وأنا فى الثانوية العامة كان عندنا مدرس بيدى مادة من المواد الأدبية بطريقة مختلفة وجديدة وبالتبعية ذاع صيته وأتشهر جدا” وكانت الحصص بتاعته بتتحجز بالألاف مش بالمئات ، فعلا” كانت شهرته ونجاحه غير مسبوق.
وكنت لما أقعد مع أصحابى نضحك ونهزر ونقول بكرة يشترى طيارة خاصة ويركنها فوق سنتر الدرس إسقاطا” على الدخل المرتفع الى بقى بيدخله مع الحجز والأعداد الغفيرة من الطلبة ، وهو حتى فى الحصص كان يهزر ويقول أوعوا تكونوا ( بتنقوا) عليا ياعيال محدش عارف وراها إيه .
كان دايما” يقول الجملة ديه ( محدش عارف وراها إيه).
وبالفعل عدت السنين ودخلت الجامعة وفى يوم كنت فى كارفور مع بابا وقابلته مع زوجته وأولاده الأربعة ، الى كانوا جميعا” مصابين بمتلازمة داون…
أربع أطفال جميعهم مصابين بمتلازمة داون ، بيحتاجوا علاج خاص ، رعاية خاصة ، أتنين منهم لقيتهم مركبين جهاز يشبه جهاز شلل الأطفال وكان هو ومراته ياعينى محتاسين بالأطفال..
لما شفته وبسلم عليه لقيتنى فجأة ببص فى وشه وبقوله جملته ( محدش عارف وراها إيه يامستر)…
ولقيته ضحك ضحكة مهزومة من الدنيا وقالى:
ياااااه لسه فاكره
مكنتش فاكره بس لما شفتك أفتكرت..
طب أوعى تنسي الجملة ديه يابنتى ، ماتحكميش على حد ولا تبصي لرزق حد علشان إيه ؟!
علشان محدش عارف وراها إيه يامستر…
وعشت بدرس عمرى ، لا تحكم على حد ، ولا ليك دعوة برزق حد ، ولا تحسد حد على ضحكته ولا تضيق بعيشتك وأنت باصص لعيشة غيرك علشان ببساطة لا عارفين الجزء الخفى من الحزن ولا ضامنين الخواتيم ولا ضامنين ا
