Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الثالث مع عاشوراء وشهر الله المحرم، وأما من قتل الحسين فقد قيل فيه ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله “من قتل الحسين، أو أعان على قتله، أو رضي بذلك، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا ” وقتله مصيبة لنا وكرامة له، فكرامة له ” فإنه وأخوه سيدا شباب أهل الجنة، وكانا قد تربيا في عز الإسلام لم ينالا من الهجرة والجهاد والصبر على الأذى في الله ما ناله أهل بيته، فأكرمهما الله تعالى بالشهادة، تكميلا لكرامتهما، ورفعا لدرجاتهما” وهو مصيبة عظيمة، فقد قال شيخ الإسلام رحمه الله “وقتله مصيبة عظيمة” وقد شرع الله لنا أن نصبر على المصائب ونحتسب أجرها من عنده، وحرم علينا النياحة ولطم الخدود.
فما يفعله الشيعة في يوم عاشوراء لهدي جده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “ليس منا من لطم الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية” فكيف بمن جرح الخدود والوجه والأجساد وأسال منها دماءها؟ وإنه لا علاقة لصوم عاشوراء بمقتل الحسين رضي الله عنه، بل نصومه لأن الله تعالى نجّى فيه كليمه موسى عليه السلام، فصامه النبي صلى الله عليه وسلم، فنحن نصومه لذلك، وما المناسـبات الإسلامية إلا اصطفاء من الله تعالى لبعض الأزمان وتخصيص لها بعبادات ووظائف، فتأتي تلك المناسبات الكريمة فتحرك الشعور الإسلامي في أهله ليقبلوا على الله عز وجل فيزدادوا طهرا وصفاءا ونقاءا، ويقبل شهر الله المحرم.
فيدعو المسلمين للصيام، وفي الوقت الذي يذكرنا فيه هذا الشهر بهجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم بداية ظهور الدعوة وقيام دولة الإسلام نجد فيه يوما يذكرنا بانتصار نبي آخر هو موسى عليه الصلاة والسلام ذلكم هو يوم عاشوراء وهو العاشر من المحرم، ولقد حبا الله هذا اليوم فضلا، فضاعف فيه أجر الصيام، ثم كان للناس فيه طرائق فأدخلوا فيه وأحدثوا وزادوا، إما رغبة في الخير، أو مجاراة للناس، وإما اتباعا للهوى وزهدا في السنة، وإن من المفارقات العجيبة ما حصل في هذا اليوم المبارك أيضا من قتل سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه وأمه وآل بيته، حيث قتل في فتنة عظيمة بين فئتين من المسلمين.
وهي فتنة طهّر الله منها أيدينا فلا نخوض فيها بألسنتنا، فإن كل مسلم ينبغي أن يحزنه مقتل الحسين أو حتى غير الحسين من عامة المسلمين فكيف إذا كان من أهل الفضل والمكانة، وكيف إذا كان من قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه رضي الله عنه من سادات المسلمين وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان عابدا شجاعا سخيا، وما ينبغي التنبيه إليه هو أن ما يفعله بعض الشيعة في هذا اليوم من البكاء والنواح على قتل الحسين رضي الله عنه، وما يقومون به من تعذيب أنفسهم وإسالة الدماء من وجوههم وصدورهم وظهورهم والتقرب إلى الله بضرب أبدانهم بالسلاسل والسكاكين ولطم خدودهم ونتف شعورهم ليس من الإسلام في شيء.
وهو من البدع المحدثة والمنكرات الظاهرة ومن كبائر الذنوب التي تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مرتكبيها فقال صلى الله عليه وسلم “ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية” متفق عليه، فكل عمل يدل على الجزع والتسخط وعدم الرضا بقدر الله فإنه محرم، ويضاف إلى هذه الأعمال البدعية المؤذية للأبدان من حماقة وسفاهة وتشويه لصورة الإسلام وتنفير لغير المسلمين من الدخول فيه، وقد رأينا بعض وسائل الإعلام العالمية المعادية تحرص على نشر هذه الأعمال البدعية بالصوت والصورة، زاعمة بأن هذا هو الإسلام فمن كان مشتاق إلى الضرب فليدخل في هذا الدين على حد زعمهم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *