Share Button

بقلم/ محمـــد الدكـــرورى

لقد فرض الله سبحانه وتعالى، الصلاة على كل مسلم، وجعل لها مكانة عظيمة في الإسلام، فهي رأس الدين وعموده، وهى الركن الثاني من أركان الإسلام، وهى سبب للمحافظة على الأعمال الصالحة، وهى بمثابة الصلة بين العبد وخالقه، وهي علامة من علامات محبة العبد لخالقه سبحانه وتعالى، واعترافا له بفضله ونعمه، وكما أنها سبب طهرة المسلم من المعاصي والذنوب، وأما عن تركها فهو ذنب عظيم، وصلاة المغرب هي أحد الصلوات الخمس المفروضة، في الإسلام فرضا عينيا على المسلمين المكلفين، وهي أول صلاة مفروضة بالليل، وهي الصلاة الرابعة في اليوم والليلة، وهي صلاة جهرية تتكون من ثلاث ركعات، وقد ورد ذكر أهمية وفضل في أحاديث كثيرة.

فعن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فقال ” أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شئ؟ قالوا: لا يبقى من درنه شئ، فقال صلى الله عليه وسلم: فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحوا الله بهن الخطايا ” وكان النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يوصي بالصلاة قائلا: ” وأنه كان عامة وصية النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عند موته: ” الصلاة الصلاة، وما ملكت أيمانكم ” وكان يبتسم وتقر عينه حينما كان يكشف له الستار ويرى المسلمين يصلون وكان ذلك لما كان في حجرة السيده عائشة رضي الله عنها، أثناء فترة مرضه صلى الله عليه وسلم، لمحافظتهم على العهد الذي تركهم عليه.

وصلاة المغرب هى وتر النهار، كما أخبر بذلك النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي صلاة يختم بها النهار ويستقبل بها الليل، فيذكر العبد فيها ربه سبحانه وتعالى، في ساعتها المباركة، فيختم نهاره بطاعة، ويبدأ ليله بطاعة، والمؤمن حياته كلها طاعة لله تعالى، والسنة في صلاة المغرب، هى المبادرة بها بعد دخول وقتها وهو غروب الشمس، وهذا لحديث سلمه بن الأكوع رضى الله عنه ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،كان يصلى المغرب إذا غربت الشمس، وتوارت بالحجاب” رواه مسلم، وقد عد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، تعجيل صلاة المغرب من الفطرة، وهو دليل على خيرية هذه الأمة، كما أن تأخيرها حتى تظهر النجوم خلاف الفطرة.

ويسلب الأمة خيريتها إذا تواطأ الناس على تأخيرها، وكان ذلك لحديث العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تزال أمتى على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم ” رواه إبن ماجه، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، قال:” وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله، ما لم يحضر العصر، ووقت العصر ما لم تصفر الشمس، ووقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق، ووقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط، ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة، فإنها تطلع بين قرني شيطان “.

وصلاة الفرض أو الفريضة في الفقه الإسلامي هو العمل الواجب على المسلم المكلف أن يعمله، فتاركه يأثم، وفاعله يؤجر، ويقسم الفرض إلى فرض عين وفرض كفاية، أما فرض العين فهو المفروض على كل مسلم، وهذا إذا تحققت فيه شروط الفرض، وأما فرض الكفاية فهو العمل الذي إذا أدته فئة من المسلمين سقط عن الآخرين، فالصلوات الخمس فرض عين لأنها واجبة على كل مسلم، وكذلك الحج مرة واحدة في العمر، وصلاة الجنازة فرض كفاية، لأنه يكفي أن يصلي على الميت فئة من المسلمين وحينها تسقط عن الباقي، أما إن لم يؤدها أحد فإن كل من امتنع عنها مع قدرته عليها يأثم، ولكل فرض شروط كيما يصبح مفروضا على شخص معين، فالصيام مثلا لا يفرض في رمضان إلا على المستطيع صحيا.

وكذلك المقيم الذي ليس على سفر إلى آخر هذه الشروط، فالمريض صاحب عذر يسقط عنه فرض الصيام حتى يشفى، وإن صلاة المغرب في الإسلام، هي أحد الصلوات الخمس، المفروضة على المسلمين المكلفين، وتعد أول صلاة مفروضة تؤدى أول الليل، والصلوات المفروضة عينا باتفاق جميع المسلمين، خمس صلوات، ومنها ثلاث بالنهار وهي صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاتان بالليل، وأولهما صلاة المغرب، وبعدها صلاة العشاء، وعدد ركعات صلاة المغرب ثلاث ركعات، بتشهد أوسط بعد ركعتين منها، وتشهد أخير نهاية الركعة الثالثة، ويدخل أول وقت صلاة المغرب بغروب الشمس، لحديث: سلمة بن الأكوع، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت بالحجاب” وقد رواه الجماعة إلا النسائي، وقد قال الشوكاني: والحديث يدل على أن وقت المغرب يدخل عند غروب الشمس، وهو مجمع عليه، وأن المسارعة بالصلاة في أول وقتها مشروعة، وقد اتفق العلماء على أن أول وقت صلاة المغرب، هوغروب الشمس، وقد وقع الخلاف في العلامة التي يعرف بها الغروب، فقيل: بسقوط قرص الشمس بكماله، وهذا إنما يتم في موضع مستو من الأرض، وأما في العمران فلا، وقيل: برؤية الكوكب الليلي، وبه قالت القاسمية، واحتجوا بقوله: “حتى يطلع الشاهد” وهو النجم ” رواه مسلم والنسائي من حديث أبي بصرة، وقيل: بل بالإظلام، وإليه ذهب زيد بن علي وأبو حنيفة والشافعي

وأيضا أحمد بن عيسى وعبد الله بن موسى والإمام يحيى، واستدلوا بحديث: ” إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا فقد أفطر الصائم ” متفق عليه، من حديث ابن عمر وعبد الله بن أبي أوفى، ولما في حديث جبريل من رواية ابن عباس بلفظ: ” فصلى بي حين وجبت الشمس وأفطر الصائم ” وقد أجاب صاحب البحر عن هذه الأدلة بأنها مطلقة، وحديث “حتى يطلع الشاهد” مقيد، ورد بأنه ليس من المطلق والمقيد أن يكون طلوع الشاهد أحد أمارات غروب الشمس، على أنه قد قيل: إن قوله والشاهد النجم مدرج فإن صح ذلك لم يبعد أن يكون المراد بالشاهد ظلمة الليل ويؤيد ذلك حديث السائب بن يزيد عند أحمد والطبراني مرفوعا بلفظ: ” لا تزال أمتي على الفطرة ما صلوا المغرب قبل طلوع النجم ”

وحديث أبي أيوب مرفوعا: ” بادروا بصلاة المغرب قبل طلوع النجم ” وحديث أنس ورافع بن خديج قال: ” كنا نصلي مع النبي ثم نرمي فيرى أحدنا موقع نبله ” وأيضا يستحب تعجيل صلاة المغرب لأول وقتها، ويدل على هذا حديث: عن عقبة بن عامر أن النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال: ” لا تزال أمتي بخير، أو: على الفطرة، ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم ” رواه أحمد وأبو داود، والحاكم في المستدرك، وأيضا عند ابن ماجه والحاكم وابن خزيمة في صحيحه بلفظ: ” لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم ” وقال الشوكاني: ” والحديث يدل على استحباب المبادرة بصلاة المغرب وكراهة تأخيرها إلى اشتباك النجوم.

وقد عكست الروافض القضية فجعلت تأخير صلاة المغرب إلى اشتباك النجوم، مستحبا والحديث يرده، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إذا قدم العشاء، فابدءوا به قبل أن تصلوا المغرب، ولا تعجلوا عن عشائكم ” وعن عبد الله بنِ مغفل المزنى رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” صلّوا قبل المغرب ركعتين ” ثم قال: ” صلّوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء “، خشية أن يتخذها الناس سُنة، وقال النووي في شرح مسلم: إن تعجيل المغرب عقيب غروب الشمس مجمع عليه، قال: وقد حكي عن الشيعة فيه شيء لا التفات إليه ولا أصل له، وأما الأحاديث الواردة في تأخير المغرب إلى قرب سقوط الشفق فكانت لبيان جواز التأخير.

ويدخل وقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس، ويمتد إلى مغيب الشفق الأحمر، لحديث عبد الله بن عمرو أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال : ” وقت صلاة المغرب إذا غابت الشمس ما لم يسقط الشفق ” وروي أيضا عن أبي موسى: أن سائلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن مواقيت الصلاة، فذكر الحديث، وفيه فأمره فأقام المغرب حين وجبت الشمس، فلما كان اليوم الثاني، قال: ثم أخر حتى كان عند سقوط الشفق، ثم قال: الوقت ما بين هذين، وقال النووي في شرح مسلم: وذهب المحققون من أصحابنا إلى ترجيح القول بجواز تأخيرها ما لم يغب الشفق، وأنه يجوز ابتداؤها في كل وقت من ذلك، ولا يأثم بتأخيرها عن أول الوقت.

وعن صهيب مولى رافع بن خديج قال: سمعت رافع بن خديج يقول: ” كنا نصلي المغرب مع النبي فينصرف أحدنا وإنه ليبصر مواقع نبله ” وقد أجمع العلماء على أن وقت صلاة المغرب يبدأ بغروب الشمس، وقد بين النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أن ذلك الوقت يقع ما بين غروب الشمس إلى غروب الشفق الأحمر الذي يكون في جهة الغرب، والأفضل أن يؤديها المسلم في أول وقتها، لفعل النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد كان إذا أذن المؤذن لها يصلّي ركعتين، ثم يأمر بإقامة الصلاة، وقد كان يأمر أصحابه بأداء ركعتين قبل الفرض بقوله صلى الله عليه وسلم : “صلوا قبل المغرب ركعتين، صلوا قبل المغرب ركعتين، لمن شاء”

وأما عن كيفيّة أداء صلاة المغرب فتؤدى صلاة المغرب ثلاث ركعات، ويجهر الإمام أو الرجل في أول ركعتين، ويجلس بعدهما للتشهد، ثم يؤدى الركعة الثالثة، ويسرّ فيها بالقراءة، ويجلس بعدها للتشهد الأخير، وتؤدى باستقبال المصلي للقبلة بجميع بدنه من غير انحراف أو التفات، ثم ينوي صلاة المغرب، ثم يكبّر تكبيرة الإحرام بقول: “الله أكبر”، مع رفع اليدين حذو المنكبين، ثم يضع كف يده اليمنى على ظهر كف يده اليسرى، ويضعهما على صدره، ثُم يقرأ دعاء الاستفتاح بأي صيغة من صيغه، وصلاة المغرب لها راتبة بعدية، وهي ركعتان، والسنة أن يصليها في بيته، لحديث السيده عائشة وابن عمر رضي الله عنهم: ” أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي راتبة المغرب في بيته ” وذات مرة صلى عليه الصلاة والسلام، المغرب في مسجد بني عبد الأشهل، فلما قضوا صلاتهم، رآهم يصلون راتبتها، فقال صلى الله عليه وسلم ” هذه صلاة البيوت ” رواه أبو داود.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *