Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع رسول الأمة، فلقد أخبر النبى صلى الله عليه وسلم بالواقع تماما، ففتحت البلاد وفق إخباره صلى الله عليه وسلم، ففتحت اليمن والشام، ثم فتحت العراق، وحدث تفرق الناس في هذه البلاد، لما فيها من السعة والرخاء، ولو صبروا على الإقامة بالمدينة لكان خيرا لهم، حتى الذين رأوا تلك البراهين في زمان النبى محمد صلى الله عليه وسلم وادعوا أنها من قبيل السحر والكهانة وادعوا على القرآن بأنه من قبيل الشعر، حتى هؤلاء وإن قالوا ذلك، فإنهم قالوه ليس إلا لرفض ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، ويتضح ذلك في كلام النضر بن الحارث الذي يقف بين قومه ويقول “يا معشر قريش، إنه والله قد نزل بكم أمر ما أتيتم له بحيلة بعد.
قد كان محمد فيكم غلاما حدثا، وأرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة، حتى إذا رأيتم في صدغيه الشيب وجاءكم بما جاءكم به قلتم ساحر، لا والله ما هو بساحر، لقد رأينا السحرة ونفثهم وعقدهم، وقلتم كاهن، لا والله ما هو بكاهن، قد رأينا الكهنة وتخالجهم وسمعنا سجعهم، وقلتم شاعر، لا والله ما هو بشاعر، قد رأينا الشعر وسمعنا أصنافه كلها هزجه ورجزه، وقلتم مجنون، لا والله ما هو بمجنون، لقد رأينا الجنون فما هو بخنقه ولا وسوسته ولا تخليطه، يا معشر قريش، فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمر عظيم” ومن المعلوم أنه حين ولد النبي صلى الله عليه وسلم سماه جده عبدالمطلب “محمدا” وجاء في القرآن الكريم تسميته على لسان المسيح عليه السلام “أحمد”
وقد عرف قبل النبوة بالأمين، وعن جبير بن مطعم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لي خمسة أسماء أنا محمد، وأحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب” متفق عليه، وعن أبي موسى الأشعري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء، فقال “أنا محمد، وأحمد، والمقفي، والحاشر، ونبي التوبة، ونبي الرحمة” وقال جبير بن مطعم رضي الله عنه وقد سماه الله رؤوفا رحيما، وقال ابن القيم “وكلها نعوت، ليست أعلاما محضة لمجرد التعريف، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال” ولما كان الأمر كذلك، فقد ذهب كثير من الناس.
يشتقون له الأسماء من كل صفة كريمة وهم يظنون أنهم يحسنون بذلك صنعا، وقد قال ابن دحية في تصنيف له مفرد في الأسماء النبوية، قال بعضهم أسماء النبي صلى الله عليه وسلم عدد أسماء الله الحسنى، تسعة وتسعون اسما، قال ولو بحث عنها باحت لبلغت ثلاثمائة اسم” ولما كانت بعض هذه الصفات “الأسماء” هي من أسماء الله الحسنى، اضطر القاضي عياض أن يعقد فصلا يبين فيه أن الله سبحانه وتعالى في أسمائه وصفاته لا يشبه شيئا من مخلوقاته، وقال الزرقاني في شرحه على المواهب “نقل الغزالي وأقره في الفتح على أنه لا يجوز لنا أن نسميه صلى الله عليه وسلم باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه، أي لا يجوز أن نخترع له علما.
وإن دل على صفة كمال، فلو جوزنا ما لم يرد به سماع لربما وصف بأوصاف تليق بالله دونه، على سبيل الغفلة، فيقع الواصف في محظور، وهو لا يشعر” وهذا الذي نقله الزرقاني هو الصواب، إذ يجب الوقوف عند ما ورد به النص، وأما كنيته صلى الله عليه وسلم فهي كما ورد في الصحيح أبو القاسم، ولقد حملت به أمه صلى الله عليه وسلم كما تحمل كل النساء، ومرت بها أشهر الحمل، كما تمر بكل النساء، ووضعته كما تضع كل حامل، ولكن قيل أن أمه صلى الله عليه وسلم لم تجد ثقلا في حمله، وذهب آخرون إلى أنها حملت كأثقل ما تحمل النساء، وقيل في ليلة الولادة أنه حدثت أعاجيب وغرائب، منها دنو النجوم من الأرض، ونزول الملائكة.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *