Share Button
فى طريق النور ومع منهج الرسول فى بناء الحضارات “جزء 3 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثالث مع منهج الرسول فى بناء الحضارات، فالمجتمع الملتزم بالقيم مجتمع يجمع بين الرقي والأمان، والاحترام والتقدير، ولذا كانت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم البشير واضحة في إعلاء وإعلان القيم الفاضلة في كل معاملة وسلوك، بل رتبت الشريعة الإسلامية الأخلاق كنتيجة طبيعية للعبادات والتشريعات، وها هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، يختصر رسالته في قوله صلى الله عليه وسلم ” إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق” وكما يقول الشاعر وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن همُو ذهبت أخلاقهم ذهبوا، ومن بين القيم والأخلاقيات التي تعمل على بناء الأوطان هى المساواة والعدالة والحرية والشورى والشهادة في سبيل الدين والوطن.
ومن عوامل بناء الأوطان قوة العلم والتعليم فلا يمكن الله تعالى لأمة الجهل ولذا كانت أول كلمات الوحي للرسول صلى الله عليه وسلم اقرأ، وكان اهتمام النبي صلى الله عليه وسلم عمليا بالعلم حين جعل افتداء الأسرى يوم بدر بتعليم عشرة من أصحابه العلم وإزالة الأمية، وقد قال الله تعالى لنبيه ولنا من بعده “وقل رب زدنى علما” لأن العلم قوة وقوة عظمى، فلم لا نتوجه إلى العلم، ونصب اهتمامنا بإخراج جيل متميز وفائق علميا في مجالي الدين والدنيا معا لا سيما وأمم الأرض اليوم تتنافس على تبوء أعلى الأماكن علميا لأنهم أدركوا أن قيمة الدول حقيقة فيما تحسنه في باب الأبحاث والتقدم العلمي، فيقول القائل بالعلم والمال يبني الناس ملكهم.
لم يبن ملك على جهل وإقلال، كفاني ثراء أنني غير جاهل، وأكثر أرباب الغنى اليوم جهال، وكذلك من عوامل بناء الأوطان هو إقامة العدل بين الناس ونبذ الظلم، ولقد قص علينا القرآن المجيد قصصا لأمم انكسرت وانهزمت واندثرت لما شاع ظلمها وكثُر، قال تعالى ” وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا” فبالعدل قامت السماء، وإنما قامت دولة الإسلام الأولى في رحاب المدينة المنورة يوم أن كان شعار قائدها “لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد، وهو رئيس الدولة وزعيمها يدها” عندما تساوى الناس وعادت الحقوق للمظلومين والمقهورين انتصرت الأمة وكتب لها القوة والتمكين، فقال صلى الله عليه وسلم ” لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع” رواه ابن ماجه.
أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه، وقد حدثنا التاريخ عن أنباء أمم ودول طغى فيها الظلم المادي والمعنوي، فاستحقت الاندثار والانهزام، وسنة الله تعالى في كونه لا تحابي أحدا، ومجرد نسبة الإنسان أو الأمة للرسول صلى الله عليه وسلم لا تعفيها من عقوبة ونتيجة الظلم، فمن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، فاحرصوا على أن تكونوا أتباعا حقيقيّين لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فإن بحرصكم على بناء أمتكم كلها بلا قومية مهينة، أو عصبية مقيتة، تبحثون عن معالم عز هذه الأمة وتسعون إلى عملها وإيجادها في واقع حياة الأمة، رغبة في أن يحفظ الله أمتنا وأوطاننا، فيتخلى المغرور عن غروره، ويترك المتكبر كبره، ويعزل المساند للظلم نفسه عن مساندة أتباعه.
فإن أمتك ووطنك بك لا بغيرك، ومن بين حكم الحكماء إن لم تزد على الدنيا شيئا فأنت زائد عليها، والراضي بالدون دنيء، فأحسِن عملك، وأتقن تخصصك، ونمّ مهاراتك، ووظف ما تجيده في خدمة وطنك وأمتك، فلقد خلق الله عز وجل الإنسان وكرمه وفضله على سائر الكائنات وأمره بعمارة الأرض وإقامة شرعة الله فيها وهذا الأمر يتطلب عدة عوامل لإقامة الأمم القوية الرشيدة المتينة المتقدمة في جميع مجالات الحياة وهذه العوامل تتمثل، فى العمل واستثمار الطاقات المعطلة مع تقديم الكفاءات، فالعمل والاستثمار أساس بناء الأمم، لذلك حث الإسلام على السعي والاستثمار والكسب من أجل الرزق وبناء الدول.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏جلوس‏، ‏ساعة يد‏‏‏ و‏منظر داخلي‏‏
أعجبني

تعليق
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *