواطر “الجزء الثالث “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع جبر الخواطر، وإن الخاطر هو القلب, وعدم كسره خلق عظيم ولو تحققنا فسوف نجد أن أغلب أحكام الدين الإسلامي قائمة علي جبر الخواطر فنحن نقدم واجب العزاء لجبر خاطر أهل المتوفي, نزور المريض لجبر خاطره, ندفع دية الميت لجبر خاطر أهله حتي السلام والابتسامة وقال الله تعالي ” قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذي” وتذكروا جبر خاطر الله لعبادة حين رد موسي لأمه لتقر عينها وقال تعالي “فرددناه إلي أمه كي تقر عينها ولا تحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثرهم لا يعلمون” وأما اليتيم فلا تقهر جبر خاطر لليتيم كما أجبر النبي صلى الله عليه وسلم بخاطر إبن زعيم المنافقين عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول.
عندما طلب منه أن يصلي علي أبيه وفعل النبي صلى الله عليه وسلم, وجبر بخاطر أهل مكة عندما عفي عنهم وجبر بخاطر أبي سفيان عندما قال من دخل دار أبي سفيان فهو آمن انظرو كيف جبر بخاطر أخته الشيماء عندما جاءت لتزوره، وجبر الخاطر تشمل الاعتذار والكلمة الطيبة والابتسامة والهدية وقضاء مصالح الناس، والتزاور والسؤال والمساواة حتي الدعاء نفسه جبر خاطر، ونكاد نقول إن مكارم الأخلاق قائمة علي جبر الخواطر، أما الثمرات التي سوف نجنيها من هذه العبادة أولا عند جبر خاطر من حولك فأنت تعبد الله بعبادة عظيمة تكاد تكون عبادة مهجورة كما أنني عند جبر الخواطر أدخل السعادة والفرح والسرور علي الناس والنبي صلي الله عليه وسلم.
عندما سأله رجل أي الناس أحبهم إلي الله قال “أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلي الله سرور تدخله علي مسلم” وأخيرا فإن الله يجبر بخاطر من يجبر خواطر الناس، من صار بين الناس جابرا للخواطر أدركته عناية الله في جوف المخاطر، ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة فبلغ الجحفة اشتاق إلى مكة، فأنزل الله عليه قوله تعالى “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” إلى مكة، وهى بشارة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم برده إلى مكة قاهرا لأعدائه، فقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من الغار ليلا مهاجرا إلى المدينة في غير الطريق مخافة الطلب، فلما رجع إلى الطريق ونزل الجحفة عرف الطريق إلى مكة فاشتاق إليها فقال له جبريل إن الله يقول.
“إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” أي إلى مكة ظاهرا عليها وقال ابن عباس رضى الله عنهما نزلت هذه الآية بالجحفة ليست مكية ولا مدنية، حيث يقول تعالى فى سورة القصص “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين، وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين، ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين، ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون” فيقول تعالى آمرا رسوله صلوات الله وسلامه عليه، ببلاغ الرسالة وتلاوة القرآن على الناس، ومخبرا له بأنه سيرده إلى معاد.
وهو يوم القيامة، فيسأله عما استرعاه من أعباء النبوة ولهذا قال “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” أي افترض عليك أداءه إلى الناس “لرادك إلى معاد” أي إلى يوم القيامة فيسألك عن ذلك، كما قال تعالى فى سورة الأعراف ” فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين “وقال تعالى فى سورة المائدة “يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم، قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب” وقال فى سورة الزمر “وجيء بالنبيين والشهداء” وقال السدي عن أبي صالح، عن ابن عباس رضى الله عنهما “إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد” يقول لرادك إلى الجنة، ثم سائلك عن القرآن، وقال الحكم بن أبان عن عكرمة، وعن ابن عباس رضي الله عنهما ” لرادك إلى معاد” قال إلى يوم القيامة.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *