Share Button
فى طريق النور ومع ذى القرنين وبناء الأوطان “جزء 16”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
عزيزى القارئ ونكمل الجزء السادس عشر مع ذى القرنين وبناء الأوطان، وقد قال علماء المعادن إن الحديد المغلف بالنحاس المذاب سبيكة قوية جدا من أقوى السبائك التي يعرفها البشر، وإن اقتحام جدار من حديد ملبس بالنحاس من أصعب الأِشياء، فإذا أردت سبيكة قوية جدا فإن هذا الذي علمه ذو القرنين بأولئك القوم المتخلفين، وهذا النحاس المذاب المصبوب على الحديد، فقال ” آتونى أفرغ عليه قطرا” ما هي النتيجة؟ النتيجة الوصول إلى سد عظيم غير قابل للاختراق، فقال تعالى ” فما اسطاعوا أن يظهروه ” أى لم يستطيعوا أن يتسلقوه وينزلوا من فوق ” وما استطاعوا له نقبا” أى لا استطاعوا أن يتجاوزوه، ولكن أيهما أصعب أن يظهروه أو أن ينقضوه؟ فأيهما أسهل؟
فإن الزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى، فقول استطاعوا أبلغ من اسطاعوا، فإذا عرفت أن استطاع فيها مزيد قدرة على اسطاع، فمعنى ذلك أن النقض أصعب وهكذا سيكون الحال إلى ظهور يأجوج ومأجوج، الذين يحفرون في السد كل يوم حتى يقول الذي عليهم ستحفرونه غدا إن شاء الله، فينقبوه ويخرجون على الناس، فينشفون المياه، وتحدث المصائب العظيمة، حتى يأذن الله بهلاكهم، إذن من يوم ما جعل هذا السد عليهم ذو القرنين ويأجوج ومأجوج يوميا يحاولون حفر السد، وكلما فتحوا فيه فتحة صغيرة بعدما يتعبون الحفر آخر النهار، يرجعون للاستراحة، فتنغلق بإذن الله، كل يوم يريدون أن يفتحوا فيها فتحة بعد التعب الشديد يذهبون للراحة فتنغلق بإذن الله.
وعليهم قائد، فإذا جاء يوم خروج يأجوج ومأجوج، فيقول تعالى ” حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون” فالشخص القائد منهم سيقول لهم غدا ستحفرونه إن شاء الله، فلما يقول إن شاء الله سيحفرونه فعلا، ويخرجون على الناس، فماذا سيحدث إذا خرجوا على الناس؟ وماذا سيكون حال المسلمين في ذلك الوقت؟ فالجواب هو يكون المسلمون قد انتهوا لتوهم من الدجال، والملاحم العظيمة، وقال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه” أي من الدجال، فيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، إذن هؤلاء قوم من الصامدين المسلمين المحسنين أبلوا بلاء حسنا، ونبى الله عيسى عليه السلام مكافأة لهم.
على ثباتهم سيمسح عن وجوههم، ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك بعد الانتهاء من الفتنة العظيمة جدا، بعد الانتهاء من قتال الدجال مع اليهود، بعد الانتهاء من الملحمة الكبيرة، والفتنة التي عمت الأرض الدجال، والقضاء على الدجال، بينما عيسى مع أصحابه المسلمين إذ أوحى الله إلى عيسى إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، ومعنى لا يدان، يعني لا استطاعة، فإذن كيف يعرف نبى الله عيسى عليه السلام أن يأجوج ومأجوج نقضوا السد وخرجوا على العالم؟ فهو بوحي من الله، فيقول الله تعالى لنبيه عيسى عليه السلام لا يدان لأحدلا استطاعة لأحد بمقاومتهم، فحرز عبادي إلى الطور اذهب وأنت المؤمنون معك يا عيسى كلكم إلى جبل الطور.
وتحصن هناك، ويبعث الله يأجوج ومأجوج “وهم من كل حدب ينسلون” كل طريق وكل ممر في الأرض يأجوج ومأجوج يخترقونه ويمرون عبره، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم يعني في شدة وقلة في الطعام، حتى يكون راس الثور خير من مائة دينار الدينار أربع غرامات وربع من الذهب، يعني رأس الثور أحسن من نصف كيلو ذهب، قال فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله بالدعاء، فيرسل الله عليهم النغف على يأجوج ومأجوج، والنغف ديدان تكون بأنوف الغنم عادة، مثل الديدان.
قد تكون صورة لـ ‏‏شخص واحد‏ و‏جلوس‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *