Share Button

الكاتبة // منى حــــماد

تحدثنا بأستفاضة عن فيروس انتشر أولا فى الصين وانتقل الى بعض دول العالم .. وحان الوقت ان نتكلم عن فيروس اشد واقوى من كورونا … ألا وهو فيروس الكذب الذى انتشر فى المجتمع بشكل مخيف ومن شدة تفشيه أصبح صفة حميدة وتعود عليه الناس وكأنه يحمل معه الذكاء الفارط والدهاء وأصبحوا يستسهلون الكذب على غيرهم أحيانا وعلى أنفسهم كثيرا وعلى ربهم أكثر وأكثر .. ضاربين بالصدق عرض الحائط … والأمثلة الحية لاحصر لها …

حين نقف امام الله لنصلى الفروض وجسدنا يتحرك فقط اما الروح والعقل مشغولان بهموم اليوم وماسنفعل غدا … هل هذا لا يعتبر كذب على الله جل وعلا ؟؟

وحين نذهب الى السوق لنشترى بعض حوائجنا نرى البائع يضع لافتة مكتوب عليها السعر وعند المحاسبة يحاسبنا بسعر آخر .. هل هذا لايعتبر كذب ؟؟

وعندما يرن الهاتف والأب ينكر نفسة ويرد الطفل أو الشاب ويقول أبى غير موجود أو نائم لايعد هذا كذبا ؟؟

وعندما نتكلم عبر الهاتف الأصدقاء والأقارب ونفيض عليهم بالحب والحنان .. وبمجرد اغلاق الهاتف نقول هذا الشخص سىء ولايطاق .. فهذا لا يعد كذبا على الغير وعلى أنفسنا ..

وهنا نقول كلمة حق أن الكذب صفة ذميمة وقبيحة فسرعان ما تنكشف أمامنا وتظهر .. فلما الكذب ؟ وقد قال رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه ” مايزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا”

والبلية الأكبر أن المرء يحلف ويقسم بالله على شىء غير صحيح ..

ماهذا العصر الذى يعد كل شىء فيه مبنى على الكذب مبنى على الغش والضلال ومثل قريب ألا وهو الموظف الذى يسعى لمصالح الناس وعندما تغريه النقود يكتب شهادة غير صحيحة ويختم ويمضى على شىء قد يؤدى بصاحبه الى التهلكة ..

ناهيك عن شبكة التواصل الأجتماعى وهنا نقف وقفة كبيرة وما أدراك ما شبكة الانترنت وما يحصل فيها من مهازل ومفارقات واحتيالات حيث ينتحل الرجل شخصية امرأة كى يتواصل مع البنات والسيدات وتبدأ المواقف الغير سوية ويوقع الفتاة او السيدة فى براثنه ويعيش فى الغش والخداع وكل هذا يعتبره ذكاء وفلاح ولا يعلم انه بعد ما يفعل هذا يرد اليه فى بيته وفى رعيته اجلا او عاجلا ..

ونضحك على انفسنا اكثر حين نقول هذا كذب ابيض فلا خوف .. فهل يوجد كذب ابيض وكذب تركواز ؟ لا والف لا بالتأكيد الكذب كذب دون ألوان ..

وتعلمنا من سيد الرسل صل الله عليه وسلم أن الكذب مسموح فى ثلاث أحوال فقط فى الاصلاح مابين اثنين والخديعة فى الحرب وغزل الزوج لزوجته ..

فتلك الحالات الثلاث مسموح فيها بالكذب لأنها تثمر بالخير وتجىء بالبركة .. أما خارج هذه الحالات فيعتبر كذب لا محالة .

عذرا أعزائى القراء فلابد ان نقف أمام أنفسنا ونظهر عيوبنا ونحاول نعالجها ونحجمها قدر الأستطاعة لأن الحياة والدنيا قصيرة جدا ولانعرف متى نذهب ونقابل أعمالنا ونصتدم بها هل هى صالحة أم سيئة ..

فيجب ان نصحو من غفلتنا ونعرف ان الصدق نجاة من النار وسبب دخولنا جنة النعيم مع رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم باذن الله تعالى .

ونختم بالاية الكريمة فى سورة النساء ..

قوله تعالى: ﴿ انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْمًا مُبِينًا ﴾

صدق الله العظيم

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *