Share Button

أ.د. جمال محمد ابو نحل

الأديب والمفكر العربي، والإسلامي والكاتب الصحفي،

والأستاذ الجامعي غير المتفرغ، والمحلل السياسي، ورئيس المركز القومي لعلماء فلسطين.

 

ليس هناك اجمل من التحلى والتجلى بحُلة الحلم، والأناة، والتسلح بالتسامُح، والصفح، مع الصبر، والرضا بالقضاء، والقدر خيرهِ، وشرهِ. وقد يكون الغيبُ حُلواً، على الرغم من مرارة الواقع!؛

فَلرُبما أمراً تظنهُ شراً، ويكمُن الخير كلهُ في باطنهِ، ونضربُ مثالاُ قريباً عن هذا الحال: فالمعدة تفُرز عُصارة حمضية مُرة صفراء لتهضم الطعام، وايضاً لكُل نفسٍ بشرية لديهَا في المعِّدة خَلوى، وسَلوى، لا تَملأُها إِلا الحَلوَىَ.

وبين الرخاء، والسراء، والضراء تدور بنا الايام، وتسير مُسرعةً في الحياة الدُنيا، وكأنها حكاية، ورواية، وحُلم لم يتجاوز من الزمن ما بين عَشيةٍ أو ضُحاها، وفيها لحظات فرحٌ، ومرح،

وساعاتٌ من القُروح، والجروح، والهم، والحزن، فَهنيئاً لمن فوض الأمر لله، ومن اعتمد علي الله فلا قل، ولا زل، ولا مل، ولا ظل، ولا اِختل؛؛ وإن الالم ينتهي حينما نمزُجه في جمال الأمل، ومع التحلى، بالصبر الجميل، والنَفَسْْ الطويل، والاخلاق الحسنة !. وحال الدُنيا غريب، وعجيب فهي تتقلب، وتتغير،

فلا حُزنٌ فيها يَدوُم، ولا شرورٌ، أو سُرورٌ؛ وإن كانت أحوال أغلب سكان العالم اليوم يعيشون بعد جائحة وباء كورونا ضائقةً خانقة،

واوضاعاً معيشة صعبة، لا يُحَسدون عليها، فما بالكم فيمن يعيش مع كُل ما سبق، فيروساتٍ أشد فتكاً، وهتكاً، وظلماً، وقهراُ،

ألا هو وباء الاحتلال الإسرائيلي المجرم، وكذلك وباء الانقسام الفلسطيني البغيض!؛ والذي جعل حياة الشعب الفلسطيني ظنكاً، فأصبحوا يبحثون بعد اشتداد الحصار المُطبق عليهم من الاعداء، وحتي من بعض الإخوة،

والأصدقاء، ومن بعض الزعُماء العرب، والمسلمين!!؛ فيحفرون في الصخر يبحثون عن حياة كريمة، وعن لقُمة الخبز، والعيش الذي صار مُراً!. فلقد كانت النكبة الثانية للشعوب العربية عموماً، وللشعب الفلسطيني خصوصاً،

والذي بدء منه الربيع الدموي العربي، بالانقلاب الأسود عام ٢٠٠٧م، وليس من تونس!. ومع مرور الزمن في اعوام الانقسام العجاف

، تسبب ذلك في هروب اغلب الشباب، فيهُاجرون ليُغردوا خارج سِرب الأوطان، لبلاد الغربة، والهِجَران، تاركين الخِلان، والاهل،

والجيران، بسبب الخُذلان من أدعياء الوطنية أو حتى الإيمان!؛ لأن الفقر، والظلم، والتجاهل في الوطن غُربة، والغني في الغُربة وُطَن!؛ ولكن الحقيقة المطلقة مفادها يقول: بأنهُ في الغربة لن يكون موطن،

ولا وطن للغريب!؛؛ ويبقي الغريبُ يأنُ، ويَحِنُ في غربتنهِ ووحدتهِ لموطنهِ، ووطننهِ؛ حيثُ أننا جميعاً في خُلوتنا بِغُربَتِنَا نحتسي، ونرتشف المُر، والمرارة، من فنجان قهوتنا، بنَكهَتِها والتي هى الانيسُ، والجليسُ،

في زمن زعامات التدليس التعيس، وادعياء الوطنية، والتًدَيُّن، والحرية، وَهُمْ، وُهَمً، وهَمٌ، وغمٌ، وصمٌ، بُكمٌ، أحرقوا القضية،

واغرقوا، وظلموا الرعية.

Share Button

By ahram

جريدة اهرام مصر .موقع ويب اخبارى واعلامى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *