Share Button
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء السابع مع معاناة الرسول فى طريق الدعوة، ولقد تميز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات بعدد من السمات جعلته بحق مجتمعا فريدا لم تعرف البشرية مجتمعا مثله جمع في ثناياه هذه السمات الحميدة، ليكون أنموذجا يرتجى، ومثالا يحتذى عند العقلاء من بني البشر، فهو مجتمع موحد وهذه أعظم خاصية أختص بها المجتمع الإسلامي أن مبناه على توحيد الله عز وجل ملتزما بشرعه في كل تصرفاته، معتقد أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر للأمور، المستحق للعبادة والخضوع والخشوع، وإن المجتمع الإسلامى، هو مجتمع متراحم، حيث لم يعرف التاريخ مجتعما متراحما كالمجتمع الإسلامي ولم لا؟ فالذي وضع قواعده هو رب الأرض والسماء.
فقد شرع الله عز وجل لعباده ما يتناسب مع أحوالهم فأمرهم بالتراحم والتعاطف فيما بينهم لكي تستقيم حياتهم، وحذرهم من الظلم وحرمه عليهم كما فى الحديث القدسي، فعن أبى ذر الغفارى رضي الله عنه، عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فيما بلغ عن رب العزة سبحانه وتعالى أنه قال ” يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ” وهكذا فقد أمرنا الله عز وجل بالتقوى فإن التقوى هي سلم الرضوان، والطريق لبحبوحة الجنان، وقد قال ذلكم ربكم في محكم آيات البيان فى سورة مريم ” تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا ” ويعرف المجتمع بأنه نسيج اجتماعي من صنع الإنسان.
ويتكون من مجموعة من النظم والقوانين التي تحدد المعايير الاجتماعية التي تترتب على أفراد هذا المجتمع، بالإضافة إلى ذلك يعتمد المجتمع على أفراده ليبقى متماسكا، فمن دون الأفراد تنهار المجتمعات وتنعدم، ويتأثر الفرد بالمجتمع كما يتأثر المجتمع بالفرد، فعلى سبيل المثال إذا كان المجتمع يعاني من تفشي ظاهرة البطالة، وارتفاع مستوى الجريمة، واكتظاظ الطلبة في المدارس، فسوف يتأثر أفراد هذا المجتمع سلبا نتيجة لهذه العوامل، وهناك بعض العناصر الأساسية التي تشكل المجتمعات، ومنها ما العادات والقيم، والدور المترتب على الأفراد، ومنظومة القوانين، والأهداف المجتمعية، والرغبات والطموحات، والتوقّعات.
ويعتبر التواصل بين الأفراد في النسيج الاجتماعي من أهم العوامل المؤثرة على الصحة النفسية، فمن دون مجتمع وعلاقات اجتماعية ينهار الإنسان جسديا ومعنويا، حيث يبدأ الإنسان منذ صغره عادة بتكوين علاقات اجتماعية أولها مع أمه، ثم أسرته والمجتمع، ويرتبط بقاء الإنسان على قيد الحياة بقدرته على التعايش الاجتماعي، ويختلف تعريف المجتمع باختلاف العلم الذي يعرف فيه، ويمكن تعريف المجتمع في علم الاجتماع بأنه تجمع بشري في نظام شبه مغلق، ومجموعة من الناس تعيش وفق أسس وقوانين متفق عليه، ويمكن تعريف المجتمع في علم الاجتماع بأنه تجمع كتل سكانية في موقع معين، يتفق أفرادها على عادات وثقافات معينة، وليس المجتمع بمفهومه السطحي فحسب.
وإنما الأسرة مجتمع، إذ إن الطفل حين يتأهل ويخرج من مجتمعه المصغر وهي أسرته، يسعى ليكون فردا فاعلا في المجتمع، وبذلك تتشكل نواة المجتمعات، وإن المدرسة مجتمع، وإن القبيلة مجتمع، إذ تنطبق علها خصائص المجتمعات، إذ يتجمع أفرادها في موطن واحد، ويتبعون نفس التقاليد، ويتسم أغلبهم تحت نفس السمات، وتسودهم ثقافة واحدة، وإن ما يهيئ المجتمع الواحد ليكون على صورة رجل واحد، هو تكيف جميع أفراده مع الظروف نفسها، وخاصة الجغرافية، وإن أهم ما يميز المجتمع هو تعاون أفراده وتمسكهم ببعضهم، ويلبي كل فرد منهم حاجاته ومتطلباته، وقد حث النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، على التعاون والتراحم.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *