Share Button

 

ونكمل الجزء الثانى مع عبد الله بن عمو بن العاص وقد وقفنا عندما قال العاص لأبيه، كلم الله موسى تكليما، فقال عمرو، لا تصدّق ما يقوله هؤلاء، ولا تجالس أحداً منهم أبدا، فقال العاص بن عمرو، لقد أخبرني عمي هشام أن من ذاق حلاوة الإيمان لا يعود إلى الشرك أبدا، ولو وضعوا على رقبته السيف، فانتهره أبوه، وأعاد طلبه بأن لا يكلم أيّا منهم، وذات يوم دخل العاص على أمه وأبيه وهو يلهث من شدة جريه، وقال لهما، ألما تسمعا بما حدث ؟ فقالا وأي شيء حدث؟ قال لقد أسلم عمر بن الخطاب، وأسرع عمرو بالخروج من بيته ليتأكّد من صحة الخبر، ثم عاد من فوره واجما حزينا، وسألته امرأته ريطة، أصحيح ما قاله ابنك ؟ قال عمرو: نعم، وعقّب ابنه بقوله، ولقد أسلم العاص أيضا فأسرعا إلى خير الدنيا والآخرة.

وكان يوم أحد قرر المشركون أن يخرجوا بأزواجهم معهم ليشجعنهم على قتال المسلمين، فخرجت ريطة بنت منبّه مع زوجها عمرو بن العاص، وخرجت هند بنت عتبة مع زوجها أبي سفيان، وخرجت أم حكيم بنت الحارث مع زوجها عكرمة بن أبي جهل، وربحت قريش الجولة لأن رماة المسلمين خالفوا أوامر قائدهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركوا مواقعهم، وقد هاجر إلى المدينة العاص بن عمر بن الخطاب والعاص بن عمرو بن العاص وبايعا النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على الإسلام، وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلا منهما عن اسمه، فأجاب العاص، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” أنتم عبيد الله ” ودخل عمرو على ريطة حزينا، فقالت: ما بالك ؟ قال: لقد فرّ ابنك إلى المدينة.

وتبع محمدا، قالت: وماذا أنت فاعل ؟ قال: أرى أن نلحق بهذا الدين لأن الناس قد دخلوا فيه أفواجا، وما لبث عمرو أن أعدّ نفسه ومضى مهاجرا، والتقى وهو في طريقه إلى المدينة بخالد بن الوليد، وعثمان بن أبي طلحة، ودخل الثلاثة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه وأسلموا، وكان يوم فتح مكة جاءت ريطة بنت منبّه مع عدد من النسوة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبايعنه، ولما زار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت عمرو لقي من أهل البيت ترحيبا حارا، فقد أسلم الصحابي عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي، وهاجر إلى المدينة المنورة بعد السنة السابعه من الهجره، وكان ذلك قبل إسلام أبيه الصحابي عمرو بن العاص، الذي كان أحد سادات قريش، ومن بعدها أحد سادات المسلمين.

وقد شهد عبد الله بعد إسلامه بعض المغازي مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف المؤرخون في كنيته، فقيل أبو محمد، وقيل أبو عبد الرحمن، وقيل أبو نصير، وقال مجاهد ” رأيت عند عبدالله بن عمرو بن العاص صحيفة فسألت عنها، فقال: هذه الصادقة، فيها ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه فيها أحد ” وروى البخارى ومسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال ” كنت أصوم الدهر، وأقرأ القرآن كل ليلة، قال: فإما ذُكرت للنبي صلى الله عليه وسلم، وإما أرسل إليّ فأتيته، فقال لي ” ألم أُخبر أنك تصوم الدهر، وتقرأ القرآن كل ليلة؟ ” فقلت: بلى يا نبي الله، ولم أرد بذلك إلا الخير، قال ” فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام ” قلت: يا نبي الله.

إني أُطيق أفضل من ذلك، قال ” فإن لزوجك عليك حقا، ولزوارك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا ” قال صلى الله عليه وسلم ” فصم صوم داود نبي الله صلى الله عليه وسلم، فإنه كان أعبد الناس ” قال: قلت: يا نبي الله، وما صوم داود؟ قال ” كان يصوم يوما، ويفطر يوما ” قال ” واقرأ القرآن في كل شهر ” قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال ” فاقرأه في كل عشرين ” قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال ” فاقرأه في كل عشر ” قال قلت: يا نبي الله، إني أطيق أفضل من ذلك، قال ” فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك، فإن لزوجك عليك حقا، ولزورك عليك حقا، ولجسدك عليك حقا ” قال: فشدّدت فشدّد عليّ، قال: وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم ” إنك لا تدري، لعلك يطول بك عمر “

قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كبِرت وددت أني كنت قبلت رخصةَ نبي الله صلى الله عليه وسلم ” رواه البخاري ومسلم، وكان من أهم ملامح شخصية عبد الله بن عمرو بن العاص هو حب الجهاد في سبيل الله، فعن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما قال ” شهدنا أَجنادين ونحن يومئذ عشرون ألفا وعلينا عمرو بن العاص، فهزمهم الله ففاءت فئة إلى فحل في خلافة عمر بن الخطاب، فسار إليهم عمرو بن العاص، في الجيش فنفاهم عن فحل، وفي عام سبعة وعشرين من الهجرة عزل عثمانُ بن عفان عن مصر عمرو بن العاص، وقد ولى عليها عبد الله بن سعد، فغزا إفريقية ومعه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما، وعبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما.

وعبد الله بن الزبير رضى الله عنهما، فالتقى هو وجرجير بسُبيطلة على يومين من القيروان، وكان جرجير في مائتي ألف مقاتل، وقيل: في مائة وعشرين ألفا، وكان المسلمون في عشرين ألفا، وكان من أهم ملامحه أيضا هو البكاء من خشية الله تعالى فعن عبد الله بن عمرو قال: لو أن رجلا من أهل النار أخرج إلى الدنيا لمات أهل الدنيا من وحشة منظره، ونتن ريحه، ثم بكى عبد الله بكاء شديدا، وكان هناك مواقف لعبد الله بن عمرو بن العاص مع الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: فعن عبد الله بن عمرو قال ” تخلف عنا النبى صلى الله عليه وسلم، فى سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ، فجعلنا نمسح على أرجلنا، فنادى صلى الله عليه وسلم بأعلى صوته.

” ويل للأعقاب من النار ، مرتين أو ثلاثا ” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف فى حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال، لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال صلى الله عليه وسلم ” أذبح ولا حرج” فجاء آخر فقال، لم أشعر فنحرت قبل أن أرمى، فقال صلى الله عليه وسلم ” ارم ولا حرج ” فما سئل النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن شئ قدم ولا أخر، إلا قال صلى الله عليه وسلم ” افعل ولا حرج ” وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضى الله عنهما قال، قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا عبد الله، لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل ” وقد لزم عبد الله بن عمرو، النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد هجرته.

فتلقى عنه الكثير من الأحاديث النبوية، التي كان يكتبها في صحيفة له سمّاها الصحيفة الصادقة، وذلك بعد أن أذن له النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أن يُدوّن ما سمعه منه من أحاديث نبوية شريفه، وقد قرأ عبد الله بن عمرو كذلك القرآن الكريم، وأتقنه، وكما قرأ التوراه، وكان عالما بهما، فحمل بذلك الكثير من الأحاديث، التي جعلته غزير العلم، وكما كان مجتهدا في العبادة، وقد حرص عبدالله بن عمرو على أن يكون من أهل الجنة، فقد روى أحمد عن أنس بن مالك، قال ” كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ” يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة ” فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏‏وقوف‏‏، ‏نص مفاده '‏‎REDMINOTE PRO Al QUAD CAMERA‎‏'‏‏‏
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *