Share Button

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

ومازال الحديث موصولا عن الدوله الأمويه ومع الوالى محمد بن يزيد وهو من موالي قريش، وكان والي أفريقية والمغرب فى زمن الخليفة الاموي سليمان بن عبد الملك، وقيل أنه كان حسن السيرة، وتولى حكم أفريقية والمغرب عامان من سنة سبعه وتسعين من الهجره، إلى سنة تسعه وتسعين من الهجره، وكان ذلك بعد انقضاء أمر آل موسى بن نصير، وقد تميز محمد بن يزيد فى حكمة بهدوء حالة ولايته، واعتدال سياسته، وحسن سيرته، ومعنى كلمة موالي وهى جمع مولى، وهم الخدم والحلفاء في لغة العرب وقد تم استخدامه بكثرة في زمن الخلافة الأموية وكان ذلك للإشارة إلى المسلمين من غير العرب وهم سكان البلاد المفتوحة خارج الجزيرة العربية.
كالفرس والأفارقة والأتراك والأكراد، وكان ذلك في ظل النظام القبلي واعتماد الاسياد بالاساس على الجمع، وكون الموالي من التجار والحرفيين وأصحاب الملك، فقد اعتمد عليهم رموز السلطة العرب لجلب قوتهم ودعم عائلاتهم، إذ يحكى عن كبير قيس زفر بن الحارث الكلابي أنه حزن بعد مقتل أحد مواليه في معركة مرج راهط لأنه كان مصدر رزق عائلته، وأما عن إفريقية وهو الاسم الذي أطلقه العرب على المنطقة المكونة من تونس الحالية ومنطقتي طرابلس وهى شمال غرب ليبيا، وقسنطينة وهى شمال شرق الجزائر، والتي شكلت ولاية تابعة للدولة الإسلامية إبّان الفتح الإسلامي للمغرب، وهي، إلى حد ما، نفسها المناطق التي كانت في ما سبق تشكل مقاطعة إفريقية الرومانية.
وتشمل إفريقية أساسا شمال الجمهورية التونسية، وشرق الجزائر وغرب ليبيا، وأما عن المغرب فهي دولة إسلامية، وتقع في أقصى غرب شمال أفريقيا وعاصمتها الرباط وأكبر مدنها الدار البيضاء التي تعد العاصمة الاقتصادية، ومن أهم المدن هى سلا، فاس، مراكش، مكناس، طنجة، أكادير، آسفي، تطوان، وزان، وجدة، سطات، تازة، العيون، والحسيمة وبني ملال، ويطل المغرب على البحر الأبيض المتوسط شمالا والمحيط الأطلسي غربا، ويتوسطهما مضيق جبل طارق، وتحده شرقا الجزائر وذلك بخلاف حول الحدود المغربية مع الجزائر، وجنوبا موريتانيا، وفي الشريط البحري الضيق الفاصل بين المغرب وإسبانيا ثلاث مكتنفات إسبانية هي سبتة ومليلية وصخرة قميرة.
وأما عن الخليفه سليمان بن عبد الملك، فهو الخليفة الأموي السابع، وقد كانت مدة خلافته سنتين وثمانية أشهر، وقد كان واليا على فلسطين في عهد والده الخليفة عبد الملك بن مروان، ثم في عهد أخيه الخليفة الوليد بن عبد الملك، وقد تعلم على يد التابعي رجاء بن حيوة، وقد أجار سليمان عنده يزيد بن المهلب، وهو أحد المعارضين الرئيسيين للحجاج بن يوسف الثقفى، حيث كان سليمان بن عبد الملك، يستاء من الحجاج بن يوسف، وقد أسس سليمان مدينة الرملة وفيها قصره والمسجد الأبيض، وقد حلت محل اللد، وتطورت الرملة وأصبحت مركزا اقتصاديا وموطنا للعديد من العلماء المسلمين، واستمرت كعاصمة إدارية لولاية فلسطين حتى القرن الحادي عشر.
وقد قال الواقدى، إن سليمان بن عبد الملك، قال لرجاء بن حيوة ” يا رجاء ابغنى رجلا له فضل في نفسه ونهوض بما ولى، حتى أوليه إفريقية ” فقال له رجاء ” سأنظر في ذلك يا أمير المؤمنين ” وسكت أياما، ثم جاءه، فقال له ” قد وجدت رجلا له فضل في نفسه ونهوض بما ولى ” قال من هو؟ قال ” محمد بن يزيد، مولى قريش، قال سليمان ” ما اعرفنى به، أدخله فأدخله رجاء ” على سليمان، فقال له سليمان ” يا محمد بن يزيد، اتق الله وحده لا شريك له، وقم فيمن وليتك بالحق والعدل، اللهم اشهد عليه ” فخرج وهو يقول ” ما لى عذر إن لم أعدل ” وأما عن رجاء بن حيوة الكندي، وهو الشهير بابن جرول وقيل هو ابن جزل.
Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *