Share Button
فى طريق النور ومع ذى القرنين وبناء الأوطان “جزء 17”
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
عزيزى القارئ ونكمل الجزء السابع عشر مع ذى القرنين وبناء الأوطان، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الله بالدعاء، فيرسل الله عليهم النغف على يأجوج ومأجوج، والنغف ديدان تكون بأنوف الغنم عادة، مثل الديدان، وهذه الديدان الصغيرة تبعث على رقاب يأجوج ومأجوج، تتسلط عليهم بأمر الله، الديدان تأكل في رقاب يأجوج ومأجوج، ولا يستطيعون الخلاص، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة كلهم، ولك أن تتخيل الأرض مليئة بجيف يأجوج ومأجوج كلها، ومن فتنة يأجوج ومأجوج أنهم يرسلون بسهم إلى السماء، فترجع إليهم مخضبة بالدم بإذن الله، فيقولون قهرنا أهل الأرض وعلونا أهل السماء” رواه ابن ماجة.
فهى فتنة، فيبعث الله الديدان عليهم فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يقول المسلمون بعضهم لبعض من الذي يستطلع لنا ماذا حصل ليأجوج ومأجوج؟ فيتطوع واحد من المسلمين يوطن نفسه على أنه ميت، يعني ميت بائع نفسه ينظر الخبر، قد يستطيع أن يخبرهم ما حصل ليأجوج ومأجوج أو لا يستطيع، المهم أنه وطن نفسه على الموت، وطلع فإذا بالأرض مملؤة بالجيف، قال ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فإن الأرض الآن صارت غير قابلة للعيش عليها، لأنها كلها مليئة بجثث يأجوج ومأجوج المنتنة، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، إذن يتضرعون إلى الله.
ويدعون ويطلبون ويلحون بتخليصهم من هذا التلوث الذي لوث الأرض كلها، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت كبيرة، فتحملهم تحمل جثث يأجوج ومأجوج فتطرحهم حيث شاء الله، يعني في البحر، ثم يرسل الله مطرا، فالآن لابد من غسل الأرض بعد إزالة الجثث والجيف، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، يعني هذا المطر يخترق كل شيء فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة” رواه مسلم، ثم بعد ذلك يكون ما يكون من ظهور البركات وحكم الأرض بالشريعة، وحصول الخير العظيم والسلم، تصبح الأرض كلها فيها سلام، وهنا يحدث السلام العالمي في ذلك الوقت، إذن السلام العالمي في عهد نبى الله عيسى عليه السلام قبل عهده.
وإن الجهاد ماض إلى يوم القيامة، وإن هذه القصة العظيمة فيها تعليم العباد الأخذ بالأسباب، وأن الله عز وجل يمكن للمؤمن في هذه القصة الانطلاق في الدعوة إلى الله شرقا وغربا، كما انطلق ذو القرنين يمينا وشمالا في الأرض يدعو إلى ربه، يركب البحر يجتاز القفار، هكذا ينبغي على الداعية لينشر دين الله، وذو القرنين أراد أن يخضع العالم للشريعة للإسلام للتوحيد، استثمار الطاقات في نصرة الدين، ودرس واضح من قصة ذي القرنين إن البدء باللين، والبدء بالدعوة قبل القتال، هو المتعين، وإن الملك العادل متعفف عن أموال رعيته، فقال لهم “قال ما مكنى فيه ربى خير” لا حاجة لي بأموالكم، وإن تعريف الآخرين ثمرة العمل ليعرفوا قدره مهم.
ولهذا قال ذو القرنين بتواضع لما اكتمل المشروع العظيم ببناء السد ” قال هذا رحمة من ربى” فنسبها إلى الله لا إلى نفسه، ما قال هذا بذكائي، بتخطيطي، ولكن هذا رحمة من ربي، ثم إن ذا القرنين مؤمن بالله واليوم الآخر، ولذلك لما بنى السد، قال “فإذا جاء وعد ربى جعله دكاء وكان وعد ربى حقا” فذكرهم باليوم الآخر، وما سيكون في آخر الزمان، وهذا ممكن مثال على الصدقة الجارية، لأن العمل الذي فعله ذو القرنين من منع الفساد على البشر مستمر إلى الآن، وبعد الآن، وإلى قيام الساعة، فهذا كان صدقة جارية، فهو عمل سد منع الفساد، وكم ألف سنة فساد يأجوج ومأجوج ممتنع عن البشرية، بسبب السد الذي أقامه ذو القرنين.
قد تكون صورة لـ ‏شخص واحد‏
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *