Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الرابع مع محمد الرحمة المهداة، والله تعالى جعل من وظيفة النبي هى تعليم الأمة، تعليم الخلق جميعا، عربهم وعجمهم، إنسهم وجنهم، فقال تعالى فى سورة الجمعة ” هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين” إذن فإن النبي صلى الله عليه وسلم من وظيفته التي أرسله الله عز وجل من أجلها أن يكون معلما، لأن المعلم يدل الناس على الخير، ووظيفة الأنبياء والمرسلين أن يدلوا الأمم على خير دنياهم وعلى ما يسعدهم في الدنيا ويسعدهم في الآخرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كيف كان يتعامل مع أصحابه في التعليم، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص كل الحرص.
على أصحابه أن يعلمهم وأن يوجههم، فينبغي على المعلم أن يكون حريصا على طلابه، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على تعليم المؤمنين، حريصا على توجيه أصحابه إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة، وإن من أعظم صفات النبي صلى الله عليه وسلم هو الرفق واللين مع المتعلمين، فهذا هو النبي الذي قال الله عز وجل له فى سورة آل عمران ” ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك” فهنا ينبغي على المعلم أن يغرس الحب في قلوب طلابه ليستجيبوا له ويطلبوا العلم، وليتعلم الناس كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفق بأصحابه، فحينما دخل أعرابي وبال في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمع عليه الصحابة.
وأرادوا أن يصنعوا به صنعا عظيما، كيف يتبول في مسجد رسول الله، ولكن نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال له كلاما لطيفا، يدل على رفقه صلى الله عليه وسلم وهو يعلم الناس وقال صلى الله عليه وسلم له “هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذه الأعمال” وأمر الصحابة بكل رفق أن يسكبوا على هذا البول سجلا من ماء، فبين ذلك ضرورة أن يتمتع المعلم بالرفق بالطلاب والمتعلمين، ويتأسّى برسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، ورفق النبي صلى الله عليه وسلم أيضا حينما دخل بعض الأعراب الصلاة وسمع رجلا فأراد أن يشمّته إذا عطس، فقال له يرحمك الله، فأخذ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ينظرون إليه في الصلاة، وكأنما يريدون أن يسكتوه.
فلما فرغ من الصلاة قال الصحابي الجليل والله ما رأيت معلما أرفق منه والله ما كهرني بالكاف والله ما كهرني ولا ضربني، والله ما رأيت أرفق منه، وإن من صفات المعلم أن يطرح الأسئلة المشوقة التي تحرك العقل على طلابه من باب جذبهم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يطرح عليهم أسئلة فيقول “شجرة تشبه المؤمن لا ورق لها” ويقصد بذلك النخلة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يطرح عليهم الأسئلة التي تحرك العقول وهو ما نسميه الآن في علم التربية، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يطرح أسئلة على أصحابه كي يعلمهم وكي يثير انتباههم، مثلا حديث ” والله لا يؤمن ” فينتبه المتعلم من هذا؟ من هذا الذي لا يؤمن، يقولها ثلاث مرات.
“والله لا يؤمن والله لا يؤمن والله لا يؤمن” فينتبه الجميع، من يا رسول الله؟ “من بات شبعان وجاره جائع” وهذا أسلوب في العرض، وهو أسلوب مشوق، وأسلوب جاذب للاستماع، سبق إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يتواضع إلى طلابه، فمحال أيها المعلم أن ينجذب إليك الطلاب وأن يتأثروا بك، وأن يتعلموا منك وأنت تتكبر عليهم بعلمك، حاشا وكلا أن يستجيبوا أو أن يتعلموا، ولكن كان الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يتواضع لأصحابه فقال صلى الله عليه وسلم “إن الله تعالى أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يبغي أحد على أحد ولا يفخر أحد على أحد” فهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كان النبي يتريث في كلامه.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *