Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

إن من نعم الله عز وجل، على عباده أن شرع لهم ما يرفع الدرجات ويزيد في الحسنات تكرمّا منه سبحانه وتعالى، ومن ذلك صلاة التطوع، ففي الحديث القدسي الوارد في الصحيحين عن البخارى ومسلم، يقول الله عز وجل ” وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلى مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إليَ بالنوافل حتى أحبه ” وإن الإكثار من نوافل الصلاة سبب عظيم من أسباب الجنان ونيل شفاعة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد قال النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن ربيعة بن كعب السلمي ” قال: أسألك مرافقتك في الجنة، فقال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وهو الكريم ” أعنّي على نفسك بكثرة السجود “رواه مسلم، وإن من أفضل صلوات التطوع التي رغّب فيها الشرع هى المحافظة على صلاة الوتر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” إن الله أمدكم بصلاة هي صلاة الوتر، فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى أن يطلع الفجر ” وصلاة النفل هي كل أنواع الصلوات غير المفروضة، والنفل من الصلاة هو ما ثبت في الشرع الإسلامي طلب فعله بدليل، على اختلاف درجاته، وأفضل أنواع صلاة النفل المسنون المؤكد، لكونه مما ثبت في الشرع دليل الحث، أو المواظبة على فعله، أو مشروعيته في جماعة، أو وقع الخلاف في وجوبه عينا أو كفاية، أو غير ذلك، وتتفاضل درجات النفل بحسب التاكيد، أو باعتبار التقييد والإطلاق، فهو إما مقيد بوقت أو سبب، وإما مطلق، فالمقيد بوقت وهو الذي يشرع فعله مخصوصا بوقت معلوم، وذلك مثل السنن الرواتب وصلاة الوتر والضحى، وإما مقيد بسبب، وذلك مثل صلاة الاستسقاء، وصلاة تحية المسجد، وإما النفل المطلق، فهو التطوع الذي لم يقيد بوقت ولا سبب.

وتعتبر صلاة النفل في الفقه الإسلامي، أنها هي كل أنواع الصلوات الزائدة عن الصلاة المفروضة، وصلاة النفل مؤلفة من لفظين هما، صلاة ونفل، فالصلاة بالمعنى الشرعي هي أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير، ومختتمة بالتسليم، ومعنى كلمة نفل، هى بمعنى الزيادة، وبالمعنى الشرعي، هو الزائد عن الفرض مطلقا، وصلاة النفل هي الصلاة الزائدة على صلاة الفرض، وتسمى نفلا، أو نافلة أو تطوعا والنفل والتطوع والمسنون والمستحب والمندوب كلها بمعنى واحد عند جمهور الفقهاء خلافا لمذهب أبي حنيفة حيث يفرق بين الفرض والواجب، والنفل يشمل ما وقع الخلاف في وجوبه مثل صلاة الوتر، و راتبة صلاة الفجر، وصلاة العيدين أما التطوع فلا يشمل هذا عند القائلين بالوجوب، ومراتب صلاة النفل بمعنى درجات التفضيل باعتبار المؤكدات والخصائص.

المقرونة بمشروعية بعض أنواع النفل، والصلاة من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله سبحانه وتعالى، وأفضلها الصلوات الخمس المفروضة بلا خلاف، فقد ورد في الحديث القدسي عن رب العزه، سبحانه وتعالى ” وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ” والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالفرض أولاً، ثم بالنفل على تفاضل درجاته التي يحصل منها تكامل العبادة، لأن الفرض كالجسد، ومن النفل ما هو كأعضاء الجسد وأبعاضه الأساسية كاليد والعين، ومنه ما هو من الهيئات والإضافات التكميلية، أو التحسينات على اختلافها في الأهمية، وتتفاضل مراتب صلاة النفل باعتبار مجموع الخصائص والمؤكدات، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت : ” لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهدًا منه على ركعتي الفجر” متفق عليه.

وأما عن مقدار الفصل بين صلاة الفرض وصلاة النفل؟ ويجيب على هذا السؤال الشيخ إبن باز، فيقول بأن الجواب هو أن السنة هو فصل النافلة عن الفريضة، والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قال ” إذا صلى أحدكم فلا يصل صلاة بصلاة، حتى يتكلم أو يخرج ” فالأفضل للمسلم والمسلمة بعد السلام من الفريضة يقول: أستغفر الله ثلاثا، واللهم أنت السلام ومنك السلام، تباركت يا ذا الجلال والإكرام، ثم يأتي بالذكر الشرعي، وهو لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، فهذا مستحب بعد كل الصلوات الخمس.

وهم الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، للرجل والمرأة جميعًا، ويستحب أيضا مع هذا أن يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، عشر مرات، بعد صلاة الفجر وبعد صلاة المغرب، هذه زيادة خاصة بهاتين الصلاتين، ويستحب له بعد ذلك في الخمس الصلوات كلها أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثة وثلاثين مرة، وسبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثًا وثلاثين مرة، الجميع تسعة وتسعون، ثم يقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، وقد جاء في الحديث: أن العبد إذا قالها غفرت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر، وهذا فضل عظيم، يشرع للمؤمن والمؤمنة المحافظة على ذلك، وكما يستحب بعد هذا أن يقرأ آية الكرسي، وهو يستحب للمؤمن والمؤمنة أن يأتي بها بعد كل صلاة.

ويستحب له أيضا أن يقرأ قل هو الله أحد والمعوذتين بعد كل صلاة، وهى سورة الاخلاص، قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس، وهذه الثلاث السور، وكما يستحب أن يقرأها المؤمن والمؤمنة بعد كل صلاة، فى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ويكررها ثلاثا بعد الفجر وبعد المغرب، ويكررها ثلاثا بعد الفجر خاصة وبعد المغرب، ويكررها ثلاثا عند النوم، إذا اضطجع على فراشه، ويقرأ التسبيح والتحميد والتهليل ثلاثا وثلاثين مرة، ويختمها بالله أكبر، وبهذه تكون مائة مرة تمامها، أربعة وثلاثين تكبيرة، ثلاثة وثلاثين تحميدة، ثلاثة وثلاثين تسبيحة عند النوم، بدل لا إله إلا الله في آخرها الله أكبر، ويكمل المائة بقول الله أكبر، أما بعد الصلاة فيكملها بقول لا إله إلا الله أفضل، وعند النوم يأتي بآية الكرسي أيضا ويأتي بالسور الثلاث مكررة.

وتكون ثلاث مرات عند النوم، وهذا أفضل، وإذا أحب أن يصلي بعد الذكر نافلة فلا بأس، لا يقوم مباشرة من يؤم يسلم لا، وبعد الذكر يأتي بالنافلة، والأفضل بعد الظهر أربع، وإن صلى ثنتين راتبة كفت، وإن صلى أربعا بعد الظهر فذلك فيه فضل عظيم، لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ” من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار” وهذا فضل كبير، أما الراتبة فهي أربع قبل الظهر يعني تسليمتين، وتسليمة بعد الظهر، وهذه الراتبة، ست ركعات، أربع قبلها وثنتين بعدها، ويعني تسليمتين قبلها وتسليمة واحدة بعدها، وهذه يقال لها الراتبة، وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يحافظ عليها في الحضر، وإن زاد وصلى أربعا بعد الظهر صلى تسليمتين بعد الظهر فذلك فيه فضل عظيم، لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.

” من حافظ على أربع قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار ” رواه أهل السنن بإسناد صحيح عن أم حبيبة رضي الله عنها، وأما بعد العصر فليس بعدها صلاة، وبعد الفجر ما بعدها صلاة، ولا يصلي بعدها لا إثنتين ولا أربعا، وبعد صلاة العصر وبعد صلاة الفجر ليس بعدها صلاة، أما بعد المغرب يصلي إثنتين هذا الأفضل، وهى راتبة، وبعد العشاء إثنتين راتبة، وإن صلى أكثر فلا بأس، والراتبة إثنتان تسليمة واحدة بعد المغرب، وإثنتان بعد العشاء تسليمة واحدة، للرجل والمرأة جميعًا، وهذه راتبة كان يحافظ عليها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وإن صلى أكثر بعد المغرب أو بعد العشاء فالأمر واسع والحمد لله، يصلي ما شاء، لكن الراتبة إثنتان بعد المغرب وإثنتان بعد العشاء، وإذا أحب أن يصلي بين المغرب والعشاء ركعات كثيرة فكله طيب.

أو بعد العشاء يتهجد طويلا كله طيب، لكن الراتبة إثنتين بعد العشاء وإثنتين بعد المغرب، أما العصر فليس بعدها شيء والفجر ليس بعدها شيء، وأما الظهر فتقدم أنه يصلي بعدها إثنتين راتبة وإن صلى أربعا فذلك أفضل كما تقدم، وأما عن الصلاة المفروضة وهي تعني السنة مع الفرض؟ فالصلاة المفروضة، وهى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، وهذه المفروضة، وأما عن الظهر، فهى أربع ركعات، في حق المقيم وإثنتين في حق المسافر، والعصر أربع ركعات في حق المقيم وإثنتين في حق المسافر، والمغرب ثلاث ركعات في حق الجميع، والعشاء إثنتين في حق المسافر وأربع ركعات في حق المقيم، والفجر إثنتان في حق الجميع، وهذه الفرائض، والجمعة إثنتان كذلك في حق المقيمين، وأما عن النوافل فلا حصر لها، لكن الرواتب التي يشرع أن يحافظ عليها المؤمن اثنا عشر ركعه.

وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يحافظ عليها في حال الحضر والإقامة، وهم أربع ركعات قبل صلاة الظهر بتسليمتين، وإثنتين بعد صلاة الظهر، وهذه ست ركعات، وإثنتين بعد صلاة المغرب، وهذه ثمان ركعات، وإثنتين بعد صلاة العشاء، وهذه عشر، وثنتين قبل صلاة الصبح، وهذه اثنا عشر ركعه، وهذه الرواتب، ويقال لها الرواتب، وكان النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، يحافظ عليها في الحضر، أى الإقامه، وأما في السفر فكان يتركها إلا سنة الفجر، وكان في السفر يترك سنة الظهر والمغرب والعشاء، ولكن يصلي سنة الفجر في السفر والحضر عليه الصلاة والسلام، وأما صلاة أربع ركعات قبل العصر فهي مستحبة، وما هي براتبة لكن مستحبة، لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ” رحم الله امرأ صلى أربعا قبل العصر ” وهذه مستحبة وليست راتبة>

وإذا صلى قبل المغرب إثنتين، وصلى قبل العشاء إثنتين أيضا مستحبة، لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ” بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة ” فإذا صلى بعد الأذان ركعتين أذان المغرب، وبعد أذان العشاء ركعتين أو أكثر كله مستحب طيب، لكن ليس راتب وليس من الرواتب، وعن السيده عائشه رضى الله عنها قالت: ” إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ” رواه مسلم، ومن فاته شيء من الرواتب لعذر سُن له قضاؤه كما ثبت في السنة الصحيحة قولاً وفعلاً، وكذا يسن قضاء الوتر بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح لمن تركه لعذر لما جاء بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ” من نام عن الوتر أو نسيه فليصله إذا أصبح أو ذكره ” الحديث صححه الجماعة، ولكن لا يقضى على صفته التي يكون في الليل، وإنما يجعل الركعة التي تكون وتراً يجعلها شفعاً لحديث السيدهعائشة رضي الله عنها ” وكان صلى الله عليه وسلم إذا غلبه نوم أو وجع صلى من النهار ثنتي عشر ركعة ” رواه مسلم.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *