Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

رياح بن عثمان بن حيان المري، وهو أمير المدينة المنوره، فى زمن ثورة محمد النفس الزكية، على أبو جعفر المنصور، وأبو جعفر المنصور، هو عبد الله المنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشى، وهو الخليفة العشرون من خلفاء الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الخليفة العباسي الثاني، وكان هو المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وهو من قام ببناء بغداد، وقد بويع له بالخلافة في شهر ذي الحجة عام مائه وسته وثلاثين من الهجره، وكان ذلك بعد وفاة أخيه أبي العباس عبد الله السفاح، وكان السفاح أصغر منه سنا، ولكن تولى الخلافة قبله امتثالًا لوصية أخيهم إبراهيم الإمام، وكان السبب في هذا هو أن السفاح أمه عربية حرة، وكانت أم المنصور أَمة بربرية تدعى سلامة.

وقد ولد المنصور في الحميمة من أرض الشراة من البلقاء الواقعة في الشام في جنوب الأردن وكان ذلك تحديدا في صفر في عام خمسه وتسعين من الهجره، وقد نشأ بها ثم ارتحل إلى الكوفة مع عائلته بعد أن ألقى مروان بن محمد القبض على أخيه إبراهيم الإمام، وقد ساعد أخاه أبا العباس السفاح في السيطرة على الدولة الإسلامية، وفي تثبيت حكم بني العباس، وقد ولاه السفاح أرمينية وأذربيجان والجزيرة الفراتية، وأيضا استعان به في إخماد الثورات التي قامت عليهم في بدايات الدولة العباسية، وقد عهد له السفاح بالخلافة من بعده، وبعد وفاة السفاح في أواخر عام مائه وسته وثلاثين من الهجره، فقد أصبح المنصور هو الخليفة، وبويع له في البلاد في أول عام مائه وسبعه وثلاثين من الهجره، وأما عن رياح بن عثمان المرى، فكان أبوه هو عثمان بن حيان بن معبد بن شداد.

بن نعمان بن رباح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان المري، وهو يلقب بأبي المغراء الدمشقي، وقد كان رجلا من أهل الخير، وقد ذكر ابن حبان أنه كان ثقة في الحديث، ويروي عن أم الدرداء، وقد ولاه الوليد بن عبد الملك على المدينة سنة ثلاثه وتسعين من الهجره، بعد أن عزل عمر بن عبد العزيز عنها، وذلك برأي من الحجاج بن يوسف الثقفي ، فجعل عثمان يؤذي من كان مِن خاصة عمر بن عبد العزيز، فلما ولي سليمان بن عبد الملك الخلافة عزل عثمان بن حيان سنة سته وتسعين من الهجره، عن المدينة، وولى عليها أبا بكر بن محمد بن حزم، وأما عن رياح بن عثمان المرى، فإنه لما أراد أبو جعفر المنصور عزل محمد بن خالد بن عبد الله القسري عن المدينة.

فقد ركب ذات يوم فلما خرج من بيته استقبله يزيد بن أسيد السلمي فدعاه فسايره ثم قال أما تدلني على فتى من قيس مقل أغنيه وأشرفه وأمكنه من سيد اليمانية يلعب به يعني ابن القسري، قال بلى قد وجدته يا أمير المؤمنين قال من هو؟ قال رياح بن عثمان بن حيان المري، قال فلا تذكرن هذا لأحد ثم انصرف فأمر بنجائب وكسوة ورحال فهيئت للمسير فلما انصرف من صلاة العتمة دعا برياح فذكر له ما بلا من غش زياد وابن القسري في ابني عبد الله بن الحسن المثنى الثائرين على أبو جعفر المنصور، وولاه المدينة وأمر بالمسير من ساعته قبل أن يصل إلى منزله وأمره بالجد في طلبهما فخرج مسرعا حتى قدمها يوم الجمعة لسبع ليال بقين من شهر رمضان سنة مائه وأربعه وأربعين من الهجره، وأما عن دار مروان، وهي دار مروان بن الحكم، والذى كان ابتناها عندما كان أمير المدينة.

وكان ذلك في أوائل النصف الثاني من القرن الأول الهجري، وهي دار فخمة ظلت بعد مروان مقر أمراء المدينة لزمن طويل، وكما كانت دار مروان قريبة للمسجد النبوي الشريف وقد سبق أن سمي هذا الباب من أبواب المسجد النبوي بباب مروان لملاصقة داره للمسجد وكانت في موضع المدرسة البشيرية وهى ميضأة قلاوون، التي أنشأها بموضع دار مروان، وأما عن قيس، وهم القيسية وهي مجموعة كبيرة جدا من القبائل العربية ويقال لهم مضر السوداء، وينتسبون لقيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وقيس هو شقيق إلياس بن مضر الذي تنحدر منه قبائل خندف، وقد اشتهرت قبائل قيس عيلان القيسية بنزاعها مع القبائل القحطانية طيلة التاريخ الإسلامي، وهى تضم عدة أفرع أبرزها هوازن وغطفان وبنو سليم التي انحدرت منها شعوب وقبائل كثيرة.

وبالإضافة إلى فروع أصغر هي عدوان وفهم وباهلة ومحارب ومازن وغني، وأما عن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي وهو تابعي ومن رواة الحديث، وهو حفيد السبطين من الأب والأم، وإضافة إلى لقبه الكامل، فإنه يُلقب أيضا بلقب عبد الله المحض، وأما عن إبراهيم بن عبد الله بن الحسن، وهو إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، وهو أحد الأمراء الشجعان، وهو أحد الامراء الاشراف، وأحد الأمراء الأشراف الشجعان، وهو من سلالة آل البيت ومن رواة الحديث النبوي الشريف، حيث روى عنه فضيل بن مرزوق، ويذكر اسم إبراهيم بن عبد الله في الغالب مقترنا باسم أخيه الإمام محمد النفس الزكية، ويعود هذا الاقتران لمشاركتهما في المحنة والثورة على الحكم العباسي.

ولذلك يتكرر في المصادر الإسلامية بشكل ملحوظ ذكرهما معا عند الكلام في الخروج على أبي جعفر، وقد كان كذلك شاعرا وعالما بأخبار العرب بأيامهم وأشعارهم، وكما ساند الإمام أبو حنيفة النعمان، والإمام زيد بن علي زين العابدين في محنة هذا الأخير السياسية وثورته على الحكم الأموي، وقد آزر أيضا إبراهيم بن عبد الله في ثورته على حكم بني العباس، حيث أرسل إليه أبو حنيفة الأمير إبراهيم بن عبد الله أربعة آلاف درهم لم يكن عنده حينذاك غيرها، ويحكى عن أبي حنيفة أن غزوة مع إبراهيم بعد حجة الإسلام أفضل من خمسين حجة، وقبل ذلك كان أبو حنيفة النعمان قد أجرى اتصالات علمية مع عبد الله والد إبراهيم ومحمد النفس الزكية، وأما عن يزيد بن أسيد، فهو يزيد بن أسيد بن زافر بن أبي أسماء بن أبي السيد بن منقذ بن مالك بن عوف بن إمرئ القيس بن بهثة بن سليم.

وهو من بني سليم بن منصور، وكان يزيد هذا من القادة المعروفين في دولة بني العباس، وأما عن خالد بن عبد الله القسري البجلي، فهو قائد أموي، وقد سكن دمشق ايام الأمويين من بطن شق الكاهن، وهو من بنو قسر، وهم بنو مالك، وهم من قبيلة بجيلة، وكان يكنى أبا القاسم وقيل أبا الهيثم، وقد تباينت أقوال المراجع بشأن سيرته، فمنهم من ذمه وشتمه، ومنهم من مدحه وبجله، والأكثرون على ذمه لبغي فيه، حتى أنه هلك بسبب ذلك، إذ قتله الخليفة الأموي، وكان خالد هو من قتل الجعد بن درهم عندما كان واليا على العراق حيث قال قبل قتلة: ياأيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فاني مضح بالجعد بن درهم لإنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما، تعالى الله عما يقول الجعد بن درهم علواً كبيرا، وفي قصة اخرى عن سبب تولي رياح بن عثمان للمدينة.

وهو أنه لما بلغ خطر أمر محمد النفس الزكية وإبراهيم بن عبد اللّه أبناء عبد الله بن الحسن المثنى من أبي جعفر، أن رياح بن عثمان المري أرسل رسولاً إلى أحد وزراء أبو جعفر المنصور يقول له قد بلغني أمر محمد وإبراهيم وإدهان الولاة في أمرهما وإن ولاني أمير المؤمنين المدينة ضمنت له أحدهما وألا أظهرهما قال فأبلغت ذلك أمير المؤمنين فكتب إليه بولايته وليس بشاهد ولما دخل رياح بن عثمان دار مروان فصار في سقيفتها أقبل على بعض من معه فقال هذه دار مروان قالوا نعم قال هذه المحلال المظعان ونحن أول من يظعن منها، وفي احدى الروايات قال حاجبه أبو البختري، قال لي رياح بن عثمان ياأبا البختري خذ بيدي ندخل على هذا الشيخ، ويقصد عبد الله بن الحسن المثنى، فأقبل متكئا علي حتى وقف على عبد الله بن حسن فقال أيها الشيخ

إن أمير المؤمنين والله ما استعملني لرحم قريبة ولا يد سلفت إليه والله لا لعبت بي كما لعبت بزياد وابن القسري والله لأزهقن نفسك أو لتأتيني بابنيك محمد وإبراهيم، قال فرفع رأسه إليه وقال نعم أما والله إنك لأزيرق قيس المذبوح فيها كما تذبح الشاة قال أبو البختري فانصرف رياح والله آخذا بيدي أجد برد يده وإن رجليه لتخطان مما كلمه قال قلت والله إن هذا ماطلع على الغيب قال إيها ويلك فوالله ما قال إلا ماسمع قال فذبح والله فيها ذبح الشاة، ولما قدم رياح بن عثمان المدينة فدعا بالقسري فسأله عن الأموال فقال هذا كاتبي هو أعلم بذلك مني قال أسألك وتحيلني على كاتبك فأمر به فوجئت عنقه وقنع أسواطا ثم أخذ رزاما كاتب محمد بن خالد القسري ومولاه فبسط عليه العذاب وكان يضربه في كل غب خمسة عشر سوطا مغلولة يده إلى عنقه من بكرة إلى الليل.

ويتبع به أفناء المسجد والرحبة ودس إليه في الرفع على ابن خالد فلم يجد عنده في ذلك مساغا فأخرجه عمر بن عبد الله الجذامي وكان خليفة صاحب الشرط يوما من الأيام وهو يريد ضربه ومابين قدميه إلى قرنه قرحة فقال له هذا يوم غبك فأين تحب ان نجلدك قال والله ما في بدني موضع لضرب فإن شئت فبطون كفي فأخرج كفيه فضرب في بطونهما خمسة عشر سوطا قال فجعلت رسل رياح تختلف إليه تأمره أن يرفع على ابن خالد ويخلى سبيله فأرسل إليه مر بالكف عني حتى أكتب كتابا فأمر بالكف عنه ثم ألح عليه وبعث إليه أن رح بالكتاب العشية على رؤوس الناس فادفعه إلي فلما كان العشي أرسل إليه فأتاه وعنده جماعة فقال أيها الناس إن الأمير أمرني أن أكتب كتابا وأرفع على ابن خالد وقد كتبت كتابا أتنجى به وأنا أشهدكم أن كل ما فيها باطل فأمر به رياح فضرب مائة سوط ورد إلى السجن.

وقد جهر رياح بشتم محمد وإبراهيم ابني عبد الله وشتم أهل المدينة، وقال ثم قال يوما وهو على المنبر يذكرهما الفاسقين الخالعين الحاربين وقال ثم ذكر ابنة أبي عبيدة أمهما فأفحش لها، فسبح الناس وأعظموا ما قال، فأقبل عليهم فقال إنكم لا كلنا عن شتمهما ألصق الله بوجوهكم الذل والهوان أما والله لأكتبن إلى خليفتكم فلأعلمنه غشكم وقلة نصحكم فقال الناس لا نسمع منك يابن المحدود وبادروه بالحصى فبادر واقتحم دار مروان وأغلق عليه الباب وخرج الناس حتى صفوا وجاهه فرموه وشتموه ثم تناهوا وكفوا، وقد قتل رياح بن عثمان المرى فى عام مائه وخمسه وأربعين من الهجره، عندما ثار محمد النفس الزكية عليه وقبض عليه بالمدينة ثم قتله، ومحمد النفس الزكية، هو بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط الهاشمي القرشي، وقد ولد بالمدينة المنوره سنة مائه من الهجره، وكان يكنى أبا عبد الله، وقيل كان يكنى أبا القاسم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *