Share Button
فى طريق النور ومع والله إنى لأحبك يا معاذ ” جزء 2 “
بقلم / محمـــد الدكـــرورى
ونكمل الجزء الثانى مع والله إنى لأحبك يا معاذ، وظل ينتظر وصول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أياما، حتى جاء اليوم الموعود، ووصل النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ولزمه ذلك الفتى وزاد حبه له صلى الله عليه وسلم، وقد بادله النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم هذا الحب، حتى أقر بحبه فقال ذلك الفتى أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بيدي، فقال لى ” يا معاذ، والله إني لأحبك” فقلت بأبى أنت وأمي، والله إنى لأحبك، قال ” يا معاذ، إني أوصيك، لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة “اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك” إنه معاذ بن جبل الصحابي والفقيه والقارئ للقرآن وراوى للحديث النبوى.
وهو من الأنصار من بني أدّى من بني جشم بن الخزرج، وقد أسلم وهو ابن الثمانى عشر سنة، وشهد بيعة العقبة الثانية، ثم شهد مع النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها، واستبقاه فى مكة بعد فتحها ليُعلم الناس القرآن ويفقههم، ثم بعثه عاملا له فى اليمن بعد غزوة تبوك، وظل معاذ بن جبل ملازما للنبى الكريم صلى الله عليه وسلم سنوات، ينهل منه علما وخلقا، فأخذ عنه القرآن، وتلقى شرائع الإسلام حتى صار أقرأ الصحابة لكتاب الله وأعلمهم بشرعه، وبرغم صغر سنه إلا أنه كان أحد الستة الذين حفظوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أثنى النبى صلى الله عليه وسلم على حرص معاذ بن جبل على طلب العلم والتفقه فى دين الله.
فقال صلى الله عليه وسلم “أعلم أمتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل” وعن عبد الله بن عمرو قال سمعت النبي يقول ” استقرئوا القرآن من أربعة من ابن مسعود، وسالم مولى أبي حذيفة، وأُبى بن كعب، ومعاذ بن جبل” وحينما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، ولى عليها عتاب بن أسيد، وترك معه الفتى معاذ بن جبل ليفقه أهلها ويعلمهم أمور دينهم، وبعدها أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن ليعلم أهلها القرآن وتعاليم الإسلام، وقد خرج النبى صلى الله عليه وسلم ليودعه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسير على قدميه ومعاذ راكب على راحلته، وأخذ يحدثه ويوصيه، حتى قال له “يا معاذ، إنك عسى ألا تلقانى بعد عامي هذا، ولعلك تمر بمسجدي وقبرى”
فبكى معاذ كثيرا، فعاد معاذ إلى المدينة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد انتقل إلى جوار ربه، وفى خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بعثه الفاروق عمر سفيرا للإسلام إلى بلاد الشام، وهناك التف حوله أهل الشام، وحظى باحترامهم وتقديرهم، وعن طارق بن عبد الرحمن قال وقع الطاعون بالشام فاستغرقها فقال الناس ما هذا إلا الطوفان إلا أنه ليس بماء، فبلغ معاذ بن جبل فقام خطيبا فقال إنه قد بلغني ما تقولون وإنما هذه رحمة ربكم ودعوة نبيكم، وكموت الصالحين قبلكم، ولكن خافوا ما هو أشد من ذلك أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدرى أمؤمن هو أو منافق، وخافوا إمارة الصبيان، وعن عبد الله بن رافع قال.
لما أصيب أبو عبيدة بن الجراح فى طاعون عمواس استخلف على الناس معاذ بن جبل واشتد الوجع فقال الناس لمعاذ بن جبل ادع الله أن يرفع عنا هذا الرجز فقال إنه ليس برجز ولكنه دعوة نبيكم، وموت الصالحين قبلكم وشهادة يختص الله بها من يشاء من عباده منكم، أيها الناس أربع خلال من استطاع منكم أن لا يدركه شيء منها فلا يدركه شيء منها، قالوا وما هن قال يأتي زمان يظهر فيه الباطل ويصبح الرجل على دين ويمسي على آخر، ويقول الرجل والله لا أدري علام أنا؟ لا يعيش على بصيرة ولا يموت على بصيرة، ويعطى الرجل من المال مال الله على أن يتكلم بكلام الزور الذي يسخط الله، اللهم آت آل معاذ نصيبهم الأوفى من هذه الرحمة.
قد تكون صورة لـ ‏‏‏شخص واحد‏، ‏‏جلوس‏، ‏منظر داخلي‏‏‏ و‏نص مفاده '‏‎REDMI NOTE PRO 64MP QUAD CAMERA‎‏'‏‏
Share Button

By ahram misr

رئيس مجلس ادارة جريدة اهــــرام مــصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *