Share Button

بقلم / محمــــد الدكـــــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع ركائز الأمن المجتمعى، فهيبة القانون تستثير في النفوس التي تريد الشر بالآخرين مخاوف نيل العقاب جراء أي تجاوز على حق الآخرين، وهذا الخوف من العقاب أكبررادع يمنع الأشرار من القيام بأعمالهم الشريرة فيكون الناس في مأمن من شروره وطغيانه فقد ورد عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم “من آذى مؤمنا فقد آذاني” وقال الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه “لا يحل لمسلم أن يروع مؤمنا” فالتعدي على حرمة المسلم هو تعدي على حرمة الرسالة، وهو تجاوز على منظومة القيم التي جاء بها الإسلام لتنظيم حياة المجتمع، وعندما تسود القيم يسود القانون أيضا لأنه سيخرج من كونه نصوصا وكلمات ليصبح مؤشرا يؤشر لحياة الناس.
وبانتشار القيم يتحقق مقوم مهم من مقومات الأمن الاجتماعي ألا وهو سيادة القانون، الذي يترجم هذه القيم إلى أفعال وتروك، وبسيادته يسود الأمن والاستقرار حيث سيقف القانون بوجه كل من تسول له نفسه النيل من حقوق الآخرين ويثير الطمأنينة في النفوس بأنها في مأمن طالما كانت السيادة لهذه القيم المترجمه في نصوص القانون، وماذا لو طبقنا شرع الله في حياتنا؟ وماذا لو جعلنا القران الكريم هو دستورنا؟ فهل سترى سارقا؟ أم هل ترى زانيا؟ أم هل ترى قاطعا للطريق؟ أم هل ترى ظالما؟ كلا لان الرقابة لن تكون رقابة بشرية وإنما ستكون الرقابة رقابة ربانية عندها يتحقق الأمن والأمان ويشعر المجتمع بالاستقرار.
كما اخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم عن عدي بن حاتم قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا عدي بن حاتم كيف أنت اذا خرجت الظعينة من قصور اليمن حتى تأتي الحيرة لا تخاف إلا الله والذئب على غنمها” قلت ولي طي ومقاتبها ورجالها قال “إذن يكفيها الله وما سواها” رواه البخاري ومسلم، وقد رسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه بوسيلة إيضاح جيدة، ما يؤكد طريق الأمان، ويزيل المخاوف عنهم، وذلك باتباع ما جاء به من عند ربه، فقد خط خطا مستقيما في التراب، وأفهمهم أن هذا الطريق الموصل إلى الله، وهو ما بعثه الله به، ثم خط خطوطا جانبية متفرعة منه، وبين أن هذه السبل، من اتبعها ضل وغوى وابتعد عن طريق الرشاد.
وفي كتاب الله عز وجل علاج سهل المأخذ لمن وفقه الله، يريح القلوب، ويطمئنها من كل أمر مؤرق قال تعالى ” ألا بذكر الله تطمئن القلوب” أي ترتاح وتهدأ، ويسهل الأمر الصعب، وهذا هو الأمن النفسي، الذي لا يكون إلا بتذكر عظمة الخالق سبحانه واستصغار ما دونه، فلا إله إلا الله، كلمة صغيرة في حروفها، وسهلة في نطقها، لكنها عظيمة في مدلولها، كبيرة في معناها، عميقة في تأثيرها فهي مطمئنة للنفس، ومهدئة للأعصاب، وكلمة أمن، قد جاءت في كتاب الله هي ومشتقاتها أكثر من ثمانمئة مرة فالمؤمنون والإيمان والأمانة، والذين آمنوا، كلها من الأمور المرتبطة حسا ومعنى بالإيمان والأمانة، والأمين، والذين آمنوا، كلها من الأمور المرتبطة حسا ومعنى بالإيمان ونتائجه.
وكلها تؤدى برابطة قوية مع الله، ومن منطلق التمسك بشرعه، وكما أن الكلمات التي تدل على معنى الراحة والسكينة، وتوفير السعادة للنفس وتذكيرها بالله وعقابه لمن عصى وانحرف، والنعيم والفوز لمن أطاع واستجاب كثيرة في كتاب الله، وما ذلك الاهتمام الكثير في كتاب الله بهذا الجانب، إلا لما يوليه التشريع الإسلامي من عناية فائقة بالنفس البشرية، وعناية بتوجيهها، مع كفل ما يريحها ويؤمنها من المخاطر حتى تعمل وهي مطمئنة على النتيجة، مع راحة بال بالوصول لثمرة ما كلفت به، لأن العمل قد حداه يقين وصدق، والنسة النبوية قد اهتمت في هذا الجانب بترسيخ ما جاء في القرآن الكريم، لزيادة تمكينه، بزيادة الدلالة اللفظية والمعنوية، لأن الزيادة تأكيد المبني، زيادة في تمكين المعنى.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *