Share Button

 

بقلم – رهام علوي 

 

أخبر الطبيب كايلا و أحمد بموعد الولادة المقرر وذلك بعد إجراء الفحص والاطلاع على التحاليل وأوصاهم بضرورة الالتزام بالتعليمات . ظلت كايلا في حالة ذهول وبين صمت كايلا وذهولها وتعجب أحمد من حالتها ساد الصمت بينهما طوال طريق العودة إلى المنزل .

بعد عودتهما إلى المنزل أطلعت كايلا زوجها أحمد على السبب الذي ترجع له دهشتها وذهولها ، إنها: قارئة الفنجان.

اعتادت كايلا أثناء فترة دراستها الجامعية أن تقضي يومها الأخير من كل عام دراسي مع صديقاتها المقربات . وفي السنة الثالثة من الجامعة وبعد الفروغ من آخر امتحان ، تواعدت الصديقات على التسوق في أحد المتاجر وتناول العشاء بعدها في منزل إحدى الصديقات ، الذي كان على مقربة من ذاك المتجر.

وبعدها جلسن أمام التلفاز لتناول بعض الحلوى . وتجاذبن أطراف الحديث وقصت عليهن الصديقة -صاحبة المنزل – ما حدث مع أبيها حيث حصل على ربح كبير جراء عقده لصفقة تجارية كانت قد اشارت لها قارئة الفنجان في وقت سابق. آثار ذلك اهتمام الفتيات واقترحت إحداهن أن تأتي قارئة الفنجان تلك وتقرأ الفنجان لهن وبالفعل اتصلت صاحبة المنزل بأحلام – قارئة الفنجان – التي حضرت على الفور. 

وعندما انتهت كايلا من احتساء قهوتها ، قامت أحلام بتغير اتجاه الفنجان ومن ثم تحريكه بطريقة دائرية وطلبت من كايلا أن تضع بصمتها داخل الفنجان وأن تسر إلى الفنجان بأمنية لديها، فعلت كايلا ذلك وردت الفنجان لأحلام ، نظرت أحلام داخل الفنجان واختلطت علامات الشجن مع الفرحة على وجهها. ووجهت حديثها إلى كايلا ناصحة إياها : أنها إن أرادت أن تعيش عمرا مديدا في سلام عليها ألا تتزوج قبل أن تتم عامها الخامس والعشرين وفي حال خالفت ذلك سوف يحدث مالا يحمد عقباه.

انزعجت كايلا وسألتها أن تفسر ما تقول . فصارحتها أحلام (قارئة الفنجان) أنها في حال تزوجت قبل الموعد المحدد سوف ترزق بطفلة وسوف تلد تلك الطفلة في اليوم الذي يوافق عيد ميلادها الخامس والعشرين وأن كايلا سوف تلقى حتفها أثناء تلك الولادة والأسوأ أن الطفلة سوف تلقى نفس المصير في عامها الخامس والعشرين هي الأخرى.

سيطر الأمر على تفكير كايلا بعض الوقت وسرعان ما اعتبرته لا يتعدى كونه تسال قيلت في جلسة سمر .

أتمت كايلا دراستها الجامعية ونسيت الأمر تماما وعملت في احدى الشركات الاستثمارية حيث قابلت أحمد وأحبته وتزوجا. لكن تحديد الطبيب اليوم لموعد ولادتها للطفلة في نفس يوم عيد ميلادها الخامس والعشرين جعل ما قالته قارئة الفنجان يقفز أمام عينيها.

ارتعد أحمد خوفا على زوجته وأبنته. طغى الخوف على كل شيء. على الرغم من عدم إيمانه بما يقوله المنجمون وأنه يعلم تمام العلم بأن المنجمون كذبوا ولو صدفوا. ولكن ماذا لو تحققت تلك الصدفة؟ . إنه قضاء الله ولا راد لقضائه.

جاء يوم الحسم . يوم الولادة . حالة كايلا حرجة جدا. الأطباء في حالة تأهب قصوى. خرجت كايلا مباشرة من غرفة العمليات إلى العناية المركزة . الطفلة خرجت على الفور إلى الحضانة الطبية حيث كانت تعاني هي الأخرى من بعض المشاكل الصحية -التي تم السيطرة عليها في غضون ثلاثة أيام – ونتيجة لبعض مضاعفات الولادة تم احتجاز كايلا في العناية المركزة خمسة وعشرون يوما . في تلك الفترة كان أحمد يعتني بطفلتهما على أتم وجه.

توجه أحمد مصطحبا طفلته في سيارته إلى المستشفى في يوم خروج كايلا من هناك. أشترى الصحف قبل توجهه إلى هناك . وفور ركوب كايلا السيارة بمساعدة أحمد استرعى انتباهها صورة تعرفها في الصحيفة الملقاة على مقعد السيارة، أمسكت بالصحيفة بغرض التحقق من الصورة. إنها أحلام (قارئة الفنجان). خرجت تلك العبارة منها دون تفكير واكتسى وجهها بالدهشة التي تحولت سريعا إلى فرحة غامرة . حيث كتب في تفاصيل الخبر : 

أنه تم القبض على أحلام قارئة الفنجان ضمن شبكة ترويج لأعمال الدجل والشعوذة وأن أقوالها تضمنت : أن لديها ٤ قصص تكررها بشكل ثابت مع الفتيات ومثلها مع الرجال .

Share Button

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *