Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

وما زلنا مع عظمة القيم والأخلاق التي قاد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بها القلوب إلى علام الغيوب، والتي يُرفع بها قدر العبد عند خالقه والناس من حوله، ويضمن له الجنة ومرافقة النبي صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة صلى الله عليه وسلم قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال “التقوى, وحسن الخلق” رواه ابن ماجه، ومن بين الأخلاق التي ينبغي مراعاتها في حياتنا الاجتماعية وعلاقاتنا الإنسانية هو نشر المحبة والألفة والأخوة وسلامة القلوب، ومن بين ما يساعد على ذلك هو تطييب خواطر المنكسرين، والضعفاء، والمعوزين، والمضطهدين، والمنكوبين، وإن من الآفات التي في بعض المجتمعات.
هو موضوع الانتقاص الدائم ممن حولك، وكل من تتعامل معه، هذا يولد كبتا وعقدا نفسية وإثارة للأحقاد والشحناء، وبعض الناس يعتقد أنه لن يتميز إلا بذم غيره، لن يعلو إلا بإذلال غيره، لن يصل إلى مرحلة من العلم أو مكانة مرموقة بالشركة أو المؤسسة التي يعمل بها إلا إذا سفه الجميع دونه ليبقى هو صاحب العقلية الفذة المتفردة الملهم العبقري الموهوب، وهذا نوع من أنواع الكبر، إنما السعيد من أسعد غيره ،لأنك إذا أسعدت نفسك فأنت شخص، لكن ماذا إذا أسعدت عشرة ؟ عشرين ؟ مائة ؟ ألف ؟ فكلما زاد عدد من تسعدهم زادت سعادتك، وإن الأنانية لا تجلب إلا الحقد والشحناء ، فإن الأنا لما تتضخم ويصيبها الورم تؤدي إلى أن يكون الإنسان منبوذا مكروها.
في كل مكان يحل فيه، أما لين الجانب الذي يجبر بالخاطر ويقدر من حوله ويرى في الناس أطيب ما فيهم ويمدحهم على ذلك هذا إنسان إذا غاب افتقده الناس وإذا مرض زاره الناس، وإذا مات ترحم عليه الناس، أما الصنف الآخر فإذا أصابته مصيبة سألوا الله أن يهلكه وأن يزيده من البلاء والعقاب لأنهم أصبحوا في راحة من أذاه فكن يا أخي من الذين إذا غابوا تفقدهم الناس وسألوا عنه، وهذا الحب لن يأتي بالأموال أو بقوة الجند والعسكر، هذا بالأخلاق الحسنة إن أردت أن تسود بين الناس وأن تكون سيدا ولك مكانة في القلوب فهذه لن يكون إلا بالأخلاق وهذه لا تباع ولا تشترى، وأنبه إلى أن بعض الأزواج يجعل فاكهة المجلس مع أصدقائه الاستهزاء بزوجته.
ويحدث العكس أيضا بان تجعل بعض الزوجات زوجها مادة للنكتة والضحك، ودائما عنده زوجته امرأة فيها وفيها فهي زوجة فاشلة لا تقوم بفعل شيء، وكذلك بعض الزوجات تقول لزوجها أنت لست رجلا، أو أنت نكرة وسط الرجال، أو أنت أسوأ زوج في العالم، وهكذا، فإن هذا كله مما يزيد من تنافر النفوس وتباغضها، فيجب دائما أن يكون المسلم إيجابي في كل شيء إذا وقع بصره على شيء طيب يتكلم عنه ويكبره وينميه ويزيده ويثني عليه، أما الشيء السيء فيعالجه بهدوء ولطف، وإن من جبر الخواطر كذلك هو عند مشاهدة بعض الفقراء أو اليتامى شيئا من قسمة الميراث فمن الأفضل أن يخصص لهم من المال شيئا يجبر خاطرهم ويسد حاجتهم.
حتى لا يبقى في نفوسهم شيء، وإن أجمل تطييب للخاطر وأرقى صورة للتعامل قال ابن قدامه رحمه الله “وكان من توجيهات ربنا سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، فكما كنت يتيما يا محمد صلى الله عليه وسلم، فآواك الله، فلا تقهر اليتيم، ولا تذله، بل طيب خاطره، وأحسن إليه، وتلطف به، واصنع به كما تحب أن يصنع بولدك من بعدك، فنهى الله عن نهر السائل وتقريعه، بل أمر بالتلطف معه، وتطييب خاطره، حتى لا يذوق ذل النهر مع ذل السؤال، وقد عاتب الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لأنه أعرض عن ابن أم مكتوم وكان أعمى عندما جاءه سائلا مستفسرا قائلا علمني مما علمك الله، وكان النبي عليه الصلاة والسلام منشغلا بدعوة بعض صناديد قريش، فأعرض عنه.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *