Share Button
إعداد / محمـــد الدكــــرورى
ونكمل الجزء الخامس مع فقهاء الصحابه وقد توقفنا عند عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، وكان عطاء إذا حدث عنه قال، حدثني البحر، وكان ميمون بن مهران إذا ذكر عنده عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس قال، كان ابن عباس أفقههما، وأما عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنهما فهو من كبار فقهاء الصحابة في المدينة المنورة، وقد كان من أفقه الصحابة، وهو أحد المفتين في المدينة المنورة، وأحد المكثرين من رواية الحديث الشريف، وقال ابن سيرين، كانوا يرون أعلم الناس بالمناسك ابن عمر بعد ابن عفان، وقال أبو إسحاق الهمداني، كنا عند ابن أبي ليلى في بيته فجاءه أبو سلمة ابن عبد الرحمن فقال عمر كان عندكم أفضل أم ابنه؟ قالوا، لا بل عمر، فقال أبو سلمة، إن عمر كان في زمانه له فيه نظراء، وإن ابن عمر كان في زمانه ليس له فيه نظير، وقال مالك، وقد أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتي الناس في الموسم.
وكان من أئمة الدين، وأما عن عبد الله بن الزبير بن العوام ابن خويلد، فقد قال عنه القاسم، ما كان أحد أعلم بالمناسك من ابن الزبير، وأما عن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي، فقد كان يفتي في الصحابة، وأما عن مدارس فقهاء الصحابة فهي الدراسات الفقهية التي تلخصت في مدارس جديدة، وكان أعلام الصحابة هم المرجع للمسلمين في أخذ علم الدين، فكانوا يتعلمون ويعلمون، وكان من أشهر مدارس فقه الصحابة هى مدرسة المدينة المنورة بالحجاز، وأشهر أعلامها هو زيد بن ثابت، وأشهر من أخذ عن زيد عشرة من فقهاء المدينة، سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وعروة بن الزبير وأبو بكر بن عبد الرحمن وخارجة بن زيد وسليمان بن يسار وأبان بن عثمان وقبيصة بن ذؤيب والقاسم بن محمد، وكان أشهر من أخذ عنهم، هو محمد بن مسلم الزهري وعنه أخذ الإمام مالك بن أنس.
وأما عن مدرسة الكوفة بالعراق، وقد اشتهرت بفقه ابن مسعود وهو من كبار فقهاء الصحابة، ومن أكثرهم فقها للكتاب والسنة، وملازمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وممن جاء الأمر من الرسول صلى الله عليه وسلم، بأن يؤخذ عنه، وقد اشتهر فقه ابن مسعود في الكوفة، وأخذ عنه فقهاء العراق وغيرهم، وكان من أشهر التابعين الذين أخذوا مذهبه، علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، والقاضي شريح، وعمرو ابن شرحبيل الهمداني وغيرهم، وقد أخذ من بعدهم، منصور بن المعتمر، وإبراهيم النخعي، وأخذ عنهم، أبو حنيفة، وسفيان الثوري، وأخذ عن عبد الله بن مسعود آخرون مثل، عبيدة بن عمرو السلماني والحارث الأعور، وقد قال الشعبي، ما كان من أصحاب النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أفقه صاحا من عبد الله بن مسعود، وأما عن مدرسة مكة واشتهر فيها مذهب ابن عباس رضى الله عنهما.
وكان من أشهر تلامذته الفقهاء، عكرمة، وعطاء، وطاووس، وسعيد بن جبير، وعنهم أخذ عمرو بن دينار، وابن جريج، وعبد الله بن دينار، وغيرهم، وأخذ عنهم الإمام مالك وغيره، وقد أخذ الفقه عن ابن عباس جماعة منهم، مجاهد وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وأبو الشعثاء جابر بن زيد وابن أبي مليكة وميمون بن مهران الرقي وعمرو بن دينار، وقد انتقل فقه كبار الصحابة إلى طبقة أحداث الصحابة وكبار التابعين، وانتقل فقه الصحابة إلى التابعين، فقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، لما مات العبادلة، عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص، فقد صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي، وممن أخذ عنه الفقه من الصحابة الذين تصدروا للإفتاء وتعليم الناس، قال زياد بن مينا “كان ابن عباس وابن عمر وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وجابر بن عبد الله ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبو واقد الليثي.
وعبد الله بن بحينة مع أشباه لهم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفتون بالمدينة ويحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، من لدن توفي عثمان بن عفان إلى أن توفوا” والذين صارت الفتوى إليهم منهم، ابن عباس وابن عمر وأبو سعيد الخدري وأبو هريرة وجابر بن عبد الله الأنصاري، وممن نقل عنه الفقه من الصحابة، أنس بن مالك، والذين بعثهم الخلفاء إلى البلدان ليعلموا الناس مثل العشرة من الصحابة الذين بعثهم عمر بن الخطاب ليفقهوا الناس في البصرة، وكان منهم، عبد الله بن مغفل وعمران بن حصين وغيرهما، وممن نقل عنه الفقه، عبد الله بن مغفل المزني، وقال الحسن، هو أحد النفر العشرة الذين بعث إلينا عمر ليفقهوا أهل البصرة، وأبو نجيد عمران بن حصين الأسلمي الخزاعي، وقد وجهه عمر إلى البصرة ليعلم الناس، وقال يحيى بن سعيد القطان، ما قدم علينا البصرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أقول بالحق من أبي بكرة ولا أفضل فضلا من عمران بن حصين، تسلم عليه الملائكة من جوانب بيته، وأبو حمزة أنس بن مالك وقال قتادة، لما مات أنس قال مؤرق العجلي، اليوم ذهب نصف العلم، وكان إذا خالفنا الرجل قلنا، تعالى إلى من سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونقل الفقهاء عن غير هؤلاء مثل، طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وعبد الرحمن بن عوف وأبي عبيدة بن الجراح وحذيفة بن اليمان والحسن والحسين ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص وخالد بن الوليد والمسور بن مخرمة والضحاك بن قيس وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري وأبو بصرة الغفاري وسلمان الفارسي وعبادة بن الصامت وشداد بن أوس وفضالة بن عبيد الأنصاري وأبو مسعود البدري وأبو أيوب الأنصاري وأبو قتادة الأنصاري وأبو طلحة الأنصاري وأبو أسيد مالك بن ربيعة الأنصاري.
والنعمان بن بشير والبراء بن عازب وزيد بن أرقم وأبو حميد الساعدي وعبد الله بن يزيد الخطمي وسهل بن سعد الساعدي وبريدة الأسلمي، وأبو برزة الأسلمي وعبد الله بن أبي أوفى الأسلمي وواثلة بن الأسقع الليثي وأبو أمامة الباهلي وعقبة بن عامر الجهني وسمرة بن جندب الفزاري وعبد الرحمن بن أبزي وغيرهم، وكان من النساء السيده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والسيده حفصة بنت عمر والسيده أم سلمة والسيده أم حبيبة والسيده أسماء بنت أبي بكر والسيده أم الفضل بنت الحارث والسيده أم هانئ بنت أبي طالب، وعن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال، لو وضع علم عمر في كفة ووضع علم الناس في كفة لرجح علم عمر، وعن عبد الله، قال، لقد مات عمر فذهب بتسعة أعشار العلم، وقال معاذ بن جبل، إن أعلم الناس بفريضة وأقسمهم لها عمر بن الخطاب، وقال سعيد بن المسيب، ما أعلم أحدا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم من عمر.
وقال الشعبي، من سره أن يأخذ بالوثيقة في القضايا فليأخذ بقضاء عمر فإنه يستشير، وروي أن عبد الله بن الحسن ابن الحسن مسح على خفيه فقيل له تمسح؟ قال، نعم، مسح عمر بن الخطاب، ومن جعل عمر بن الخطاب بينه وبين الله فقد استوثق، وقد روى الحسن قال ” جمع عمر رضي الله عنه أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليستشيرهم وفيهم علي فقال، قل فأنت أعلمهم وأفضلهم ” وقد روى سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ بالله من معضلة ليس فيها أبو حسن، وقال عبد الله، إن أعلم أهل المدينة بالفرائض هو على بن أبي طالب، وقال ابن عباس، أعطي علي تسعة أعشار العلم وأنه لأعلمهم بالعشر الباقي، وعن السيده عائشة رضي الله عنها قالت ” من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ فقيل علي بن أبي طالب، قالت، أما إنه أعلم الناس بالسنة” وروي أنها رضى الله عنها، قالت “أعلم من بقي بالسنة” وقال مسروق، انتهى العلم إلى ثلاثة، عالم بالمدينة وعالم بالشام وعالم بالعراق.
فعالم المدينة هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعالم العراق هو عبد الله بن مسعود، وعالم الشام هو أبو الدرداء، فإذا التقوا سأل عالم الشام وعالم العراق عالم المدينة ولم يسألهما، وقد روى حارثة بن مضرب “أن عمر رضي الله عنه كتب إلى أهل الكوفة، أما بعد فإني قد بعثت إليكم عمارا أميرا وعبد الله قاضيا ووزيرا، وإنهما من نجباء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وممن شهد بدرا، فاسمعوا لهما وأطيعوا فقد آثرتكم بهما على نفسي” وعن عمر أنه قال فيه، أما إنه أطولنا فوقا، كنيف ملئ علما، وروى أبو البختري أن عليا كرم الله وجهه قيل له، أخبرنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال، عمن تسألوني؟ قالوا عن عبد الله، قال “علم القرآن والسنة” وروى يزيد بن عميرة قال، لما حضر معاذ بن جبل الموت قيل له، يا أبا عبد الرحمن أوصنا، قال، التمسوا العلم عند أربعة، عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود وعند عبد الله بن سلام.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *