Share Button

بقلم / محمـــد الدكــــرورى

إن الموت هو أمر يكرهه الكثيرون من الناس، ولا يحب كثير من الناس سماعه، بل ويشردون عن مجالسه شرود البعير الضال عن أهله، والناس يفرون من ذكر الموت، ويفرون من الموت، ويحسب الإنسان أنه إذا خنس من الموت بوسيلة، أنه قد فر منه، وأنه لن يقع فيه، وإذا هو يفر من سماع مواعظ الموت، لأنها تقطع عليه لذات الدنيا، وتجعله يعيش في مخاوف عظيمة، لذلك ترى أكثر الناس لا يحبون سماع مثل هذه المواعظ، فيجب علينا أن نعلم أن الحياة الدنيا هى متاع الغرور، وكل شيء إلى الله صائر، ولا يبقى إلا وجه الله العظيم، ورسول الله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم البشر، وأحب خلق الله إلى الله، وعظه الله سبحانه وتعالى، بالموت فقال له ( إنك ميت، وإنهم ميتون ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال : ” حق المسلم على المسلم خمس: رد السلام، وعيادة المريض، واتباع الجنائز، وإجابة الدعوة، وتشميت العاطس ” وهذا الحديث متفق عليه، وفي رواية أخرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” حق المسلم على المسلم ست: إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمدالله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه ” رواه مسلم، وسوف نتكلم عن صلاة الجنازة في الإسلام، وهي صلاة تصلى على الميت، وهي فرض كفاية، ومن المتفق عليه بين أئمة الفقه، هو أنها فرض كفاية، وذلك ” لأمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بها ولمحافظة المسلمين عليها ” روى مسلم والبخاري، وكيفيتها فهي صلاة على الميت، يصليها المرء وهو قائم فلا ركوع فيها ولا سجود، وإن كان مأموما اقتدى بالإمام الذى يؤم المصلين بها.

وكيفيتها هي أربع تكبيرات : فالتكبيرة الأولى: أن يكبر ثم يقرأ الفاتحة، وهى فاتحة الكتاب، والتكبيرة الثانية: ثم يكبر التكبيرة الثانية ثم يقرأ النصف الأخير من التشهد، وهى الصلاة الإبراهيمية، والتكبيرة الثالثة: ثم يكبر التكبيرة الثالثة ثم يدعو للميت بما شاء من الأدعية، ومنها ” اللهم اغفر له وارحمه، اللهم وسع مدخله، اللهم اكرم نزله، اللهم مد له في قبره مد بصره، اللهم ابدله دارا خيرا من داره، واهلا خيرا من اهله، اللهم اعف عنه اللهم ارحمه، أو يقل اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا، وهذا عام للرجل والمرأه، واللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان، اللهم اغفر له إن كان الميت ذكر، أو اللهم اغفر لها، أو يريد الميت اللهم اغفر له أو يريد الجنازة يقول: اللهم اغفر لها، كله جائز، وإذا عرفه قال: اللهم اغفر لفلان.

أو عرفها وقال: اللهم اغفر لفلانة، وكله طيب حسن، واللهم اغفر له وارحمه، وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم أبدله دارا خيرا من داره وأهلًا خيرا من أهله، اللهم أدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار، وافسح له في قبره ونور له فيه، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته أنت أهل الجود والفضل، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده واغفر لنا وله، والتكبيرة الرابعة: ثم يكبر التكبيرة الرابعة ثم يقول “اللهم لا تحرمنا أجره ولا تَفتنا بعده واغفر اللهم لنا وله” ويدعو للميت ولجميع المسلمين وينهي صلاته بالتسليم، وأما عن حكم تكفين الميت، فغسل الميت فرض كفاية ثم يكفن بعد ذلك، ويُكفن الرجل في ثلاث قطع، والمرأة في خمس قطع، والسنة التكفين بقطع بيضاء، وتُحل عنه العُقد في القبر .

وأما عن كيفية صلاة الجنازة ؟ فالصلاة على الجنازة فرض كفاية، وهى بمعنى إذا قام به البعض سقط عن الآخرين، أي يكفي أن يقوم به بعض المسلمين، وأيضا يسن أن يقوم الإمام عند رأس الرجل متجهاً إلى القبلة، وعند وسط المرأة، ” لفعله صلى الله عليه وسلم” رواه أبو داود، ومن السنة أن يتقدم الإمام على المأمومين، ولكن إذا لم يجد بعض المأمومين مكاناً فإنهم يصفون عن يمينه وعن يساره، ويسن أن يرفع المصلي يديه مع كل تكبيرة، لفعله صلى الله عليه وسلم، أخرجه الدار قطني بوجوّد إسناده الشيخ ابن باز كما في فتاواه، وأن يكبر الإمام أربع تكبيرات، كالآتي : التكبيرة الأولى، بعد التكبيرة يقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويقرأ سورة الفاتحة، وهناك إشارة إلى عدم مشروعية دعاء الاستفتاح، وهو مذهب الشافعية وغيرهم.

وقال أبو داود في المسائل، سمعت أحمد سئل عن الرجل يستفتح على الجنازة، سبحانك اللهم وبحمدك ؟ قال : ما سمعت ” والتكبيرة الثانية : وبعد التكبيرة الثانية يصلي على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم كما يفعل في التشهد، أي يقول ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمدٍ كما صليت على إِبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمدٍ كما باركت على إِبراهيم وعلى آل إبراهيم إِنَّك حَميد مَجيد ) وإن اقتصر على قوله : ” اللهم صلِ على محمد ” فإنه يجوز، وأما التكبيرة الثالثة : وبعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت بما ورد من أدعية، وأما التكبيرة الرابعة : بعد التكبيرة الرابعة يقول : ” اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده ” وقد ذكر النووي في كتاب رياض الصالحين وقال الشيخ ابن جبرين إنه الأفضل، أو يسكت قليلاً، ثم يُسلم عن يمينه تسليمة واحدة.

لفعله صلى الله عليه وسلم، رواه الحاكم، ويجوز أن يسلم تسليمة ثانية عن يساره، لورود أحاديث في ذلك، وأما عن أركان صلاة الجنازة، فهى القيام مع القدرة، والتكبيرات الأربع، وقراءة الفاتحة، والصلاة على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والدعاء للميت، الترتيب، والتسليم، وأما بخصوص التعزية : فيُستحب تعزية أهل الميت، لما في ذلك تطييب نفوسهم، ومنه : ” عظم الله أجرك، أحسن الله عزاءك، غفر الله لميّتك ” وما ورد عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فى التعزيه أنه قال : ” إن لله ما أخذ، وله ما أعطى، وكل شيء عنده بأجل مسمّى، فاصبر واحتسب ” رواه مسلم، وأما عن زيارة المقابر : فزيارة المقابر مستحبة للرجال بدون السفر لقصد الاتعاظ والدعاء للموتى، وأما النساء فإنه يحرم عليهن زيارة القبور واتّباع الجنائز،وذلك لما يقولونه من كلام فيه سخط.

ومن الأدعية عن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عند زيارة القبور ” أسأل الله لنا ولكم العافية ” وأما عن سنن صلاة الجنازة : فهو رفع اليدين مع كل تكبيرة، والاستعاذة والبسملة قبل القراءة، والإسرار بالقراءة، والدعاء لنفسة والمسلمين، والسكوت قليلاً بعد التكبيرة الرابعة وقبل التسليم، وضع اليد اليمنى على اليسرى على الصدر ، وتكثير صفوف المصلّين بأن تكون ثلاثة فأكثر، وأما عن محظورات الجنائز : فهو يَحرم إظهار الجزع، والتسخُط من قضاء الله وقدرة، وأيضا يَحرم رفع الصوت بالبكاء والصراخ، وأما البكاء بدون ذلك فهو جائز، وأيضا يَحرم ندب الميت، وهو تعداد محاسنة مع البكاء، وأيضا تحرم إهانة القبور بالمشي أو الجلوس عليها، وأيضا تحرم الصلاة عند القبور، إلا صلاة الجنازة فلا بأس بها عند القبر.

وأيضا ينهى عن رفع الصوت عند الجنازة ولو بذكر الله أو قراءة القرآن، وأيضا يحرم إعداد الولائم والأطعمة من قِبَل أهل الميت، ودعوة الناس إليها، أما إذا حضر عندهم أحد وأطعموه فلا بأس، وأيضا يَحرم إسراج القبور أو إنارتها بالكهرباء أو الكتابة عليها، وأيضا يَحرم دفن الموتى في المساجد، أو بناء المساجد على القبور، وأما عن من أحكام الجنائز : فمن فاتته الصلاة على الجنازة في المسجد صلّى عليها في المقبرة قبل الدفن أو بعده، ويُستحب إعداد الطعام لأهل الميت من قِبل جيرانهم ومعارفهم، وشهيد المعركة يدفن في ثيابه التي استشهد فيها، ولا يُغسل ولا يُصلّى عليه، وإذا مات المحرم بحجّ أو عمرة فإنه يُغسل ولا يُقرب طيباً، ولا يُغطى رأسه، ويكفن في ثوبي إحرامه، ويُصلى عليه، وصلاة الميت صلاة لابد لها من الطهارة، لأن الرسول سماها صلاة عليه الصلاة والسلام، فهي صلاة فيها افتتاح بالتكبير وفيها تسليم، فهي صلاة تجب لها الطهارة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *