Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الحديث عن فريضة الصلاه وهى الفريضه الثانيه فى الإسلام ومع نوع من أنواع الصلوات التى يتقرب بها العبد إلى خالقه سبحانه وتعالى، ألا وهى صلاة الكسوف وهى تسمى صلاة الكسوف أو صلاة الكسوفين، وهي نوع من أنواع صلاة النفل المؤقت وتصلى بسبب كسوف الشمس أو خسوف القمر، وتسمى أيضا بصلاة الكسوف أو صلاة الخسوف وهى سنة مؤكدة، وعددها ركعتان، وفي كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان، ويُسن الخروج لأدائها في جماعة، بلا أذان ولا إقامة، بل ينادى لها المنادى الصلاة جامعة، ويندب بعدها أن يخطب الإمام، ويعظ الناس، ويذكرهم بالرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، وكما يستحب مع ذلك أيضا الإكثار من الذكر والاستغفار والدعاء لله تعالى، ويبدأ وقت الصلاة من تحقق الكسوف، وينتهي بانجلاء الكسوف أو الخسوف.

وإن صلاة خسوف القمر هى صلاة جهرية لأنها صلاة ليلية، وأما عن صلاة كسوف الشمس فهى صلاة سرية لأنها صلاة نهارية، ووقتها من ابتداء الكسوف إلى ذهابه ولا تصلى حتى يرى الناس الكسوف لقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى ينجلي ” رواه مسلم، وأيضا عن أبي بكرة قال: ” كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانكسفت الشمس، فقام النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يجر رداءه، حتى دخل المسجد، فدخلنا فصلى بنا ركعتين، حتى انجلت الشمس، فقال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد، فإذا رأيتموهما فصلوا وادعوا حتى يُكشف ما بكم ” وصلاة الكسوف هى سنة مؤكدة، فإذا كسفت الشمس أو القمر شرع للمسلمين أن يصلوا صلاة الكسوف،

وقد بينها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بفعله وبقوله صلى الله عليه وسلم، فالسنة فيها أن تصلى ركعتان بقراءتين وركوعين وسجدتين، هذا هو السنة الذي فعلها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فيكبر ويقرأ قراءة طويلة بعد الاستفتاح، ثم يركع ويطيل، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة ويقرأ بعدها ما تيسر ويطيل، لكن دون القراءة الأولى، ثم يركع ويطيل لكن دون الركوع الأول، ثم يرفع ويطيل لكن دون الرفع الأول، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقوم فيقرأ ويطيل، لكن دون القراءة السابقة، ثم يركع ويطيل لكن دون الركوع السابق، ثم يرفع ويقرأ الفاتحة وما تيسر معها، ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع ويطيل لكن دون ما قبله، ثم يركع بعد الركوع الثاني ويطيل بعض الإطالة مما قبله، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يقرأ التشهد التحيات والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والدعاء ثم يسلم.

ثم يذكر الناس ويخطب الناس، ويبين لهم شرعية صلاة الكسوف، ويذكرهم بالله عز وجل، ويأمرهم بالإكثار من التكبير عند رؤية الكسوف، والصدقة، وعتق الرقاب، والصلاة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم، ” إذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا، فافزعوا إلى ذكر الله ودعائه واستغفاره فأمر بالتكبير والعتق عند الكسوف ” فالسنة للمسلمين عند الكسوف هو الإكثار من ذكر الله، وتكبيره، واستغفاره، والصدقة، والعتق، والصلاة التي فعلها النبي صلى الله عليه وسلم، وأمر بها، هى قراءتان وركوعان وسجدتان، وكل قراءة دون التي قبلها، وكل ركوع دون الذي قبله، ويطيل في السجدتين إطالة لا تشق على المأمومين، ولا تشق على الناس حسب الاستطاعة حسب التيسير، ولكنها صلاة متميزة عن غيرها في بالطول، خوفا من الله تعالى وتعظيما له سبحانه.

لأن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ” إن الله يرسل الكسوف تخويفًا لعباده، وقال: إن الشمس والقمر لا تنكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكن الله يكسفهما يخوف بهما عباده، فإذا رأيتم ذلك فصلوا وادعوا حتى ينكشفان، وفي اللفظ الآخر: إذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله وإلى دعائه واستغفاره ” وأمر النبي صلى الله عليه وسلم، بالتكبير عند الكسوف وبالعتق وبالصدقة، فالمؤمن وهكذا المؤمنة يشرع لهما الصلاة والصدقة والاستغفار، والإكثار من الذكر عند رؤية الكسوف، وينادى لها: الصلاة جامعة، وينادى لها على المنارات أو في المكبرات: الصلاة جامعة، الصلاة جامعة، ويكررها مرتين أو ثلاثة أو أكثر، حتى يبلغ الناس، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم، أن ينادى لها: الصلاة جامعة، وصلاة الكسوف من أنواع صلاة النفل وكيفيتها المشروعة كغيرها من الصلوات.

إلا في بعض الخصائص، فتبدأ بالنية مع استقبال القبلة والتكبير، ثم قراءة سورة الفاتحة، ويستحب بعدها تطويل القراءة، ثم يركع ويطيل الركوع، ثم يرفع من الركوع، ثم يقرأ بعد الفاتحة، بتطويل أقل مما سبق، ثم يركع بتطويل أقل من الركوع السابق، ثم يسجد السجدتين، بتطويل، وأولاهما أطول، ثم يقوم للركعة الثانية، ويفعل فيها كما فعل في الركعة الركعة الأولى، ويكمل صلاته ويتشهد ويسلم، وقد كُسفت الشمس في زمن حياة النبي صلى الله عليه وسلم، فقام وصلى بالناس وخطب، وبّيَن أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، وحث المسلمين عندها على الصلاة، والإكثار من الذكر والاستغفار، فعن ابنِ عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إِن الشمس والقمر لا يخسفانِ لموت أَحد ولا لحياته ولكنهما آيتانِ من آيات اللّه فإِذا رأَيتموها فصلوا”.

فظاهرة الكسوف والخسوف وإن أمكن معرفة أسبابها، والتنبؤ عنها، تدل على قدرة الله تعالى، على كل شيء، وأنه وحده المستحق للعبادة، ويطلق الكسوف على الشمس والخسوف على القمر، وصلاة الكسوف، أو صلاة الكسوفين كلها تسميات مستعملة تطلق على نوع من أنواع صلاة النفل، وتسمى بذلك، نسبة إلى سببها المؤقت بالزمن الذي تؤدى فيه، فسبب صلاة الكسوف هو كسوف الشمس، وسبب صلاة الخسوف هو خسوف القمر، وكلا الصلاتين تسمي أيضا صلاة الكسوف، هي ركعتان في كل ركعة قيامان وقراءتان وركوعان وسجودان. يقرأ في الأولى الفاتحة وسورة طويلة، ثم يركع طويلاً، ثم يرفع، ولا يسجد، بل يكمل قراءة السورة الطويلة أو يقرأ سورة أخرى دون الفاتحة، ثم يركع، ثم يرفع، ثم يسجد سجدتين طويلتين، ثم يصلى الثانية كالأولى، لكن دونها في كل ما يفعل.

وحدوث الكسوفين من الظواهر الكونية، وسبب لقيام المخلوق في ظروف استثنائية لعبادة الله تعالى، خالق كل شيء، والرجوع إليه والخوف منه والصلاة والاستغفار والذكر والدعاء، وإذا أمكن بالعلم الحديث معرفة سبب حادثة الكسوفين أو التنبؤ عنها، فهذا لا يتعارض مع الشرع، بل يؤكد أن هذا الإبداع الدقيق دليل على قدرة الله المستحق للعبادة وحده، وعن السيده عائشة رضى الله عنها قالت: ” خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى المسجد فقام وكبر وصف الناس وراءه فاقترأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة وهي أدنى من القراءة الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا

وهو أدنى من الركوع الأول ثم قال سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم سجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك وانجلت الشمس قبل أن ينصرف ثم قام صلى الله عليه وسلم، فخطب الناس فأثنى على الله تعالى، بما هو أهله ثم قال صلى الله عليه وسلم ” إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة ” رواه مسلم، وأيضا يسن الجهر بالقراءة في صلاة خسوف القمر، وأما في صلاة كسوف الشمس، ففي قول عند الشافعية أنها تكون سرية لا جهرية، وأخرون قالوا أنها صلاة جهريه وقد استدلوا بذلك من حديث السيده عائشه وعن السيده عائشة رضى الله عنها قالت: ” جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فى صلاة الكسوف بقراءته ” واستدل القائلون بأنها تكون بصفة الإسرار بحديث: “عن سمرة رضي الله عنه قال.

” صلى بنا النبي في كسوف لا نسمع له صوتا ” ففي الحديث الأول، الجهر بصلاة الخسوف لأنها ليلية والليل محل الجهر وفي الحديث الثاني الإسرار بصلاة الكسوف لأنها نهارية، والنهار محل الإسرار، فالجهر في خسوف القمر والإسرار في كسوف الشمس والأمر فيه سعة فأذ أجهر في صلاة الكسوف فلا باس والمهم أن يفزع المسلمون للصلاة والدعاء رجالا ونساء ليكشف الله ما بهم، وعن أبى موسى الاشعري في صفة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” فأتى المسجد فصلي بأطول قيام وركوع وسجود رأيته يفعله في صلاته ” رواه البخاري ومسلم، وينادى لها الصلاة جامعة، بلا أذان ولا إقامة، فعن عبد الله بن عمرو، قال: لما كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نودي بالصلاة جامعة ” متفق عليه، ويكرر المنادي ذلك، ولا يسن لها أذان ولا إقامة اتفاقاً.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *