Share Button

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

بالأمن والاستقرار تعمر الأرض، ويقام فيها دين الله تعالى، لأن الفتنة هى التي تسبب الخوف والاضطراب، وتسلب الأمن والاستقرار، وتحول بين الناس وبين العبادة، وتمكن للكفر وأهله في الأرض، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدافعة المنكرات بالنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكل ما يؤدي إلى الفوضى والاضطراب فيجب اجتنابه، وردع من يسعى إليه حفاظا على الأمن والاستقرار، فإن الأمن والاستقرار والطمأنينة من المطالب الأساسية التي لا تخفى أهميتها على كل المستويات الفردية والأسرية والإقليمية والدولية، لهذا لا يخلون بلد على مستوى الدنيا كلها من مراكز للدراسات الأمنية، بل التكتلات الحلفية مظهر يعرب عن البحث لتوفير الأمن والاستقرار لأصحابه.
بينما تحقيق هذه المعاني منوط أولا بصدق الإيمان بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وما يتعلق به من أركان وشروط وقيود وضوابط، وهو أن الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، وعلى هذا يكون الإيمان الصحيح هو اعتقاد بالجنان، ونطق باللسان، وعمل بالأركان” وبهذه المعاني يملأ الإيمان قلب صاحبه بالأمن والاستقرار والطمأنينة والثبات والشجاعة والصدق والأمانة، ولقد ظهرت على الصحابة رضي الله عنهم أجمعين آثار الإيمان وثماره واضحة في أروع صورها حيث أعطوا وبذلوا النفس صابرين، وأنفقوا الأموال محتسبين فالمهاجرون هم الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله.
وإخوانهم الأنصار، أهل المواساة والإيثار التقوا جميعا على الحب في الله عز وجل، والله تعالى علم صدق إيمانهم، فأكرمهم في الدنيا والآخرة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تسبّوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحُد ذهبا، ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه” وذلك ثمرة لإيمانهم بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وقد دلت على ذلك من وجوه، منها شهادة الله سبحانه لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالعدالة، وكفى بالله شهيدا، وكما دلت على أن الله تعالى وعد جميع الصحابة بالمغفرة والجنة، ووعده الحق ولن يخلف الله وعده، فقال تعالى في سورة الحديد ” وكلا وعد الله الحسنى”
وقال تعالى في سورة آل عمران ” فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء” وإن من وسائل تحقيق الأمن والإستقرار هو طاعة ولي الأمر، والسمع والطاعة لمن ولاه الله تعالى الأمر في المعروف، فذلك من أسباب استجلاب الأمن وتوطيده، وقال الحافظ بن رجب رحمه الله “وأما السمع والطاعة لولاة أمور المسلمين ففيها سعادة الدنيا، وبها تنظيم مصالح العباد في معاشهم، وبها يستعينون على إظهار دينهم وطاعة ربهم” وبالسمع والطاعة واجتماع الكلمة يعم الأمن والاستقرار، ويتوحد الصف في ربوع الدولة الإسلامية، وتظهر الأمة المسلمة بمظهر الهيبة والقوة والرهبة أمام الأعداء، وقد قال ابن المبارك رحمه الله “الله يدفع بالسلطان معضلة عن ديننا رحمة منه ورضوانا”
وإن من الأسس التي يقوم عليها الأمن والإستقرار وتواجه بها الدعوات الهدامة هو الإصلاح بين الأحزاب والجماعات وبين الأسر والعائلات ولأهمية الصلح والإصلاح ذكره الله تعالى في كتابه أكثر من مائة وثمانين مرة في القرآن الكريم وفي ذلك دلالة على أهميته لاستقامة الحياة بالتعاون والتآلف والمودة والوفاء، والإصلاح بين المسلمين واجب شرعي وضرورة اجتماعية ومطلب حضاري، ولذلك حث الله تعالى في محكم تنزيله، ووجه اليه الرسول صلى الله عليه وسلم ودعا أتباعه إلى التصالح وبلورة ثقافة المصالحة بين المسلمين، فهذه الثقافة من شأنها ان تدعم البناء الاجتماعي وتحفظ تماسكه وتقيه مخاطر التصدع والإنهيار.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *