Share Button

بقلم / محمــــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء السادس مع رسالة المرض إلى الإنسان، ومن الناس من له ذنوب وليس له ما يكفرها فيبتليه الله عز وجل بالحزن والمرض لتصفيته وتنقيته من الذنوب إن صبر واحتسب، فعن السيدة عائشة رضى الله عنها قالت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي ويتقلب على فراشه فقالت له السيدة عائشة رضى الله عنها لو صنع هذا بعضنا لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم “إن الصالحين يشدد عليهم وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوق ذلك إلا حطت عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة” وإن من فوائد المرض أنه يعقبه لذة وسرور في الآخرة، فإن مرارة الدنيا حلاوة الآخرة والنعيم لا يدرك بالنعيم وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر” وإن الإبتلاءات سنة ربانية اقتضتها حكمة الله سبحانه وتعالى في هذه الدار، لتكون دارا للإمتحان في الشهوات والفقر والمرض والخوف والنقص في الأموال والأنفس والثمرات كما يكون الابتلاء بكثرة الأموال والأولاد والصحة حيث قال تعالى “ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون” ومن جملة الإبتلاءات هو الأمراض حيث يبتلي الله بها من شاء من عباده، وإذا نزل بالعبد مرض مرض أو مصيبة فحمد الله واسترجع وصبر إلا أعطاه الله من الأجور ما لا يعلم قال تعالى “إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب” فكل الأعمال قد تجد لها أجرا معينا إلا الصبر لعظمته فأجره بغير حساب، والمصائب والآلام ملازمة للبشر.
ولا بد لهم منها لتحقيق العبودية لله حيث قال تعالى فى سورة البقرة “ولنلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرت وبشر الصابرين” وقال بعضهم لولا حوادث الأيام لم يعرف صبر الكرام ولا جزع اللئام، وجاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم “إذا مات ابن العبد قال الله لملائكته وهو أعلم قبضت ابن عبدي قالوا نعم فيقول وهو أعلم فماذا قال ؟ فيقولون حمدك واسترجع فقال ابنو لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد” ويوم القيامة يتمنى أهل العافية في الدنيا لو أن جلودهم وأجسادهم كانت تقرص بالمقاريص لما يرون من ثواب أهل البلاد والأمراض عند الله، وأيضا من فوائد المرض أنه يُعرف به صبر العبد على بلواه “
وأن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط” هكذا فإذا صبر العبد إيمانا وثباتا كتب في ديوان الصابرين ويكفي الصابرين شرفا أنهم في معية وحفظ الملك جل وعلا حيث قال الله تعالى فى سورة البقرة ” يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين” وإن حمد العبد وشكر كتب في ديوان الشاكرين ويكفي الشاكرين شرفا أنهم أهل الزيادة حيث قال الله تعالى “ولئن شكرتم لأزيدنكم” وعن صهيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إت أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك إلا للمؤمن” رواه مسلم.
والصبر المأجور صاحبه هو الذي لا بد أن يتدبر فيه أمورا منها أن يعلم أن المرض مقدر من عند الله، حيث يقول الله تعالى ” قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا” وأن يتيقن أن الله أرحم به من نفسه ومن والدته والناس أجمعين، وأن يعلم أن ما أصابه هو عين الحكمة من الله عز وجل، وأن الله أراد به خيرا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “من يرد الله به خيرا يصب منه” رواه البخاري، وأن ما أصابه علامة على محبة الله تعالى له، وأن يعلم أن الجزع لا يفيده، وإنما يزيد آلامه ويفوت عليه الأجر، فقال الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه “إنك إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور، وإن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور” وإن المرض سببا للدعاء واللجوء والانكسار بين يدي الله عز وجل.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *