Share Button
فى طريق النور ومع علامات صدق الإيمان ” جزء 5 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع علامات صدق الإيمان، وقال إني لكم مكانه، ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه، ونحو هذا الكلام، فسروا به ودعوا له، وقال ابن مخلوف وكان من أشد الناس عداوة لابن تيمية رحمه الله بل أفتى بقتله فكان يقول ما رأينا مثل ابن تيمية، حرضنا عليه فلم نقدر عليه، وقدر علينا فصفح عنا، وحاجج عنا، ذلك أن الأيام قد دارت، وتولى السلطان الناصر، وقرّب شيخ الإسلام، وأراد أن ينتقم له من أعدائه، ممن أمر بسجنه، ولكنه رحمه الله أبى ذلك وقال إن قتلتهم من أين تأتي بمثلهم؟ وهم علماؤك، ونحو ذلك من الكلام حتى سكنه، إن الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب.
كلمة قالها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، إن الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب في ذلك الوقت قال هذه الكلمة، ولكن في التحريش بينهم، فالشيطان هو الذي يئز هذا على هذا، ويريد أن يحقد هذا على هذا، وينفخ في نفس هذا، ويريد أن يمتلئ هذا قلبه غيظا على أخيه، فلنحرص على تجنب عداوة اللعين، الذي طرده الله تعالى من رحمته وأبعده إلى يوم الدين، ولنعلم أن كل حقد أو حسد مصدره هذا الشيطان، وكذلك لنعلم أن الحقد على المسلم أو الحسد له يعرض الإنسان لرد عمله، وحرمانه من الفضل العظيم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم “تعرض الأعمال كل اثنين وخميس.
فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك به شيئا إلا امرئ كانت بينه وبين أخيه الشحناء، فيقول اتركوا هذين حتى يصطلحا” رواه مسلم، فلذلك المشاحن بأخيه يحرم من المغفرة يوم الإثنين والخميس بسبب الشحناء وبسبب التلاحي حرم الناس من معرفة ليلة القدر على التعيين تلاحى فلان وفلان فرفعت، كما أن هذا الحقد بين المسلمين سبب لسوء الخاتمة الحقد على المسلم فقال صلى الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، فمن هجره فوق ثلاث فمات دخل النار” فإنه ينبغي الكف عن أعراض المسلمين، وإن من أعظم الأشياء التي تسبب وحر الصدر الغيبة والنميمة، وهما أمران عظيمان، فكم صار بين المسلمين أحقاد بسببهما.
وكم جرى من انفصام عرى الإخوة بين أطرافهما، ولذلك كان حريا بالمسلم أن يمسك لسانه عن الفري في أعراض المسلمين، وكم من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات، وربما تورع بعضهم عن أكل بعض اللحم المستورد وهو لا يزال يأكل لحم إخوانه، فيقول تعالى ” أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخية ميتا ” وكذلك لنتنزه عن تتبع العثرات، وتسقط العيوب، فإن الاشتغال بعيوب النفس يشغل عن عيوب الغير، وقد قال الإمام مالك رحمه الله، كان هنا ويعني بالمدينة أناس لهم معايب، فسكتوا عن عيوب الناس فنسيت عيوبهم، وكانت أناس لهم معايب، فتكلموا في عيوب الناس فبقيت عيوبهم.
وذكرت من بعدهم، ثم إن النفس الأصل فيها الجهل والظلم والتعدي على الخلق، فلذلك يرى الإنسان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “يبصر أحدكم القذة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه ” رواه ابن حبان، فهو يبصر أخطاء الناس وإن دقت وينسى أخطاءه هو وكذلك ينبغي على الإنسان ليسلم صدره لأخيه أن يترك المراء والجدال والخصومة، فإن من أكثر ما يحدث الحقد والضغائن بين الإخوة المراء والجدل والنقاش العقيم، وكذلك فإنه ينبغي الحذر من التعصب، فكم كان التعصب سببا في إثارة الأحقاد والضغائن، فقال يونس الصدفي رحمه الله” ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا، ولقيني، فأخذ بيدي…؟
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏وقوف‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *