Share Button
فى طريق النور ومع علامات صدق الإيمان ” جزء 2 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع علامات صدق الإيمان، وكذلك الاستعانة بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، فالصوم يهذب النفس، ويرقق الطبع، ويضعف الغضب، ويدحر الشيطان، وتذكر عاقبة التشاحن في الدنيا والآخرة، فهي في الدنيا تجر إلى ذنوب عديدة وعظيمة، فتوقع في التقاطع والظلم والغيبة والنميمة والكذب والبهتان، والكيد والمكر والأذية، والهمز واللمز، وتتبع العورات، واستجماع الزلات، وتعظيم وتكبير الأخطاء، بل قد توصل إلى القتل والاقتتال، وتدخل على القلب فتكويه وتؤرقه وتحسره بنار الهم والغم والحزن والقلقل والأرق والضيق، وفي الآخرة تسبب العذاب الشديد، لكثرة ما تولد عنها من آثام، وجرته من آلام.
وأحدثته من فتن، وإن من أطيب نعيم أهل الجنة أن نزع الله من صدور أهلها الغل والحقد، فاتقوا الله بفعل ما يصلح قلوبكم، وينقي بواطنكم، وتقربوا إليه بطيب المقاصد، وحسن السرائر، وتطهير القلب عن كل خلق فظ غليظ، وتجميل النفس بسلامة الصدر ورقة القلب مع ذوي القربى وعموم المسلمين، فإن التنافس في الدنيا من الأشياء التي توغر الصدور، التنافس على صفقة، فلماذا حرمت الشريعة بيع المسلم على المسلم؟ وشراء المسلم على المسلم؟ وسوم المسلم على المسلم؟ حتى في حال المساومة لا يجوز أن تدخل بينه وبينه؟ وخطبة المسلم على خطبة أخيه؟ لأن الشريعة تريد المحافظة على صدور المسلمين نقية.
وقال صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تدابرون ثم تتباغضون، قال هذا لما بشرهم بما يفتح عليهم من فارس والروم، وكذلك فإن حب الرياسة هو من أعظم أسباب الحقد على الإخوان، فقال الفضيل رحمه الله “ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغى وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحدا بخير” ثم إن هناك بعض الأمور التي يتساهل فيها بعض الناس، ولها صلة وثيقة بقضية اختلاف القلوب، مثل اختلاف الصفوف في الصلاة، عدم تسوية الصفوف، ترك الفرج، التقدم والتأخر، عدم الإتمام من الجانبين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم”
وينبغي على المسلم أن يترك كل ما يمكن أن يكون سببا للعداوة، كالمزاح الثقيل، والنجوى بين اثنين التي تحزن الثالث، وليكن الشعار الدعاء دائما وأبدا، بأن يجعل الله قلبه سليما، ولقد أثنى الله تعالى على الأنصار لأمر مهم في غاية الأهمية فقال الله عز وجل فى سورة الحشر ” ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما أوتوا” لما فضل المهاجرون على الأنصار، وإن سلامة الصدر علامة لصدق الإيمان، فكانت قلوب الأنصار سليمة لإخوانهم، ولم يعترضوا على تفضيلهم، ولم يحسدوهم على ما آتاهم الله من فضله، وإن مما يدل على صعوبة تحقيق سلامة الصدر هذه القصة العظيمة التي رواها الإمام أحمد وغيره.
فعن أنس بن مالك قال “كنا جلوسا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فطلع رجل من الأنصار، تنطف لحيته من وضوئه، قد تعلق نعليه في يديه الشمال، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك، فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه، أي تبع الرجل الممدوح هذا الصحابى عبد الله ابن عمرو بن العاص، فقال للرجل إني لاحنت أبي، فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤيني إليك حتى تمضى، أي هذه الأيام الثلاث فعلت؟
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *