Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

لقد رفع الله سبحانه و شأن العلم وأهله، وبيّن مكانتهم، ورفع منزلتهم، وإن الله عز وجل، لم يأمر نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالاستزادة من شيء إلا من العلم، وما ذاك إلا لما للعلم من أثر في حياة البشر، فأهل العلم هم الأحياء، وسائر الناس أموات، ولقد منع الله سبحانه وتعالى، المساواة بين العالم والجاهل، لما يختص به العالم من فضيلة العلم ونور المعرفة، فالعلم شرف لا قدر له، ولا يجهل قدر العلم وفضله إلا الجاهلون، وإن طلب العلم خير ما ضُيعت فيه الأعمار، وأُنفقت فيه الساعات، فالناس إما عالم أو متعلم، أو همج رعاع، وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ” من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من فى السماوات ومن في الأرض،

والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” رواه احمد وأبو داود والترمذي، وسوف نتكلم عن عالم وفقيه ممن تعلموا العلم وقاموا بحدوده ألا وهو، خارجة بن زيد بن ثابت، وهو الفقيه والإمام ابن الإمام وهو أحد الفقهاء السبعة وهذا ما جاء فى الأعلام لأبو زيد الأنصاري ، وخارجه هو النجاري ، وهو المدني ، وكان من أجل إخوته وهم : إسماعيل وسليمان ويحيى وسعد، وكان جده لأمه هو سعد بن الربيع الأنصاري ، وهو أحد النقباء السادة، وكان خارجة بن زيد بن ثابت الأنصاري النجاري ولقبه أبو زيد المدني، وهو أخو إسماعيل بن زيد بن ثابت، وأخو سعد بن زيد بن ثابت.

وكان خارجة بن زيد بن ثابت، رضي الله عنهما من التابعين المحدثين الأجلاء وأحد الفقهاء السبعة الذين كانوا يسألون في المدينة وينتهي الناس إلى قولهم في أمور العبادة والشريعة، وقد اتفق أصحاب السير والتراجم مثل: ابن سعد، وابن عساكر، والذهبي، وغيرهم، على جلالته وإمامته وعظم قدره وارتفاع منزله، وهوأحد فقهاء المدينة السبعة، وهو تابعي أدرك خلافة عثمان بن عفان وكان أبوه زيد بن ثابت من أكابر الصحابة، وقد حدث عن جمع كبير من الصحابة وعنه جمع كبير من صغار التابعين والمحدثين، وخارجة بن زيد بن ثابت الأنصارى النجارى، وهو أبو زيد المدني من بني النجار، وكانت أمه هى السيده أم سعد بنت سعد بن الربيع النقيب، وقد كان تابعيا جليل القدر وأحد فقهاء المدينة السبعة، وقد قال البخاري: أنه أدرك زمان أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

وقال الزركلي: إنه وُلد سنة تسعه وعشرين من الهجره، وكان الناس يقصدونه ليسألوه الفتيا في القضايا التي تعرض لهم، وخاصة القضايا المستجدة وقسمة المواريث، وكان بارعا بها كما كان أبوه، رضى الله عنهما، وقد روى عنه ابنه سليمان وابنا أخويه سعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت وقيس بن سعد بن زيد وعبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وابنه محمد بن عبد الله ومجالد بن عوف وأبو الزناد والزهري وعثمان بن حكيم والمطلب بن عبد الله بن حنطب ويزيد بن قسيط وأبو بكر بن بنت عمرو بن حزم في آخرين، وكان خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنها، من فقهاء المدينة وعقلائهم وعباد التابعين وعلمائهم، وكان يفتي الناس في المدينة في زمانه، ويقسم بينهم المواريث من النخل والأموال، وقد قال مصعب بن عبد الله: كان خارجة بن زيد، وطلحة بن عبد الله بن عوف في زمانهما.

أنهما يستفتيان وينتهي الناس إلى قولهما، ويقسمان المواريث من الدور والنخل والأموال بين أهلها، ويكتبان الوثائق للناس، وكان خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنهما ثقة، وكثير الحديث، فروى عن: أبيه، وعمه يزيد، وعن أسامة بن زيد رضي الله عنه، وأمه أم سعد، وأم العلاء الأنصارية، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، قال: كان الفقهاء السبعة الذين يسألون بالمدينة، وينتهى إلى قولهم: سعيد بن المسيب، وأبو بكر بن عبد الرحمن، وعروة، والقاسم، وعبيد الله بن عبد الله، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار ، وروى: الدراوردي، عن عبيد الله بن عمر، قال: كان الفقه بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة في: خارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وعروة، والقاسم بن محمد، وقبيصة بن ذؤيب .

وعبد الملك بن مروان، وسليمان بن يسار، وعن خارجه بن زيد فقد قال أبو الزناد عنه، أنه كان أحد الفقهاء السبعة، وقال مصعب الزبيري كان خارجة وطلحة بن عبد الله بن عوف يقسمان المواريث ويكتبان الوثائق وينتهي الناس إلى قولهما، وقال العجلي عنه، هو مدني تابعي ثقة، وقال ابن سعد عنه، كان ثقة كثير الحديث، وقال ابن خراش خارجة بن زيد أجل من كل من اسمه خارجة، وعن خارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنهما قال: رأيت في المنام كأني بنيت سبعين درجة فلما فرغت منها تدهورت وهذه السنة لي سبعون سنة وقد أكملتها فمات فيها، في سنة مائة من الهجرة في خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه فى المدينة، وصلى عليه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، وقيل: توفي سنة تسع وتسعين، ولما بلغ عمر بن عبد العزيز موته صفق بيديه واسترجع.

وقال عمر بن عبد العزيز : ” ثلمة والله في الإسلام” وقد كان لخارجة بن زيد بن ثابت رضي الله عنهما، من زوجته أم عمرو بنت حزم، أولاده زيد، وعمرو، وعبد الله، ومحمد، وحبيبة، وحميدة، وأم يحيى وأم سليمان، أما عن إخوته فهم سليمان، وسعد، ويحيى، وسليط، وعبد الرحمن، وعبد الله، وقتلوا كلهم يوم الحرّة سنة ثلاث وستين من الهجرة، وكان لخارجة بن زيد بن ثابت أجلّ إخوته، وقد قيل أنه توفي سنة تسعه وتسعين من الهجره، ودفن بالبقيع، وقال محمد بن عبد الله بن نمير، وعمرو بن على، مات خارجه سنة تسع وتسعين من الهجره، وقال الهيثم بن عدي، وعلي بن عبد الله التميمي، ويحيى بن بكير، وخليفة بن خياط، وأبو عبيد، وعلي ابن المديني، وغير واحد: أن خارجه بن زيد رضى الله عنهما، مات سنة مائة من الهجره.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *