Share Button
فى طريق النور ومع وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا “الجزء الثانى”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا، وإن الالتزام بالوعد والوفاء به من صفات المؤمنين، فالله سبحانه وتعالى علمهم ذلك، وبدأ بنفسه سبحانه وتعالى، فقد رأينا من الآيات أن الله سبحانه وتعالى لا يخلف وعده وهو ينجزه، وعليه، فالمؤمنون الذين اهتدوا بربهم يحافظون على الموعد ولا يخلفونه، وأما المنافقون والكفار فقدوتهم الشيطان في إخلاف الموعد، وقال عليه الصلاة والسلام “آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر” متفق عليه، وعند الخمسة عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “أربع مَن كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت له فيه خصلة منهن، كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا وعد أخلف وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر”
وفي رواية “إذا اؤتمن خان” بدل “إذا وعد أخلف” وعند أبي داود عن عبدالله بن أبي الحمساء قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث، فبقيت له بقية، ووعدته أن آتيه بها في مكانه، فنسيت، ثم ذكرت بعد ثلاث، فجئت فإذا هو في مكانه، فقال “يا فتى، لقد شققتَ علي، أنا ها هنا منذ ثلاث أنتظرك” وهذا التزام منه صلى الله عليه وسلم بالوعد، ومَن أوفى مِن رسول الله بوعده؟ وقد خلفه أصحابه في هذا، ولقد أخبر جابر بن عبدالله أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له “لو قد جاء مال البحرين، لقد أعطيتك هكذا وهكذا وهكذا، فلم يجئ مال البحرين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء أبا بكر مال البحرين.
فقال أبو بكر مَن كان له على رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة أو دين، فليأتنا، قال جابر، فقلت وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيني هكذا وهكذا فبسط يديه ثلاث مرات قال جابر فعدّ في يدي خمسمائة، ثم خمسمائة، ثم خمسمائة” رواه البخاري ومسلم، فعلى المسلِمين أن يلتزموا بما وعدوا، وأن يتمثلوا أخلاق الإسلام وما دعا إليه، فقال صلى الله عليه وسلم ” آية المنافق ثلاث إذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا حدث كذب” رواه مسلم فكم من الناس من يعيب على المسلمين في هذا الزمان عدم التزامهم بالوعود، وإخلالهم بها، فلا يفي مقترض بما وعد من رد الدين، ولا يفي صانع بما وعد من إنجاز عمله، ولا يفي رجل بما وعد من زمن للحضور.
فلا يحضر إلا متأخرا، حتى صار هذا الخلف بالوعد سمة في كثير من مسلمي اليوم، ويحصيه عليه أعداؤهم، ويعده الجهال من صفات المسلمين، وما هو من صفاتهم، إنما هو خصلة من خصال المنافقين، والمسلم الملتزم بريء من إخلاف الوعد، فإن الوفاء بمعناه الشامل من أخلاق الإسلام الضائعة، التي تهاون بها الكثير من المسلمين، إلا من عصمه الله تعالى، فعن ميمونة بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أنها استدانت، فقيل لها يا أم المؤمنين، تستدينين وليس عندك وفاء؟ قالت إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “مَن أخذ دينا وهو يريد أن يؤديه، أعانه الله عز وجل” رواه النسائى، وعن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.
قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول “من ادان دَينا ينوي قضاءه، أدى الله عنه يوم القيامة” فنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم هو القدوة في الوفاء، فعن حذيفة بن اليمان، قال ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، فأخذنا كفار قريش، قالوا إنكم تريدون محمدا، فقلنا ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرناه الخبر، فقال “انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم” رواه مسلم، وعن أبي رافع قال بعثتني قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألقى في قلبي الإسلام، فقلت يا رسول الله، إني والله لا أرجع إليهم أبدا.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *