Share Button

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع نعمة الأمن والأمان، ومن وسائل المحافظة على الأمن أيضا هو العمل على أن تكون حياة الإنسان بخاصة والمجتمع بعامة كريمة على أرض الوطن، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا عندما يدرك كل فرد فيه ما عليه من الواجبات فيقوم بها خير قيام، وأيضا تربية أبناء الوطن على تقدير خيرات الوطن ومعطياته والـمحافظة على مرافقه ومكتسباته التي يعلم كل ذي عقل وبصيرة أن من حق الجميع أن ينعم بها وأن يتمتع بحظه منها كاملا غير منقوص، وأيضا الإسهام الفاعل والإيجابي في كل ما من شأنه خدمة الوطن ورفعته سواء أكان ذلك الإسهام قوليا أو عمليا أو فكريا، وفي أي مجال أو ميدان لأن ذلك واجب الجميع.
وهو أمر يعود عليهم بالنفع والفائدة على المستوى الفردي والاجتماعي، وكذلك التصدي لكل أمر أو سلوك أو تصرف يترتب عليه الإخلال بأمن الوطن، أو يضر بسلامة المجتمع، والعمل على رد ذلك بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة والمتاحة وكذلك الدفاع عن الوطن عند الحاجة إلى ذلك بالقول أو العمل، وعلى ضوء ذلك يجب أن نقف صفا واحدا للمحافظة على الأمن، وعلينا أن نحافظ على الأمن بالتمسك بكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، والعناية بالعلم الشرعي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، وإصلاح أنفسنا بالاستقامة على دين الله، وإصلاح أهل بيوتنا والالتفاف حول قيادتنا بطاعتهم في غير معصية الله عز وجل.
وإن من أعظم أسباب الأمن في الأوطان هو التوحيد والإيمان، وكلما ضعف التوحيد ضعف الأمن، وكلما زاد الشرك زاد الخوف، وإن من أسباب الأمن هو طاعة الرحمن، وعدم المجاهرة بالمعاصي، فإن المعصية إذا أخفيت لم تضرّ إلا صاحبها، وإذا أعلنت ضرّت الجميع، فقال صلى الله عليه وسلم “ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، ثم يقدرون أن يغيّروا ثم لا يغيّرون إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب” وقال ابن القيم رحمه الله “وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي” فعلينا أن نكره المعاصي في أي مكان، ولا نأتيها، ولا نفعلها ولا نرضاها، فاعلموا أن الأمن ضرورة للمجتمع لكل مجتمع من مجتمعات البشرية ولا سيما مجتمع المسلمين.
والأمن ضد الخوف وضد القلق وضد الانزعاج والترقب وهو ضرورة لكل مجتمع لأن به تتم المصالح تستقيم المصالح وتستتم وبفقده تضيع الحقوق وتضيع المصالح ويحصل القلق والخوف، تحصل الفوضى ويتسلط الظلمة على الناس يحصل السلب والنهب تسفك الدماء تنتهك الأعراض إلى غير ذلك من مظاهر فقد الأمن للمجتمع فلا يأمن الإنسان على نفسه وهو في بيته ولا يأمن على أهله وحرمته لا يأمن على ماله لا يأمن وهو في الشارع ولا يأمن وهو في المسجد ولا يأمن وهو في مكتبه لا يأمن في أي مكان إذا زالت نعمة الأمن عن المجتمع، وهناك من يحاولون إزاحة الأمن عن المجتمعات لأجل أن تكون الدنيا فوضى لا سيما في بلاد المسلمين.
وإن الأمن يتحقق بأمور، الأمر الأول بتوحيد الله تعالى وعبادته وطاعته والعمل الصالح، وكذلك يتحقق الأمن باجتماع الكلمة وطاعة ولي الأمر فقال صلى الله عليه وسلم لما طلب منه أصحابه النصيحة والوصية قال “أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد فإنه من يعش منكم في فسيرى اختلافا كثير فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور” ولا تستقيم الولاية والجماعة إلا بطاعة ولاة الأمور أما بالخروج عليهم ومحاولة خلع ولايتهم ومحاولة إفساد الأمر فإن هذا هو الهلاك العظيم وإن زين وزخرف أنه طلب للحرية وأنه طلب لتحقيق المصالح والإصلاح وكل هذا كذب وتدجيل المصلحة.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *