Share Button
فى طريق النور ومع جبر الخواطر “الجزء الرابع “
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الرابع مع جبر الخواطر، وعن ابن عباس رضي الله عنهما ” لرادك إلى معاد” قال إلى يوم القيامة، وقيل أيضا إلى الموت، وقيل لرادك إلى معدنك من الجنة، وقال الحسن البصري، أي والله ، إن له لمعادا، يبعثه الله يوم القيامة ثم يدخله الجنة، وعن عكرمة عن ابن عباس رضى الله عنهما ” لرادك إلى معاد” قال إلى مكة، أي لرادك إلى مكة كما أخرجك منها، وعن مجاهد في قوله ” لرادك إلى معاد” أى إلى مولدك بمكة، ووجه الجمع بين هذه الأقوال أن ابن عباس فسر ذلك تارة برجوعه إلى مكة وهو الفتح الذي هو عند ابن عباس أمارة على اقتراب أجله، صلوات الله وسلامه عليه، كما فسره ابن عباس بسورة ” إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا”
أنه أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم نعي إليه، وكان ذلك بحضرة عمر بن الخطاب، ووافقه عمر على ذلك، وقال لا أعلم منها غير الذي تعلم، ولهذا فسر ابن عباس تارة أخرى قوله ” لرادك إلى معاد” بالموت، وتارة بيوم القيامة الذي هو بعد الموت، وتارة بالجنة التي هي جزاؤه ومصيره على أداء رسالة الله وإبلاغها إلى الثقلين الجن والإنس، ولأنه أكمل خلق الله، وأفصح خلق الله، وأشرف خلق الله على الإطلاق، وقوله تعالى ” قل ربي أعلم من جاء بالهدى ومن هو في ضلال مبين” أي قل لمن خالفك وكذبك يا محمد من قومك من المشركين ومن تبعهم على كفرهم، قل ربي أعلم بالمهتدي منكم ومني، وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار، ولمن تكون العاقبة والنصرة في الدنيا والآخرة.
ثم قال تعالى مذكرا لنبيه نعمته العظيمة عليه وعلى العباد إذ أرسله إليهم “وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب” أي ما كنت تظن قبل إنزال الوحي إليك أن الوحي ينزل عليك ” إلا رحمة من ربك” أي إنما نزل الوحي عليك من الله من رحمته بك وبالعباد بسببك، فإذا منحك بهذه النعمة العظيمة “فلا تكونن ظهيرا” أي معينا، للكافرين” أي ولكن فارقهم ونابذهم وخالفهم “ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ أنزلت إليك” أي لا تتأثر لمخالفتهم لك وصدهم الناس عن طريقك لا تلوي على ذلك ولا تباله فإن الله معل كلمتك، ومؤيد دينك، ومظهر ما أرسلت به على سائر الأديان ولهذا قال “وادع إلى ربك” أي إلى عبادة ربك وحده لا شريك له “ولا تكونن من المشركين” وقوله “ولا تدع مع الله إلها آخر لا إله إلا هو”
أي لا تليق العبادة إلا له ولا تنبغي الإلهية إلا لعظمته، وقوله “كل شيء هالك إلا وجهه” هو إخبار بأنه الدائم الباقي الحي القيوم الذي تموت الخلائق ولا يموت، كما قال تعالى فى سورة الرحمن “كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام” فعبر بالوجه عن الذات، وهكذا قوله هاهنا “كل شيء هالك إلا وجهه” أي إلا إياه سبحانه وتعالى، وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ” ألا كل شيء ما خلا الله باطل” وقال مجاهد والثوري في قوله طكل شيء هالك إلا وجهه” أي إلا ما أريد به وجهه، وقيل كان ابن عمر رضى الله عنهما إذا أراد أن يتعاهد قلبه يأتي الخربة فيقف على بابها.
فينادي بصوت حزين فيقول أين أهلك ؟ ثم يرجع إلى نفسه فيقول “كل شيء هالك إلا وجهه” وقوله “له الحكم” أي الملك والتصرف ولا معقب لحكمه “وإليه ترجعون” أي يوم معادكم، فيجزيكم بأعمالكم، إن كان خيرا فخير، وإن شرا فشر، فإن أتاك شخص محبط أو حزين طيب خاطره، لا تشعره بندم أنه أظهر ضعفه أمامك فأكثر ما يكسر خاطرنا هو البكاء أمام من لا يقدر دموعنا، فإن جبر الخواطر سيرقق قلبك، والله مع القلوب الرقيقة وإن الله تعالى مع الجميع ولكن أصحاب القلوب الرقيقة الطيبة أقرب إلى خالقها لنقائها، فاجبر خاطر محتاج حتى لو كنت عاجزا عن مساعدته، بكلمة أو بنصيحة على أضعف الإيمان، وإياك أن تشعره بعجزه، واجبر خاطر من هم حولك دوما بأى طريقة تسعدهم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *